الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاسع من نيسان : ماذا حمل للعراقيين ؟

صبيحة شبر

2008 / 4 / 17
الارهاب, الحرب والسلام



عانى العراقيون على اختلاف توجهاتهم الفكرية ، وتنوعهم الوظيفي ، وتباين منطلقاتهم الكثير من الحرمانات ، تفوق ما وجده سكان المعمورة كلهم ، وكان مما يثير الاستغراب لدي الناس جميعا ، ان معاناة شعبنا العراقي كانت متضخمة ، حرمان شامل على مختلف الأصعدة ، السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والاقتصادية ، تحكم الحزب الواحد امتد إلى ثلاثة عقود ونيف ، ضعفت الأسرة العراقية ،بعد ان طال الموت جراء الحروب العبثية ، والإعدامات بالجملة الآلاف من الرجال ، فبقيت الأسر محرومة من العائل ، تتحمل العنت والصعوبات المتنوعة ، ولا تجد من يقف بجانبها ، مخففا عنها وعورة الطريق ، فرض الرأي الواحد ومنعت الأحزاب ، وأجبر الناس على الدخول في حزب واحد ، لامجال للاختلاف عنه في وجهات النظر ، رأيه يفرض بقوة الحراب على الناس ، ويتفنن المسؤوليون في جر السكان ، الى الاعتناق بمعتقداتهم بالقوة ، ومن الطبيعي ان يتضخم الصعوبات الاقتصادية ، وان يسحق المواطن العراقي من جراء انخفاض قيمة العملة العراقية ،وفرض الحصار الظالم على العراق ، نتيجة ما قام به النظام السابق من إشعال للحروب المختلفة ، ضد الجار والصديق ، فحمل العراقيون في اعماق قلوبهم ، رغم الصعاب الفتاكة ، حلما جميلا بإمكانية التغيير ، وراح الناس يخبئون ما يجول في خاطرهم من أهداف ، ككل شعوب الأرض ، بانبثاق الحرية وسطوع شمس العدالة والمساواة ، وحقا تحققت أمال الجماهير العريضة واستطاع الناس ان يتخلصوا من اعتى الدكتاتوريات التي عرفها الجنس البشري ، حيث فتكت بالصغير والكبير ، والشيخ والنساء والعجزة والشباب بأسلوب جهنمي لم يسبق له مثيل
تغير النظام وسقطت تلك القوة الغاشمة ، ولكن ليس بفعل الجماهير الشعبية ، فما هي آراء الناس ، حول ما جرى وما زال يجري ، في ارض الرافدين من أحداث تثير الاستغراب ، طرحنا بعض الأسئلة على مجموعة من الناس في بلاد الغربة ، حول ما يحدث في ارض الحضارات العريقة ، وما آلت إليه الأمور مما لم يكن بالحسبان.
الطالب محمود عمره 20 عاما
لم يتح لي الزمن ان أرى بلادي الحبيبة العراق ، ولم يكن أبواي يسكتان ،عن وصفها بأجمل الصفات ، وأروع الخلال ـ كنت أتمنى ان أعود الى بلدي مع أبوي ، وحين سقط النظام ، فرحت كثيرا ، وقلت لنفسي آن الأوان كي تتحقق الأحلام وتبتسم الحياة ، ولكن تدهور الحال ، وسقوط العديد من الأبرياء ، قتلى وجرحى برصاصات الغادرين ، جعلنا نؤجل قرار العودة الى العراق بعد ان بتم تعزيز الأمن ، وعودة الحق الى نصابه

الطالبة فاتن عمرها29
كنت مع أسرتي وهي تنتقل من مكان الى آخر ، طلبا للامان ورغبة في الحصول على المأوى اللائق ، والعيش الرغيد ، والقدرة على التعبير الحر عن النفس ، أصبحت رسامة ، لكني لست ككل الرسامين في العالم ،استطيع إقامة المعارض ، او بيع اللوحات ، للاستفادة من ثمنها للإيفاء بحاجات الإنسان ، بقيت اعتمد على أبوي العاملين ، صباح مساء والعاجزين عن توفير ما تتطلبه الحياة من أمور ، ابحث عن عمل يساعدني ، فتذهب جهودي عبثا ، احلم باليوم الذي أتمكن فيه من العودة ،الى وطن حلمت مرارا به ، دون ان استطيع رؤيته حقا ، أكثر من قراءة الكتب التي تتحدث عن حضارته العريقة ، وعن التعايش الجميل بين أناسه المختلفين ، فأتعجب ، كيف انقلب الأمر الى ضده ؟ وكيف استطاع المتحابون ان يتحولوا الى أخوة أعداء ؟ وماذا فعل بهم النظام السابق كي يحول حبهم الطويل الى شعور بالكراهية مميت

أم احمد عمرها 50
قصيت في العراق اسعد سنين عمري ، أسرتي كانت هانئة ، نزور بعضنا بعضا ونتراحم بيننا ، كلنا نعطف على الفقير والجار والمحتاج ، خرجت من وطني حين أجبروني ، على ان أكون حزبية وان اعتنق مباديء لاتتفق مع قناعاتي ، فخرجت من بلدي في ليلة ظلماء ، ابحث عن شروق شمس طال غيابها ، تحقق أخيرا ما أصبو إليه ، ولكن بشكل مختلف ، أتابع ما ينشر في الصحافة ، وما يذاع في أجهزة المذياع ، عن حروب كثيرة ، في بلد كان جميع أهله متحابين ، فأتساءل بمرارة لاتستطيع كل أنواع الجمال ان تنسيني طعمها ، لماذا تحول العراقيون من حياة التعاون والألفة الى حياة الاحتراب ؟ من بدد الأمن وقضى على النعيم ؟ وكيف يمكن للشعب ان يستعيد جمال الحياة ويقضي على سوادها

أبو نزار عمره 62
أحببت وطني بما لم يحبه احد من الناس ، انشد له الأناشيد المختلفة ، واقرأ عنه أجمل ما خطت يد الشعراء والكتاب ،وأشاهد أروع ما ابتكرته ريشات الفنانين ، اضطرتني ظروف قاهرة على الخروج من وطن ، اعشقه حد الثمالة ، فبقيت أتلفت خلفي ،علني أحفظ صوره الجميلة في خاطري ، واجمعها في قلبي ، حالما ان أعود الى مرابع الصبا والجمال ، ولكن الزمان يطول ، ورغبتي بالعودة تكبر وتنمو ، وانا أسافر من مكان الى آخر ، لم أجد روعة ، تضاهي ما حملته معي في تنقلاتي الكثيرة ، بقيت أرنو الى ان أتمكن من العودة ، الى أحلى الأمكنة وأجمل الخلان واصدق الأصحاب ، وحين تحقق الحلم ، وابتسمت الدنيا بعض الوقت ،سرعان ما قضت جحافل الظلام ، على حلمي الجميل ، وسلبتني إياه ، أتطلع ان أعود لأكحل العين قبل أن يدركني الردى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح