الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [11]

عادل الحاج عبد العزيز

2008 / 4 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


((.. لم يدر بخلدي ابداً، ان افكاري حول ميكافيلي Machiavelli و اكبر Akbar ، سوف تنتهي بي الى
نفس القصة..))
( سلمان رشدي، نهاية الأسبوع ريفيو)[1]
إنحناءة
سوف نأتي هذه السطور، ونحن في قمة كل شئ وفي مثل نقيضه تماماً. ولكن حسبي هنا قبل الولوج اكثر – أنه لزام عليّ ان اخلع معطفي عند بابها – في هذه الأيام وفيرة الأمطار وكثيرة المزالق.
على ايّ حال يبدو ان امر الله قد نفذ تماماً في هذا الكون الممطر (مشتي)، قد لا يعين كتابتي في محنتها هذه سوى التجلد؛ والإرتكان لفضيلة يعرفها اهلنا بفطرتهم الباذخة " إن غلبك سدها ...؛ فما عليك سوى التأمل والإتعاظ من نعماء هذه الهنات والعثرات في بلاط صاحبة الجلالة الرقمية، ادام الله عزَّها.
فالحرية هي القيمة الوحيدة التي قد لا تعرف الحدود ولا الفضاءات ولا تعير اهتماماً لمسألة الجنس واللّون او الديانة.
وأنا في قمة أشيائي هذه، اذ بلغت من اليقين آخره؛ ان العقل البشري اليوم والذي ربَّما لم نزل نمتلك؛ يجب عليه ان يتبع على الدوام فضيلة المراجعة لكل القيم التي يحملها بالميلاد هكذا؛ وهو موقف عقلي ليس مطالب الجميع بالقطع بالموافقة عليه من الوهله الاولى؛ دون ادرادج مقدمات مناسبة له تتخذ من التدرج وسيلة مناسبة احياناً لبلوغ الغايات.
ولكن الصواعق لها احياناً فعلها عندما تخلب الأبصار وتذهب بما تبقى من تعقل لدينا، فهو بعضٌ من مما لم يأتي الينا بعد؛ والدعاش دائماً ما ... يفعل فعله .. وإليه النشور.
واصدق نفسي الآن انه قد ساعدني في تلمس الزيف الذي لازم اشيائي، وأنا لم ازل في المهد صبيا.
لاكتساب عادة المراجعة هذه ما كان لها ان ترى النور سوى بعيشي في هذا الكون الذي لم يعد يعترف بالسقوف التي تحجب شمس المعرفة و إشعاعها؛ الذي ربّما يعين ويساعدنا في تجفيف كلّ ما تسربت إليه من مياه آسنة.
ثم يا لهولها من فاجعة ومصارحة، جعلتني اعرف ان كثير منهم لا يقوى على مجادلتها أو مجايلتها في هذا الكون وهو في تمام هطوله المعاصر هذا.

السُّترة وأخواتها ..
منذ كنت انوي الكتابة هنا، وأنا احمل في بالي ان ما نكتبه الآن يمكن ان يقرأ في أيّ مكان في عالمنا هذا، والذي اصبح قريةً كبيرة تحوينا جميعاً؛ بيض/ملونين/دينين/ ولادينين/ وصابئة..الخ
وأعلم علم اليقين اني خرجت من صلب امة عظيمة لا يسوءها شئ غير التسرع، وهي تخرج بأحكامها على بعضها البعض؛ وهو لأمر مؤذي ومهلك في آن.
ولكني وأنا اكتب هذه الحروف اصدق الله ونفسي اني مازلت احاول دون جدوى ان اخبئ جذوة تساؤلاتي عن نحن/هم.
مستصحباً تجارب امتي التي ما اورثتني غير (الشفقة) التسرع، فإن كان من المأمول لنا ان نخوض غمار التغيير كغيرنا من الامم المتحضرة.
فما علينا سوى ان نجلس في الأرض طويلاً حتى نوطِّن سلام دائم غير منقوص؛ وعلينا كذلك ان نتنازل قليلاً عن ذهنية التكفير والتخوين للآخر المخالف والتي لم تورثنا وديمقراطياتنا سوى الحضيض.
ان السلام لا يصنعه سوى الشجعان (اتفاقية الميرغني/ قرنق) الديمقراطية والحرية الغير مقيدة فهكذا كانت وهي كذلك إن اردتم لها ان تكون.
اما ديمقراطية الحشود الثالثة؛ وسلام (المباصرة) و (التخسيس)؛ فما له من سبيل في هذا العالم الذي اصبح لا مكان فيه لستر "الفظائع" والتستر على الجناة الحقيقيين؛ في مقابل الترصد الغير مجدي لكاتب هنا او هناك.
فلم يغرس كاتباً منهم يوماً، حرفاً في ظهر وطنه، فضلال حروفهم لا يستوي مع من هم اضل سبيلا.

المأذون
اذاً منهج المراجعة الدائم لكلّ شئ هو ما خرجت به تجربتي المتواضعة في هذه الحياة:
والتي نعلم ان ما نكتبه قد تشوبه احياناً بعض الهنَّات اللَّغوية الغير مقصودة ولكنه لا يخرج عن ذلك الحوار المتصل في قضايا الكتابة حول المتن اي المضمون والشكل وفيه فليتنافس المتنافسون!
وهو ايضاً ذا صلة وطيدة بآفة التسرع آنفة الذكر، ولكن ما نجزم به هنا دون أيّ نوع من التجميل والمساحيق الشائعة الإستخدام هذه الأيام.
انَّنا لا نكتب سوى ما نؤمن به فإن كان في ذلك من ضلال فليكن ما يكون:
ولا اجد سوى ان اردد قول يعرفه جلَّكم ومنذ نعومة الأظافر لبعض الهُمزة اللُّمزة [2]
ألا لا يجهلن احد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
اذا بلغ الفطام لنا صبياً
تخر له الجبابر ساجدينا
ان احدهم ما زال يمارس الضلال المورث وهو قد لا يعرف انها هكذا اصبحت؛ فمن ذا الذي ستسول له نفسه ان يدهش من جديد؟!
فخذ هذه..
حدثني احدهم ان هناك في ارض العم سام، يوجد سودانيّ يعمل حارساً ربَّما بمكتبة الكونجرس..
فأصبح له من العلم والسطوة ما يوازي... حلاَّق الجامعة في زمانكم
فقاطعني .. اخ شيوعي اعياه النضال
بأن قال .. بالله ...واردف مؤكداً اعجابه " دا الشغل"
عادل الحاج عبد العزيز
الهامش:ــــــــــــــــــ
[1] Weekend Australian Review, April 12. 13. 2008 – Cross-Cultural Masterclass, Jane Cornwell

[2] حامد، نصر ابو زيد، دوائر الخوف حول خطاب المرأة" قراءة في خطاب المرأة" 2007، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال