الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب ام خيانة للناخبين

علاء الكاشف

2008 / 4 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا ينسى أحد جموع الناخبين الذين ذهبوا افواجا افواجا من اجل التصويت في الانتخابات السابقة ليمنحوا ثقتهم لشخص من الاشخاص او قائمة من القوائم من أجل وصوله الى السلطة ومن ثم تحقيق اهدافهم وهم في هذا لم تكن غايتهم هذا الشخص بقدر غايتهم الوطن باجمعه بكافة اطيافة وشرائحة الاجتماعية هذه الحقيقة التي لا تحجبها شمس اصبحت غائبة وللأسف عند أغلب السياسيين العراقيين الذين وصلوا الى مجلس النواب او بالاحرى أوصلهم الشعب الى مجلس النواب اولئك الذين انتخبهم الشعب ووضعهم في مكان كانوا يحلمون ان يجلسوا فيه ويحلموا ان يمسكوا زمام السلطة , اين اصبح المواطن الذي كانوا قبل تسلمهم السلطة ينادون بحقوقه وكرامته وما ان جاءوا الى الحكم نسوا وتناسوا الوطن والمواطن , نسوا انّ عليهم حقوقاً وتذكروا فقط حقوقهم وكأنهم هم الوحيدون الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم وأهلهم للوطن دون الآخرين وكأنّ الآخرين ليس لديهم وجود في قاموس النائب العراقي الذي لايزعج نفسة بالحضور الى جلسات مجلس النواب الا لعدة جلسات تعد على اصابع اليد او حتى لم يحضر الا لجلسة واحدة كما ذكرها نائب رئيس مجلس النواب السيد عارف طيفور حين قال ان بعض النواب لم يحضروا الى الجلسات الا مرة واحدة وهي جلسة ترديد القسم علما ان راتب النائب الواحد 18 مليون دينار عراقي رقم كبير لا يمكن تخيله لنائب في البرلمان لا يقدم شيئا ولا يأتي الى جلساته الا ما ندر ولكن لو تأملنا قليلا بخصوص النواب الحاضرين الى جلسات مجلس النواب ماذا قدموا الى العراق لايسمع المواطن في هذا المجلس الا الاصوات التي تعلو احداها على الاخرى دون جدوى وكأنه محاولات لإسماع الصوت الى الطرف الاخر للقول له ( انا موجود اذن انا ضدك ) وكأنها حرب بين سياسيين والشعب في الوسط ينظر يمينا وشمالا .
ان ظاهرة عدم حضور النواب الى المجلس ظاهرة لافتة للنظر ويجب الوقوف عندها والعمل على حلها ذلك ان جميع القضايا المهمة في مجلس النواب لايبت فيها الا باكتمال النصاب القانوني الذي لايكتمل الا ما ندر . ان هذا الغياب يرده بعضهم على شماعة الأمن فالكثير من النواب يسكنون المحافظات ولا يسكنون في المنطقة الخضراء مما يجعله يتعذر عن الحضور في كثير من الأحيان نتيجة نقاط التفتيش المتعددة فضلاً عن أسباب أخرى قد تكون سياسية وهناك كتل اخرى موجودة ولكنها تتعمد عدم الحضور للتعبير عن موقف سياسي معين لتأخير القضية المراد البت فيها في هذا الوقت الى وقت اخر
وفي مطلع تعليقه على هذه المشكلة تساءل الطالب الجامعي ( قيس كامل ) عن سبب عدم تحريك رئاسة البرلمان مراقبة ومحاسبة البرلمانيين على الرغم من كون القانون الداخلي للبرلمان يتضمن عدة بنود تنظم عملية حضور وغياب النواب عن المجلس.
ويضيف: إن الأحزاب ورؤساء الكتل السياسية ملزمون بمراقبة ومحاسبة ممثليهم في البرلمان , لأن حضورهم أو غيابهم يؤثر بشكل مباشر على سمعة الحزب ومصداقيته لدى عموم المواطنين .
وأوضح أن: البرلمان ملتزم أمام ناخبيه ببرنامج واضح المعالم، على الأقل نظريا، ومن واجبه إزاء ذلك أداء مهمته على أحسن ما يرام ، وتابع: "ومن البدهي أن ذلك لن يتم إلا بحضور الجلسات والمشاركة بفعالية في النقاش والتصويت، حيث تتم المصادقة على القوانين التي تحمي مصالح المواطن , وعدّ عدم حضور الجلسات دون أسباب مقنعة إهمالاً للواجب المفروض عليه .
ان بعض النواب العراقيين وكما هو معروف تقيم في فنادق الدول المجاورة ولاتكلف نفسها حضور جلسات البرلمان بهذا الخصوص يقول ( عزة الشابندر ) النائب عن القائمة العراقية ان اسماء هؤلاء النواب معروفة ولا يتجاوز عددهم في كل الاحوال 10 – 15 شخصاً وهذه نسبة من 275 نائبا لا تشكل ثغرة كبيرة لكن الخلل قد يأتي من نوعية ومكانة هؤلاء الاشخاص ، فمنهم من هو رئيس كتلة ولهؤلاء اسبابهم التي يطرحونها وجزء منها يتعلق بالجانب الامني وهذا الأمر بحث بشكل مسهب في مجلس النواب وصدر قرار بالتسامح مع أسماء معينة وعدم تثبيت اسمائهم كغائبين لان الغياب غير المبرر لعضو مجلس النواب تترتب عليه عقوبة مالية عن كل يوم تأخير , ويضيف هناك ما يزيد عن مئة نائب يسكنون داخل المنطقة الخضراء وقد لا يفصله عن مبنى البرلمان دقائق فهو لا يحتاج الى نقاط تفتيش وغيرها فهم مواظبون دائما على الحضور وعدد اخر كبير يسكن خارج المنطقة الخضراء وقد يكون خارج العاصمة ايضا وهو ما يجعل بعضهم يتغيب عن الحضور.
الاعلامي ( طالب عواد ) يخالفه الرأي ويعد غياب النائب عن الحضور نوعاً من الاخفاق ان كان بحسن نية او بعقلية تآمرية، ولا علاقة للوضع الأمني بنائب البرلمان فلماذا البعض منهم يتحمل مخاطر الطرق ويحضر الجلسة والآخرون يتحججون بهذه المسألة، فالوضع الأمني ليس حجة بقدر ما هناك مسألة المحاصصة وعدم الوضوح للرؤيا لبعض الافراد .
لو لاحظنا البرلمانات المهمة في العالم وعلى سبيل المثال البرلمان البريطاني حيث يحضر احيانا فقط 15 شخصا او 20 شخصا لكن في القضايا المهمة يكون النصاب كاملا وعليه يراد الآن بعض التعديل في النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي لذا يتوجب على هيئة الرئاسة ان تطرح جدولا لايام عدة وليس ليوم واحد كي يتاح للبرلماني ان يبذل جهدا اضافيا كي يكون حاضرا.
( تغريد ) استاذة جامعية تقول لقد اعتاد العراقيون على أن تظهر قاعة مجلس النواب على التلفزيون خالية إلا من بعض النواب وهي التي يكون فيها النصاب كامل اما الجلسات التي لا تنقل فهي كثيرة فهذا يعني ان النصاب غير كامل , اصبح أغلب المواطنين لا يبالون بمشاهدة تلك الجلسات لعدة أسباب منها فقدان المواطن مصداقية العمل الحزبي والسياسي بالبلاد ، وهو ما يولد قلقاً لدى البعض بضعف المشاركة الجماهيرية في الانتخابات المقررة في العام المقبل .
يبقى العراقي يتساءل متى سنجد آلية رادعة لمحاربة الغياب الذي أثـّر ويؤثـّر على تشريع القوانين والقرارات المهمة ؟ ومتى تضع هيئة رئاسة المجلس حداً لهذه الظاهرة قبل انهيار جدران البرلمان ؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة