الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احداث البصرة وانعكاساتها المتوقعة

حبيب النايف

2008 / 4 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الأحداث الدامية تتوالى وحمامات الدم تتدفق ومدن الجنوب يخترق صمتها وأمانها الرصاص ليثير ضجة مدوية تطيح بروح العزيمة التي رافقت أبنائها الطيبين الحالمين بحياة كريمة بعد فترة اضطهاد وعذاب لسنين طويلة عاشوها في ظل الديكتاتور وقواته ورجال أمنه المجرمين حيث تلقوا اقسي الضربات وأعنفها وبقت الجثث تملا الشوارع والحريات قد صودرت والكرامة انتهكت لكن السيناريو يعود ألان من جديد وبتحريك من جهات معروفة حيث الإخوة الأعداء يتقاتلون فيما بينهم لأهداف غير معلنة لا يحصدون منه سوى هذا الدمار والخراب والعذاب الذي يعانيه المواطنين لكن السؤال الذي يطرح نفسه ويبقى يتردد على الألسن من المستفيد من كل هذا لان ما يجري لا يمكن إن يتصوره العقل ولا يمر على بال احد طالما إن الجميع قد وضع شعار الدفاع عن الوطن والتضحية هدفا له لكن ما نلاحظه لا يدلل على ذلك حيث ثروة العراق تسرق من قبل عصابات الجريمة المنظمة والإرهاب يضرب أطنابه في عرض البلاد وطولها والفساد أصبح السمة المميزة لأغلب الدوائر.و الحياة تعطلت بكل أشكالها في مناطق معينة لسيطرة بعض الجهات المحسوبة على طرف دون آخر منصبة نفسها بديلا عن الحكومة وتتصرف بطريقة أثارت حفيظة المواطنين لكن الخوف جعلهم يلتزمون الصمت لان شبح الموت اخذ يطارد الجميع بعد أن عجز الكل وضع حد لهذه المأساة .
أن ما جرى في مدينة البصرة وما تبعها من أحداث في مدن الجنوب يدلل على انفلات امني واضح يتبعه تباطيء للقوات الأمنية في أداء واجباتها وذلك لأنها غير مؤهلة لذلك بعد أن سيطرة عليها الحزبية والو لاءات الخاصة لبعض الأحزاب مما دفع قسم منها عدم إطاعة الأوامر التي تصدر لها من بعض القيادات الميدانية لكونها عرضة للاختراق وانسحاب كثير من عناصرها من ساحة العمليات وذلك لأنها ليس باستطاعتها أداء واجباتها على الشكل المطلوب بعد أن تم إعدادها بشكل سريع وغير محكم وخضوعها لمبدأ المحاصصة الطائفية والحزبية وعدم الكفاءة لتكون بذلك عبء على جهاز من المفروض أن يكون مؤهل وقادر على القيام بواجباته وأهلا لتسلم هذه المسؤولية بغض النظر عن الانتماء والمذهب وذلك لان من واجباته الدفاع عن الوطن وخاصة نحن نعيش فسحة الديمقراطية والكثير أغاظهم ذلك مما دفعهم حقدهم القيام بعمليات إرهابية يتطلب من الجميع الوقوف بوجهها وخاصة القوات الأمنية وقوات الجيش التي يجب أن تكون لها اليد الطولي في هذا الجانب .
أن الأحداث الأخيرة دللت على أن هناك أياد خفية وجهات معينة تورطت بها وأرادت ان تخلط الأوراق وتجعل الوضع متوترا لتحيق مصالح مخطط لها مسبقا مما جعل الحكومة تتحرك بهذه الطريقة التي اعتبرتها بعض الأطراف قاسية وراح ضحيتها كثير من الأبرياء لكنها رغم ذلك استطاعت أن تعيد التوازن وتقضي على بعض العناصر الخارجة عن القانون وتطهر الموانئ و تعيد الأمن المفقود لثاني اكبر المدن بالبلاد وان تعيد هيبة الدولة وتقضي على العصابات المنظمة والتي سيطرة ولو لفترة على أهم مورد من موارد تموين الاقتصاد العراقي للتحكم به بالطريقة التي ترغب وتقوم بتغذية وإدامة عملياتها الإرهابية والتي دفع الناس الشرفاء ثمنها سواء بالاختطاف او بالقتل أو بحرمانهم من مصدر مهم من الموارد التي تعود عليهم بالخير والفائدة والتي اراد ت هذه العصابات حجبها عنهم مما دفع الحكومة للتحرك لغرض بسط الأمن والنظام وفرض القانون لكي يشعر المواطنين بوجود الدولة وهيبتها ليدفعهم هذا الشعور من الدفاع عنها ومساعدتها من خلال الوقوف بوجه الناس الخارجين عن القانون والإبلاغ عنهم وبالتالي يكونون عامل مساعد يضاف الى الإجراءات التي تسلكها الدولة لتزداد قوة وتأثير و يشعر المواطنين بسلطة القانون ويتحركوا بالطريقة التي تضمن لهم حقوقهم وتوفر لهم الأمن والاستقرار .
أن هذه الأحداث وما تلاها من أحداث أخرى في بعض المحافظات الجنوبية قد أحدثت شرخا في نسيج المجتمع الجنوبي وجعلته عرضة للتفكك والانقسام ليفسح المجال لبعض العادات القديمة ان تعود للواجهة بعد أن أخذت بالاندثار لسيطرة العلاقات الأخوية والطيبة بين الناس لكن عمليات القتل العشوائي قد أثارت غضب الكثير وكذلك استيقاظ روح الثار والانتقام( وهذا ما حدث في بعض الحالات التي حدثت ) وبالتالي فان عواقبها ستكون وخيمة لسيطرة روح الحقد والضغينة التي أخذت تظهر في الآونة الأخيرة مما دفع الكثير للاهتمام بهذا الجانب الذي ستكون نتائجه سلبية على العلاقات الاجتماعية السائدة .
لقد مرت الأحداث وتجاوزنا الأزمة وعلينا أن ننظر للمستقبل ونتعامل بروح تملئها المودة والطبية والنظر إلى الأمور من زاوية المصلحة العامة وليس على أساس مصالح شخصية وفئوية لأنها بالتالي سوف تجلب الضرر للجميع وتجعل الكل يدفع الثمن غاليا وهذا ما راهن عليه الأعداء وبقوا يعملوا علية لذا يتطلب تضافر الجهود وحتى نؤسس لمجتمع مدني افتقدناه كثيرا وبقينا نحلم به طالما هو الهدف الأسمى والذي ينشده الجميع .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرفوا على الأغنية الي بتغنيها بيسان لمحمود دايما ????


.. الاتحاد الأوروبي يمنح الضوء الأخضر النهائي لميثاق الهجرة وال




.. الأرض تضيق بالغزيين.. نزوح نحو 450 ألف شخص من رفح


.. #متداول .. تضامناً مع #فلسطين.. طالبة في جامعة #كولومبيا تمز




.. بصواريخ من حزب الله.. الجيش الإسرائيلي يعلن سقوط منطاد مراقب