الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيشان: دعوا الجراح تلتئم

أمين شمس الدين

2008 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يحلو للبعض إقناع الناس والمؤسسات المختلفة، بأهمية استمرار النزاع الشيشاني، ودعم الانفصاليين الشيشانيين في حربهم غير المتكافئة مع روسيا الاتحادية. ويحاولون التأكيد على أن الحرب الشيشانية، ما هي إلا حرب جهاد للمسلمين الشيشان، ضد أعدائهم الروس، معطين الأمر صبغة دينية صرفة، وهم يخفون الأسباب الحقيقية للحرب الشيشانية التي قمنا بتوضيحها سابقاً، وبشكل مفصل في وسائل الإعلام المختلفة. علماً بان "الجهاد"، إذا اعتبرناه حقيقة هكذا، هو- نتيجة الحرب الشيشانية، وليس سبب من أسباب نشوبها. إن مثل هذه الأساليب غدت أهدافها واضحة تماماً، والتي أهمها - استمرار النزاع، حتى تحقيق الهدف غير المعلن، وهو فصل القوقاز عن روسيا، باستخدام شعارات باطلة: "الاستقلال"، "إقامة دولة إسلامية" الخ.. ولو كان ذلك على حساب شعوبها الآمنة، وخصوصا بأن من ذاق طعم الويلات بشكل رئيس هو الشعب الشيشاني. أما الهدف المعلن، فهو - إقامة "دولة إسلامية" قوقازية، أو حتى " دولة وهابية"، تبقى تهدد روسيا من حين إلى آخر، وتبقي بلاد الشيشان وشعبها في فراغ دائم وويلات.. علما بأن شعوب المنطقة المسالمة هي شعوب مسلمة، و تؤدي شعائرها الدينية التي لا تتعارض مع التعاليم الإسلامية السمحة بحد ذاتها، لها تقاليد وعادات مخصوصة، ولا تفكر بإقامة دولة من ذلك النوع، ولا بالاستقلال عن روسيا، على الأقل في الوقت الراهن..
والآن، وبعد انتهاء الحربين في الشيشان، وتحجيم الفصائل المسلحة، وعودة معظم قادتها وأفرادها بعد الإعلان عن العفو العام لعدة مرات، وانخراطهم في العمل والإنتاج.. وبعد الموافقة على دستور جمهورية الشيشان من قبل عامة الشعب الشيشاني.. وبعد انتخاب رئيس لجمهورية الشيشان.. وبعد الشروع بإعادة ما دمرته الحربان من بنية تحتية، وعودة النازحين إلى ديارهم، وعودة الحياة بالتدريج إلى مساراتها الطبيعية، وأخذ المواطنون يشعرون بالطمأنينة والاستقرار، وبعد أن تقلصت المساعدات المادية والمعنوية التي كان يحصل عليها الانفصاليون باستمرار.. وبعد.. وبعد.. إلا أنه يبدو بأن بعض القوى، سواء من داخل روسيا أو من خارجها، التي لم يرتو غليلها بعد، سواء من تعبئة جيوبها، أو من تحقيق مآربها السياسية، المتطرفة، لا تزال منهمكة، تبذل ما بوسعها لزعزعة الاستقرار في الشيشان، باستخدام مختلف الوسائل، وخصوصا الإعلام بشتى أنواعه – تحاول يائسة توجيه المركب السائر بركابه إلى شاطئ الأمان، نحو العواصف الهوجاء القاتلة مرة أخرى..
ومن الطبيعي أن أبناء المهاجرين القوقاز والمنتشرين خارج بلاد الشيشان، سواء في البلاد العربية أو تركيا أو أوروبا وأمريكا يتألمون لمصائب أرض أجدادهم ويفرحون لأفراحها، وكذلك الحال مع المتعاطفين مع القضية الشيشانية. غير أن الذين تحت تأثير المطرقة بشكل مباشر، والذين هم على اطلاع بمجريات الأمور وسير الأحداث، ويعرفون الحقيقة والباطل هم الشيشان القاطنين على تراب بلادهم. وبرأيي فأن الشيشان في جمهورية الشيشان، هم أولا وآخراً أصحاب الحق والقرار في تقرير مصير حياتهم، وحياة أبنائهم وأحفادهم من بعدهم..
ندعو شيشان المهجر، وغيرهم ممن يحب الخير للشيشان إلى التضامن من أجل مصلحة إخوانهم الشيشانيين في الشيشان عامة، الذين يحاولون إعادة الحياة الطبيعية إلى بلادهم، والالتحاق بالعمل الإنتاجي والإبداعي، وأن توجه المساعدات الإنسانية والدعم المعنوي، لتصب كلها في بناء جمهورية الشيشان وازدهارها. علماً بأن مجال الاستثمار في جمهورية الشيشان مفتوح للجميع. ولتترك جانباً الأساليب التي تسعر العداء بين الأخوة، وتلك التي تستفز روسيا الاتحادية، وتجعلنا أمام العالم عدائيين ومتطرفين. إن بلاد الشيشان اختارت الطريق الذي يناسبها، وهو مع روسيا الاتحادية، كغيرها من جمهوريات شمال القوقاز. وهذا لا يتعارض مع تطلعات الشعب الشيشاني على أرضه. وليس لمضلل أو لمخادع بعد الآن أن يشق صفها الواحد، وغرس أفكار متطرفة في عقول مواطنيها المسالمين. وهي سائرة رغم كل الصعاب للأمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم


.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل




.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا


.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها




.. سرايا القدس: سيطرنا على طائرة صهيونية بدون طيار من نوع -سكاي