الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النخب اوالتيارات السياسية العراقية هيمنة العقلية الاستبعادية وغياب العقلية الاحتوائية
جاسم الصغير
2008 / 4 / 15مواضيع وابحاث سياسية
تشهد التطورات او المتغيرات السياسية التي تجري على الساحة السياسية العراقية المعاصرة العديد من السلوكيات السياسية سواء بدرت من تيارات او شخصيات سياسية عديدة في الوضع السياسي العراقي المعاصر والسمة البارزة لهذه السلوكيات في العلائق التي تجمع بين المكونات السياسية العراقية يبدو عليها واضحا وجليا جدا سمة هيمنة مايعرف بالعقلية الاستبعادية ورأينا في الفترات السابقة وجود حالة من النفور السياسي بين تيار واخر او تيارات اخرى والمسألة ليست في الاختلاف السياسي الذي هو امر طبيعي جدا في أي حراك سياسي ايجابي ويخرج بنتائج ملموسة للمواطن بل هو ممارسة سلوك سلبي واحيانا يتسم بالعدوانية الصريحة او المرمزة تجاه الاخر ومن خلال تهم جاهزة تشكك حتى في الولائ الوطني وهو الامر الضار بأي عملية سياسية تجمع جميع المؤمنين بالخط الديمقراطي وضرورة التصرف وفق سمات هذه الديمقراطية من قبل كل التيارات المشتركة فيها ولكن راينا للاسف الشديد ابتعاد بعض الكتل عن هذه السمات وممارستها لسياسة المنطق الاستبعادي تجاه بعض الكتل الاخرى وهو الامر الضار بمسيرة الشعب العراقي التواق الى تعاون الجميع في هذه الظروف القاهرة والعصيبة التي يفترض بالجميع تغليب الانتماء الوطني على أي استحقاق اخر وهذا هو قانون الحياة ومن هنا ضرورة ممارسة العقل االسياسي العراقي بكل تياراته سياسة الاحتواء تجاه الاخر والعمل على التعاون مع الجهود الوطنية التي تبغي انتشال هذا الوطن من الحالة المأساوية التي يعيشها المواطن العراقي المعاصر ان ضرورة العمل وفق وروح ومفهوم منطق الاحتواء مع باقي الكتل السياسية العراقية تفرضها الظروف السياسية الحالية التي يمر بها المجتمع العراقي وهو سمة القرن الواحد والعشرين قرن الاختلاف في الرؤى ولااقول الخلاف ولكن الاتفاق على روحية التعايش بين التيارات السياسية وعلينا جميعا الابتعاد عن ملامح الثقافة السياسية السلبية التي تكونت للعديد من الكتل السياسية العراقية وان اليوم يفرض تحديات جديدة ضد كل الوضع السياسي العراقي وعلى الكتل السياسية ان تكون موقفا ورؤية هي بدرجة المسؤولية التي يفترض انها تقوم بها لذلك ان فلسفة المنطق الاحتوائي مع الاخر هي خير من تستطيع ان توفر ملامح مسيرة تتسم بالسلام السياسي والاجتماعي وتجمع الجهود الوطنية جميعا التي تبغي ان توفر السلام والامان للمواطن العراقي الذي تعب من انعدام الامان السياسي والاجتماعي للخروج من عنق الزجاجة ومن هنا ننادي بضرورة ان يبتعد السياسيين كتل وشخصيات عن منطق العقلية الاستبعادية التي اضرتنا جميعا من خلال التخوين والردة وعمالة للاجنبي التي وسعت الفجوة بين التيارات والمكونات السياسية والاجتماعية العراقية وضرورة استلهام وانتهاج الرؤية الحضارية لمفهوم المنطق الاحتوائي والتي هي دليل نضج سياسي واجتماعي ومسيرة سياسية فعالة ومنتجة ان الكثير من التجارب العالمية التي تماثل التجربة العراقية من بعييد او من قريب قد مرت بنفس سمات تجربتنا العراقية ولكنها بعد سنين طويلة اتفقت جميعا على ان المنطق الاحتوائي والعقلية التي تحاور وتسمع الاخر هي خير من يستطيع ان يوجد الحلول للجميع ويحفظ ماء الوجه للجميع كما يقول المثل وما التجربة اللبنانية اثناء فترة الحرب الاهلية التي اندلعت شرارتها عام 1975 ولم تتوقف الا في عام1990 وبدأت باختلافات بسيطة وبفعل سيادة المنطق الاستبعادي للاخر من الكتل السياسية الاخرى وانتهت بكوارث سياسية واجتماعية أي ان فترة خمسة عشر عاما وبعد استنزاف كل التيارات السياسية قواها ومواردها ورجالاتها اشعرت الجميع ان لاغالب ولامغلوب في هذه الحرب المدمرة بل ان خراب البلد والانسان هي النتيجة الطبيعية لهذه السياسية التي انتهجتها الكثير من التيارات السياسية وجزء كبير من الذي حدث والخراب الذي اصاب البلد بسبب هيمنة العقلية الاستبعادية لدى تيارات سياسية كانت فاعلة هناك لذلك ايها الاخوة الكرام علينا ان لانكرر تجارب الاخرين الفاشلة والباهضة الثمن بسبب من يؤمن ويتصرف وفق العقلية الاستبعادية وعلينا ان نقول له كلا ولانسمح بذلك لان البلد ليس لك وحدك بل هي بلادنا ومرابعنا التي تربينا ونشأنا فيها جميعا وان نؤشر مكامن الخطأ اين ونبصر الاخرين به ولان البلد لم يعد يحتمل خرابا اكثر ولايستطيع أي انسان او مواطن يشعرالانتماء الصادق للبلاد والحب العذري الحقيقي له ان يتفرج كالواقف على جبل وينأى بنفسه عن الخطر من بعد عن ولان الامور لم تعد تحتمل التفرج عن بعد ان عراقنا اليوم هو بحاجة ماسة الى من يداوي جراحه بمبضع ومرهم ولايسبب له الالام بل ان يحتاج من يطبطب له برفق وعطف ومشاعر حنونة ومسؤولة والى الذي يشفي ولاينكأ ويفتش عن الحلول وليس الذي يوجد او يخلق المشاكل والخلافات والوطنيون موجودين وكثر لطرح افكارهم ورؤيتهم لاسباب عديدة وكثيرة ولذلك نقول دعونا جميعا نسمع بعضنا البعض ونتحاور في كل المسائل ولان عراقنا الغالي يستحق ان نمارس عملية التفتيش عن كل الافكار التي تساهم في زيادة مساحة الاحتواء والتفاعل بصدق مع الاخروزيادة افق الحرية والاختلاف الحضاري بدون ان ان يكون هذا الاختلاف موجها ضد احد فالمسألة ليست شخصية بل هي موضوعية ووطنية ودعونا نستلهم روح مقولة المفكر الديمقراطي الحروالعظيم فولتير الذي عبر اروع تعبير عن ذلك بقوله:
(( قد اختلف معك في الرأي ولكني ساناضل معك حتى تقول رأيك))
فما أروعها من مقولة ورؤية حضارية وقد يقول قائل هذا مواطن فرنسي وفرنسا تتمتع بروح ومساحة ديمقراطية كبيرة وطبيعي ان يصدر منه هذا القول اقول نعم وصحيح ذلك ولكن علينا ان ننسى ان فرنسا ذاتها قد عانت من الاحتراب الداخلي بعد حدوث الثورة الفرنسية وذاقت الامرين من الخلافات والعقلية الاستبعادية في وقتها ولم تهتدي الى المنطق الاحتوائي الا بعد تأمل وتجربة طويلة كخلاص من حالة الاحتراب والاختلاف والحياة مليئة بالدروس والعبر وعلينا ان نستفيد من تجارب الاخرين الناجحة...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية
.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس
.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض
.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين
.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في