الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هم برلمانيو العراق

الاء الجبوري

2008 / 4 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يضم البرلمان العراقي المنتخب 275 برلمانيا يمثلون طموحات الشعب الذي انهكته السياسات الخاطئة والحمقاء للنظام السابق والسؤال الذي يطرحه واقع العراق المرير هو: هل برلمانيو العر اق يمثلون طموحات الشعب الذي تحدى وذهب الى صناديق ألأقتراع , أقرب جواب لنا يثبت تمثيل البرلمانيين للشعب هي الجلسة التي خصصت لإنهاء أزمة التيار الصدري مع الحكومة العراقية فكم برلمانيا حضر ؟ لقد حضر 54 عضوا من مجموع 275 عضومن أعضاء البرلمان, وهنا نتساءل هل الدم العراقي الذي يسيل في هذه ألأزمة رخيص الى هذا الحد وهل أصبحت الديمقراطية التي جاءوا بها غير صالحة لمعالجة هذه ألأزمة , أم ان هناك ديمقراطية خاصة بمعارضي ألأمس الذين أصبحوا حكام اليوم يجسدوها في هذه ألأزمة بعدم الحضور ومناقشة الموضوع بطريقة ديمقراطية لحقن الدم العراقي وتلبية طموحات الشعب ومعالجة ألأزمة بالطرق القانونية تحت مظلة المصلحة العامة ...؟!
أن تكون برلمانيا يعني إنك تمثل الشعب ومصالحه ورقيبا على الحكومة في تطبيق برنامجها السياسي وهذا لم نلمسه في أغلب البرلمانيين بل لمسناه في ألصحفي العراقي الذي كان لسان حال الشعب وجسر التواصل بين الحكومة وبين مايطمح له الشعب إذ هو من ينقل معاناة المواطن من غياب الخدمات وألأمن وفي أخطر ألأماكن يتواجد من أجل إيصال الحقيقة للشعب العراقي وربما تكلفه الحقيقة حياته كملفات الفساد ألأداري التي لم نسمع أن برلمانيا قدم وثائق تكشف قضية فساد مالي وإداري كما هو متعارف عليه في برلمانات العالم بل تحمل كشفها الصحفي أكثر من غيره ولولا التهديد بألإغتيال والخطف لما تردد ألإعلامي العراقي بتقديم الوثائق التي تفضح سرقة أموال الشعب العراقي , هذا هو الممثل الحقيقي للشعب رغم أنه لايملك راتبا تقاعديا يصل الى ملايين الدنانير أو مواكب مسلحة لحمايته , فهل مثل البرلمانيون الشعب كما مثله ألإعلاميون العراقيون رغم أختلاف توجهاتهم السياسية ...؟
أكثر من 80 برلمانية من مجموع 275 برلمانيا هل يمثلن قضايا المرأة العراقية المتحدية الصابرة؟ إن من مثل المرأة العراقية للمطالبة بحقوقها وتوعيتها هي ألأعلامية العراقية والتي لم تخفها لغة السلاح وطغيان النعرة الذكورية على المجتمع العراقي بل كانت قلما حرا ينبض بمعاناة المرأة العراقية خاصة والقضية العراقية عامة واثبتت إن قدرة وأمكانية المرأة العراقية لاتمنعها من العمل في أخطر ساحة إعلامية في العالم التهمت العديد من ألإعلاميات شهيدات الحقيقة , إن من يمثل المرأة العراقية الناشطات في المجتمع المدني وخاصة المحاميات وألإعلاميات وقد تجلى هذا واضحا في رفض الفقرة 41 في الدستور العراقي والعمل على تفسيرها وبيان مخاطرها على ألأسرة العراقية , فأين البرلمانيات العراقيات من أرملة عراقية أحنت ظهرها على أطفالها في هذا الظرف العصيب ؟ أين البرلمانيات من زوجات المعوقين والمعتقلين؟ حتى البرلمانية التي تصدر مجلة نسوية لاتطرح وجع المرأة العراقية وقضاياها بل كانت دعاية لبعض الندوات والورش التي ل تسمن ولااتغني من جوع او عطش وكأنها مجلة ترفيهية لمرأة تعيش في السويد وليس في العراق .
أين البرلمانيون العراقيون من إقصاء ألأبداع في العراق الذي أبتكر أول نغم وأول آلة موسيقية أضحت ألآن من رموز العراق , أين أنتم من تشريد الفنانين العراقيين بثقافة إقصاء ألأبداع لإنه حرام , أين الفرقة القومية للرقص الشعبي ودار ألأزياء العراقية وفرقة ألأنشاد العراقية , هذه الفرق ألأبداعية التي تقدم تراث العراق وحضارته تجسد هوية العراق الثقافية , خائفة , مترددة من ثقافة التحريم التي غدت سمة العراق الديمقراطي الجديد، وكذلك من ألأهمال ألمقصود , أمام ثقافة إقصاء ألأبداع لإنه حرام , يصمت أعضاء البرلمان العراقي صمت الحجر الذي يتفتت ولاينطق ولكن المثقفين العراقيين يكافحون من أجل أن يظل نهر ألأبداع جاريا في العراق من خلال منظمات المجتمع المدني المختصة بالشأن الثقافي العراقي وإتحاد ألأدباء والبرامج الثقافية المختصة بالشأن ألأبداعي في العراق في ألأذاعات والقنوات الفضائية العراقية , فهل مثل البرلمانيون العراقيون الشعب العراقي في دعم الثقافة ا لابداعية أم مثل الشعب المثقف العراقي الذي يتصدى لثقافة الحرام وألأهمال بمواصلة ألأبداع .
نعم جاء البرلمانيون العراقيون الى قبة البرلمان ليمثلوا الشعب الذي عول الكثير عليهم لكنهم غالبا ما يمثلونا بطريقة تجعلنا نعيد النظر بإختيارنا مستفيدين من هذا الدرس بإن نختار ممثلينا في البرلمان ليس بعواطفنا التي تثيرها هذه الجهة أو تلك أو هذا الشخص أو ذاك مهما كانت مكانته وتاريخه بل نختار بعقولنا ومصلحتنا, من يقدم ألأمن والماء والكهرباء ويقضي على البطالة ومن يجعل الدول تتمنى منح العراقي فيزتها لا أن يذل في المطارات وعلى أبواب السفارات .
لم يبق الكثير من الوقت ،والكرة بملعب المواطن العراقي وصوته سيحدد من يمثله وسيسعى اللاعبون في الساحة السياسية العراقية الى التودد حد ألإستجداء كي يصلوا الى الذهب المتمثل في صوت المواطن . فهل سيختار المواطن العراقي برلمانيون يحلون مشكلة من مشاكل العراق بسرعة فائقة كما فعل أعضاء البرلمان العراقي بقضية رواتبهم التقاعدية التي تصل الى ملايين الدنانير بينما أهملوا ثلاثة ملايين أرملة وعندما قرروا راتبا لهن كان مقداره 75 الف دينار لخمسين الف ارملة من مجموع ثلاثة ملايين أرملة عراقية!!! .
الشعب يتحمل الجزء ألأكبر من المسؤلية لانه أختار برلمانيون أراد منهم الكثير ولم يعطوا حتى القليل لهذا الشعب ولكن ألأوان لم يفت بعد وألأنتخابات القادمة ستكشف لنا هل تعلم العراقيون أختيارممثليهم بالعقل والمنطق والمصلحة العامة للشعب العراقي أم سيختار بالعواطف والرموز وألإملاءات والشعارات الحزبية والدق على مظالم الماضي وأوتار الطائفية التي يفتعلون حريقها المستفيدون ليصلوا الى المناصب والأموال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر