الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان التشكيلي / خالد خضير الصالحي

شاكر رزيج فرج

2008 / 4 / 18
الادب والفن



عقدان مرا، دون ان يتنحى – خالد خضير – عن مقعده التشريفي المعصوب والمهووس بعشقه اللامتناهي لخطوط الحبر –الجيني- كتوءمين سياميين لا ينفصلان، حتى ان مرانه وترويضاته اليومية ليده وافكاره، لم تترك له فسحة لرؤية فضاءات أخر يظفر فيها اللون بهيمنة واضحة وان كانت ومضة عابرة لتشكل محطة انتقالية او اعتبارية في مسيرة عمله الابداعي، بل واصل - بقصدية – تشدده وتمتين قبضته على ما بدأه بغية تأسيس نموذج متفرد – بصمة – تشير اليه بوضوح، والحق ان معلناته نجحت في الوصول الى مقتربات ما كان بالامكان ملامستها؛ لولا تلك الصرامة والاصرار على المضي دون تلكؤ.
ان المتتبع لاعمال خالد خضير يستفزه الشكل (هذا ما يراه الكثيرون) ذو البعد المغلق تماماً ودون ان يتاح له متنفس – كوة - كي يكون بمقدوره التواصل مع خارجه الذي يعوم فيه وان الموجودات المرمزة داخل هذا (المنحني المغلق كمفهوم رياضي) او – القبو – القبر – انما هي اشبه بحيوات محجرة داخل الغلاف مستسلمة، محكومة، بتلك الموجودية داخل – القبو – نائية عن إداء اي فعل ايجابي دون ان يكون بمقدورها الخروج وبحيث يستحيل الامل الى امر ميؤوس منه تماماً.
ان هذا الرأي – باعتقادي – هو اجحاف تشكل جراء قصور عرضي من قبل بعض النقاد (ما قيل عن معرضه الشخصي الذي كرسه للسياب – البصرة – 2002، موقفه على الانترنت، ... الخ).
والرؤية المتفحصة المحايدة لاعماله تكشف ان مساراً معرفياً يتخفى بقصدية – وتحرص شديد – بين ثنايا كل منجز غير بعيد عما يجري من متغيرات سوسيولوجية تتناغم وقدرات الفنان الثقافية وانه (اي الفنان) يتعامل مع مدركه لـ (مقومات الصورة كفهم فلسفي) بما يمنح البناء الشكلي دفقاً لقوة فعل المضمون، اذ ليس بالضرورة تسطيح النظرة النقدية ووضع افتراضات ساذجة تحت ذريعة تحجر الشكل ومن ثم الرموز داخل – القبو – المغلق.
ولعل هذا الدفق – او بعضه ينتمي اصلاً الى واقع الفنان ذاته سواء تلك التي تتصل بمجموعة تجارية والخبر المختزنة لديه او تلك التي تتوالد داخله، نتيجة لمتغيرات موضوعية كتشكل العلاقات الاجتماعية وما يتبعها من تجديد وتطور.
ان خالد خضير يؤمن بكل هذا (ننظر الى كتاباته النقدية لعديد من الاعمال الفنية) ولكن الغائب عن العديد منا قناعته المطلقة (وهذا ما كان يحجبه عنا) بان للمربع الشطرنجي – وهو مغلق تماماً – امتدادات لا محدودة لملايين الاحتمالات المنطقية (كاستاذ في علم الشطرنج اصلاً) حتم اللجوء الى تلك الزاوية وهو تحت– سيف الارهاب الفكري الدكتاتوري – ساعده كي ينفذ الى مراميه واهدافه – المتخفية – بتلك الاسلوبية المعلنة (الاغلاق الجبري) لرموزه وكأن منجزه يتحول متوحداً الى كائن فتشي باقنعة طوطمية تتقاطع عند زوايا عديدة لمسات زخرفية، تحفر في بعض الفراغات خطوطاً بصرية مؤثرة.
ان القول بان البناء الشكلي لاعمال خالد خضير هو واحد مكرر (مراوحة في المكان) تقودنا اولاً الى رأي أ.د. زهير صاحب والذي فحواه، ان السحر التشابيهي (اي تماثيلية البناء الشكلي) الذي يقوم على فكرة التأثير بين المتماثلات يولد انطباعاً جمالياً فذا (كما هو الحال في اعمال فناني العهد الفرعوني – توابيت المومياء وغيرها)، وبالطبع فان هذا السحر لا يمكن ان يثلم في مخيلة المتلقي، هاجسه بتنوع المضامين وأتساع فضاءات حركتها خارج الموصوف العياني، مضافاً اليها وجهة نظره الفلسفية لعلم الشطرنج كما ذكرنا.) في افتتاح e4الشطرنجي تتيح الردود للرسيل عدداً هائلاً من الاحتمالات المختارة يعبر عنها على سبيل المثال بـ e5 او Nf5 اوd5 او cs... الخ) وان حرية القطع داخل المربع 64 المغلق تصل عند النقطة العاشرة (ملياراً من الاحتمالات!! حسب رأي الحاسوب) وخالد خضير الذي يتعاطف بشدة مع نظريات الشطرنج (افضلية النقلة الاولى، المبادأة، لعب المواقع.. الخ) يترك الحرية للمتلقي لان يبحث عن حلول منطقية لمشكلة الرمز داخل تلك المنغلقات، لكنه بالمقابل يفتح مسارباً – ايحائية – للوصول الى تلك الحلول.
ولعل اعماله الاولى بداية الثمانينيات ومن خلال معارضه الثلاثة – بغداد – قد حسمت اسلوبيته التي تطورت لاحقاً جراء ما كان ينشر في الصحف الاردنية واللبنانية وغيرها اثناء سنوات الغربة لتستقر واصحة المعالم على مرفأ معرضه الاخير في البصرة.
ان الفنان التشكيلي خالد خضير الذي ضيع في تشظيه لاعماله هنا وهناك، اتاحت له ظروف الحرية النسبية لملمة ما يقع تحت يديه لاقامة معرض شامل، نتمنى الا يطول انتظارنا له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش