الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احجية امن الحدود العراقية

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 4 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


في اقل من شهر واحد غزت الجيوش الامريكية العراق واحتلته ، ولكن هذه الجيوش ، وبعد مضي خمس سنوات كاملة على احتلالها للعراق تقول انها عاجزة عن ضبط حدوده ! من يصدق هذه المهزلة ؟ منذ ثلاث سنوات دأبت ادارة الاحتلال الامريكي على عقد اجتماعات دورية لدول جوار العراق لتطالبها فيها بحفظ امن حدود العراق ومنع تسلل المسلحين والسلاح منها ! هل يعقل هذا ! المواطن العراقي يتعثر بعجلات ومدرعات وجنود قوات الاحتلال في اضيق ازقة مدنه ، في الليل والنهار ، وادارة الاحتلال تعلن عجزها عن ضبط امن الحدود العراقية ودخول الاسلحة والاعتدة والاموال التي تحرك ميليشيات وعصابات القتل المنظم ! أي منطق يقبل مثل هذا الهراء ؟
ماذا تفعل اجهزة مخابرات واستخبارات قوات الاحتلال ، بعناصرها وطائرات مراقبتها واقمارها الصناعية ؟ وما هو عمل حرس الحدود وجهاز المخابرات وباقي الاجهزة الامنية العراقية ؟
ما يشكو منه الامريكان هو العمل المنظم لحكومات بعض دول الجوار ، لزعزة امن العراق ، عن طريق تسهيل مرور شحنات الاسلحة والاعتدة والعناصر المقاتلة الى العراق ، وليس الاعمال الفردية او الفئوية التي يقوم بها اشخاص او منظمات ، رغم ان اثر فعل الطريقتين هو واحد في النهاية . ورغم اننا كعراقيين لانعرف ان كان لحدودنا جهاز حراسة منظم او لا ، الا ان بداهة الامر تدفعنا لالقاء السؤال التالي : لماذا تستطيع دول الجوار العراقي حماية حدودها مع العراق ولا يستطيع الامريكان والاجهزة الحكومية العراقية حماية هذه الحدود ؟ واذا كان لأي من دول الجوار العراقي القدرة على لعب هذه الورقة مع قوات الاحتلال ، فلم لا تلجأ هذه القوات لمعاملتها بالمثل ؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر ، وفي حالة ايران التي يوجه لها اكبر اتهام بهذا الخصوص ، فلم لا تعمد المخابرات الامريكية الى دفع مقاتلي منظمة مجاهدي خلق ( وهي اكبر منظمة ايرانية معارضة للنظام الايراني ) ، الى العمق الايراني لارباك امنه ، وبنفس الطريقة المتبعة في العراق ... والا سنجد انفسنا في مواجهة السؤال : لأي هدف تصر ادارة الاحتلال الامريكي على الاحتفاظ بهذه المنظمة المسلحة والمعارضة للحكومة الايرانية على الاراضي العراقية ، رغم انها تقف في طليعة دواعي التدخل الايراني في الشأن العراقي وشأن قوات احتلاله ؟ واذا كان الخطر واعمال التفجير التي تستهدف القوات الامريكية تأتي بتدبير وتمويل من دول الجوار ، فلم تهمل هذه القوات امر الحدود ، من اجل حماية جنودها وهيبتها الدولية على الاقل ؟
القوات الامريكية تدور في شوارع وازقة المدن العراقية دون هدف واضح وبكثافة تنغص على العراقيين حياتهم وسكينتهم وهدوئهم النفسي ، في الوقت الذي تترك فيه حدود العراق مشرعة لكل من هب ودب ودون رقابة او حراسة جدية .. فهل هذا الاجراء مقصودا منها ؟
ولو كانت قوات الاحتلال القت جهدا حقيقيا لحماية الحدود منذ عام الاحتلال الاول او الثاني ، ألم تكن اليوم قد قطعت على الجهات التي تقاتلها مصادر امدادها وتمويلها بالسلاح والمال ، وحققت بذلك الاستقرار الامني الذي تدعي السعي الى تحقيقه ؟ لا احد يستطيع ، سواء من العراقيين او الامريكيين او دول الجوار ، انكار تدخلات سافرة لبعض دول الجوار في السأن العراقي ... ولكن هل هذه التدخلات جزء من لعبة مشروع الاحتلال والتواجد المستمرين في العراق والمنطقة ، ام هو عجز امريكي حقيقي ؟ واذا كان هو جزء من لعبة الاحتلال ، ودول الجوار تواظب على انكار تهمة تدخلها في الشأن العراقي ، فلم اذن تشارك في لعبة اجتماعات امن الحدود العراقية هذه ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى