الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا بالأرقام لسيارات لا تحمل أرقاماً!

جاسم الحلفي

2008 / 4 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


ذات يوم قال الشاعر المبدع عواد ناصر: هل أعطيك أرقام السيارات التي لا تحمل رقما؟ مستهجنا سؤال أزلام وزارة الداخلية العراقية، حينها، عن أرقام السيارات التي استخدمها القتلة وهم ينفذون جريمتهم البشعة المتمثلة باغتيال الشهيد شاكر محمود في بداية السبعينيات. فمن أين يأتي المشتكي بأرقام سيارات لا تحمل أرقاما، كي يثبت حقه!

تذكرت ذلك وأنا استمع لاندهاش صديقي عندما طلب منه الموظف في شركة (بلاك ووتر) حين قام بتقديم شكوى ضد سيارات هذه الشركة، أن يذكر رقم السيارة التي كادت ان تقضي على حياته على طريق المطار قبل أيام، كي تقبل شكواه.

ورغم خطورة ما حدث فان موظفي الشركة لم يقبلوا بالدليل المخطط الذي بيّن فيه ان سيارته كانت تسير سيرا اعتياديا في شارع المطار ذي الاتجاه الواحد بينما سارت سيارات شركة (بلاك ووتر) عكس اتجاه الطريق، بسرعة جنونية، وان سيارته هي التي تحطمت وليست سياراتهم المدرعة!

يبدو أنه كان مطلوبا من صديقي تقديم الشكر لهؤلاء الرجال!! لأنهم أبقوه حيا ولم يطلقوا عليه النار كعادتهم في ارتكاب الجرائم، فقد سبق لمرتزقة هذه الشركة ارتكاب عدد من الجرائم، كان أبرزها حادثة ساحة النسور في أيلول 2007 التي أدت إلى استشهاد 17 مواطناً. ورغم خطورة ذلك الحادث فان التحقيق بشأنه لم ينته حتى هذه اللحظة، كذلك لم يتم تقديم تعويضات لذوي الضحايا، فكيف يتم ذلك وهم (يبلون بلاء حسنا، واما حادث يوم 16 أيلول، فينبغي التحقيق فيه بتأن)، حسب تصريح جريجوري ستار رئيس البعثة الأمنية الدبلوماسية الأمريكية.

ان الشركات الأمنية الأجنبية العاملة في العراق، ومن ضمنها شركة (بلاك ووتر)، غير خاضعة للقوانين المحلية وفي الوقت ذاته لا تقاضيها المحاكم العسكرية الأمريكية، مما يسمح لها بالعمل دون تحديد لأنشطتها، وهذا ما يجعل من منتسبيها يستهترون بحياة الناس، علما أن معظمهم مرتزقة قادمون من كافة أنحاء العالم، ويشكل الكوماندوز التشيليين الذين سبق وأن تدربوا وعملوا في الأجهزة الأمنية القمعية التابعة للدكتاتور التشيلي السابق اوغستو بنوشيه، أكثرية هؤلاء المرتزقة.

كنت أنصت لحديث صديقي والصدمة التي تعرض لها، والموت الذي كان ينتظره من طيش هؤلاء المرتزقة ورعونتهم، عندما تجددت في ذهني وعود المسؤولين العراقيين، بأهمية إقرار مبادئ عامة تحدد طريقة عمل الشركات الأمنية العاملة في العراق، وتعهدهم بطرد منتسبي الشركة من البلاد، ما عدا مرتكبي جريمة ساحة النسور لغرض محاكمتهم في العراق. وأنا أراقب ذهول صديقي من ردود الفعل غير المبالية لموظفي الشركة لما حدث له ولسيارته، استمعت الى الخبر الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية بان الوزيرة كونداليزا رايس، قامت بتجديد عقد (بلاك ووتر) لمدة عام آخر!

والسؤال هنا هو: هل ننتظر المزيد من الانتهاكات التي تقوم بها شركة (بلاك ووتر) ومثيلاتها من الشركات الأمنية، حتى نتيقن ان الوضع الأمني وتوتره ليس سببه الميلشيات المتعددة وحسب؟.

ان عمل هذه الشركات ومرتزقتها لا يقل ضررا عن عمل المليشيات العراقية في خلق التوتر، إن لم نقل انه يفوق ذلك، أحيانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرشحون لخلافة نصرالله | الأخبار


.. -مقتل حسن نصر الله لن يوقف مشروع الحزب وسيستمرفي المواجهة -




.. الشارع الإيراني يعيش صدمة اغتيال حسن نصر الله


.. لبنان: مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلي




.. المنطقة لن تذهب إلى تصعيد شامل بعد مقتل حسن نصر الله