الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدقة الخبز الجاري ....ياماجاري !

فيليب عطية

2008 / 4 / 17
كتابات ساخرة


يعلم الجميع ما قالته ماري انطوانيت عندما اخبرها خدمها أن جماهير باريس الغاضبة اكتسحت الشوارع في بدايات الثورة الفرنسية العظيمة مطالبة بالخبز والحرية :
ولماذا يأكلون خبزا ...ليأكلوا جاتوه ! وذهب قولها مضرب الامثال في غباء العروش وفعل الكروش حتي يومنا هذا
نكته شبيهة بهذه حدثت اثناء احداث المحلة الاخيرة اذ اصدرت محافظة القليوبية الكريمة بيانا موجزا تعلن فيه للمواطنين انها ستوزع الخبز مجانا بموجب كوبونات مجانية ، وكان هذا اقصي مايمكن ان تصل اليه هيئة رسمية من السخرية والغباء
اي خبز هذا الذي يريدون توزيعه ؟ ان كان مما يؤكل فسوف يأكلونه قبل ان يصل الي فم الجائع ، فهناك جيش جرار من الموظفين ينتظرون فرصتهم للخروج ولو بقطعة صغيرة من اللحم المصري وامامهم طبقة طويلة عريضة من اللصوص والبلطجية قد نهشت هذا اللحم فلم يتبق منه شئ ، وقد اصبحوا لا يخشون شيئا فالنظام الحاكم يدللهم ، وقوي التخلف التي ضربت اطنابها في كل ارجاء المجتمع تصفق لهم باعتبارهم قادة التنمية والتغيير لاقتصاد تابع ، لو توقفت عنه المنشطات الامريكية لتهاوي من جذوره ، وهاهو الآن يواجه عاصفة عاتية من التقلبات العالمية فهل سيتمكن من الصمود امامها وهل سيتوقف كبكي ونيكي عن اللهو والبذخ في منتجعات مارينا وسردينه ....لا اعتقد هذا ، وهناك ما هو اخطر في المنحي القليوبي لتناول المشكلات
منذ ان خرجت جماهير القاهرة في العصر المملوكي وهي تنادي :ايش تاخد من تفليسي يابرديسي ....حتي خروج جماهير المحلة وهي تهتف : الاضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع ....لم يفكر احد ان تلك الصيحات انما هي صيحات جماعات من الشحاذين تكفيها كوبونات الصدقة ولفافة من الخبز المخلوط ببراز الفئران وبقايا الصراصير !
لم يصل الشعب المصري خلال تاريخه الطويل الي تلك الدرجة من الاستهبال والمسخرة ،ولم تحل صدقات الاباطرة والملوك قضايا تتصل بكيان المجتمع ولحمة ابنائه، ويقولون ماذا جري لمصر ؟ واد من اخصب اودية الانهار في العالم ، كان مخزن غلال روما ...لايجد الآن حصته الكافية من القمح ويضطر الي استيراده ....هل هناك فاجعة اكبر من هذا ؟! وابطال وطنيون كانوا يستطيعون تحريك الشعب بأكمله تحولوا الي لصوص ! ولم يبق سوي طبقة من اللصوص الحقيقيين استولوا علي كل مقدرات الشعب ، وعندما يتحرك هذا الشعب ليطالب بحقه في الخبز والحرية نجد من يصفه بمنتهي الصفاقة بأنه مجموعة من الشحاذين والبلطجية ، واللي بنا مصر كان في الاصل حلواني ....نسي هؤلاء البلطجية الحقيقيين الملايين التي باتت تنتظر الوظيفة دون جدوي ، وجموع الفلاحين التي كانت تشتهر بتوطنها واستقرارها وهي تهرع بين المحيط الي الخليج بحثا عن حفنة ريالات ،والمرتبات التي اصبحت تتطاير كالدخان ، وعلينا ان ننتظر طبقة من اللصوص والبلطجية لتقود التنمية
وليس لدي في النهاية غير كلمة واحدة لكل هؤلاء الحمقي :افيقوا قبل ان يجرفكم الطوفان.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل