الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات المحلية القادمة.. تكريس للتقسيم الطائفي

عدنان فارس

2008 / 4 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد شاهد العراقيون بأم أعينهم بعد ان بصموا على ماشاهدوه بان الانتخابات التي عُقِدت في دورتين، بداية ونهاية العام 2005 (أقصر فترة بين دورتين انتخابيتين في التاريخ السياسي الحديث) وتوسّطهما التصويت على دستور كتبه الفائزون في الدورة الاولى.. وقد اسفرت هذه المسرحية الانتخابية عن برلمانَين طائفيين وحكومتين طائفيتين ودستور طائفي.. هذا مايقوله واقع الحال وعلى لسان الرئاسات العراقية الثلاث حيث وعلى سبيل المثال لا الحصر صرح الرئيس جلال الطالباني قبل اسبوع منذ الآن بأنه سيتم (خلال اسبوع!!!) تشكيل حكومة وحدة وطنية قوامها الكفاءات وليس المحاصصات!؟..
واضافة الى ذلك كلنا يعلم انه بعد مرور أيام قلائل على إقرار الدستور، بالانتخاب، صدرت التصريحات وايضاً على لسان الرئاسات الثلاث انه ستتم مراجعة الدستور.. ماذا يعني هذا؟ ان هذا يعني بكل وضوح وبساطة ان "الانتخابات الثلاثة" قد عُقِدَت لاستعراض عضلات طائفية وعرقية لنيل التزكية للتحكّم بأمور الدولة والمجتمع، باسم الانتخابات، لصالح مؤسسات طائفية وعرقية.
الرئيس جلال طالباني وَعَدَ العراقيين والعالم، منذ اسبوع، بتشكيل حكومة وحدة كفاءات وطنية "برئاسة السيد نوري المالكي" ورغم مضي الاسبوع على وعد الرئيس ولم يحدث شيء جديد فالمشكلة ليس في الاسبوع والشهر انما المُشكل الغريب وغير المتوقع في وعود التجديد هو ان سيادة الرئيس الطالباني يحدد اسم رئيس الحكومة الموعودة التي ينبغي ويُرتجى فيها إصلاح ذات البين وتجاوز الاخطاء التي وقعت فيها الحكومة الحالية التي يرأسها السيد نوري المالكي!!... ثم اين دور البرلمان العراقي المنتخب في سحب الثقة عن الحكومة الحالية التي يرأسها السيد نوري المالكي واختيار رئيس جديد لحكومة جديدة تنأى بنفسها عن الانحياز الطائفي والعرقي والاعتماد على الميليشيات في التزكية والدعم من أجل تبوّأ منصب رئاسة الحكومة او ايّ من مناصب الرئاسات الثلاث؟
مفوضية الانتخابات العراقية تحذر من الانتخابات المحلية المُقرر عقدها في اكتوبر القادم وتشكّك في نزاهتها نظراً لمضاعفات التهجير الطائفي، المليوني داخل وخارج العراق، وتأثيره السلبي وغير الحيادي على نتائج هذه الانتخابات.. ورغم واقعية هذا التحذير والتشكيك إلاّ ان السؤال الذي يطرح نفسه: اين كانت هذه المفوضية وواقعية تحذيراتها عن ثلاث انتخابات متسارعة في خلال عام واحد!؟ ولماذا لم تبد استغرابها أزاء التحشيد الطائفي والعرقي والعشائري الذي ظلل تلك الانتخابات الثلاث!؟
الانتخابات المحلية المزمع عقدها في اكتوبر سوف تأتي ببرلمانات مصغرة ومستنسخة عن البرلمان المركزي العراقي قوامها الطائفية الميليشياوية والعرقية والمناطقية.. وبالتالي فهكذا مناخ سياسي يساهم في ترطيب الأرضية للارهاب والفساد والتدهور وهذا مايحدث فعلاً وعلى ارض الواقع.
هَوَس الانتخابات الذي طغى بعد مرور أسابيع على تحرير العراق من ديكتاتورية صدام وبعثه في 9 نيسان 2003 ولم يزل يطغى على خطابات ونداءات التجمعات الموالية للطائفة والعرق والمنطقة هو الذي دفع، تلقائياً، بالكثير من العراقيين ان ينعتوا يوم الخلاص من نظام صدام بيوم السقوط..!.. ولكنه سوف لن كذلك بحكومة توافق وطني قوامها الكفاءات النزية وغير المتحزبة... الاختيار الوطني النزيه والمخلص هو اصدق من استعجال انتخابات طائفية وتزكيات فئوية... نحن لسنا افضل من شعب النمسا الأوروبي الذي تحرر من الهيمنة النازية في 1945 وأجرى انتخابات حرة ديمقراطية في 1955 بعد ان أعادَ هيكلة نفسه ومؤسساته ديمقراطياً.
التاريخ السياسي القريب يعلمنا بان الانتخابات الديمقراطية باحزاب غير ديمقراطية تأتينا بهتلر وموسوليني... والعراق الآن مليان ميليشيات بكل الاشكال والالوان داخل الحكومة ومن خارجها نتيجة هكذا انتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتحم خزنة البنك بدون كسر الباب وبدون نفق (سرق ملايين الدولا


.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل




.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة


.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة




.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من