الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مكاتب اعلام الوزارات فلترات أم أبواق؟
علاء الكاشف
2008 / 4 / 19اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد التحولات التي شهدها العراق على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ومنذ أكثر من خمس سنوات والتي أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الحياة اليومية، استدعت الضرورة وجود تحركات إعلامية نشيطة قادرة على استيعاب تلك المتغيرات وفق أسس وآليات مهنية عالية تستطيع من خلالها ان تؤدي دورها الحيوي في بناء عراق ديمقراطي حر ، ومن هذا المنطلق افتتحت اغلب الوزارات و المؤسسات العراقية مكاتب إعلامية تضطلع بمهمة ترتيب اللقاءات والمواعيد ونشر أهم إنجازات الوزارة او المؤسسة كذلك تقوم بعقد صفقات الإعلانات التجارية و غيرها من الأمور . الا ان عمل هذه المكاتب بكافة انواعها وتشعباتها ومفاصلها لم تكن بالمستوى المطلوب في اداء مهامها ووظائفها المتعددة . وذلك لأمور عدة منها ان الكثير من الإعلاميين لا يعرفون حدود صلاحياتهم ولا يعرفون أسلوب تصريف أعمالهم فهم عديمو الخبرة واغلب أصحاب المكاتب الإعلامية ليست لديهم شهادات إعلام . فبعض المكاتب الإعلامية يعتقد أن له صلاحيات المسؤول ويتقمص الدور، فيقرر بالنيابة عن مسؤوليه : أن هذا يقع ضمن دائرة الاختصاص وذاك لا.. وفي أدنى الأحوال يتقمص المسؤول العامل في مكتب إعلامي حكومي دور الحاجب القديم الذي يقرر ويحكم، وغالباً ما تكون قراراته وأحكامه وبالاً على الرعية وعلى الشخص الذي ائتمنه في هذا الدور على حد سواء. وهذا ما أكده احد الصحفيين بالقول في أحدى المؤسسات الخدمية في بغداد , كان من المفروض ان يكون هناك موعد محدد لعقد لقاء مع المسؤول وبطبيعة الحال وانطلاقة من (( احترام الصحافة )) !!! لدى المسؤول تم الغاء الموعد من دون إشعارنا بذلك وتفاجأنا ان احد موظفي المكتب يقول ان المسؤول خرج واذا أردتم انا أصرح لكم بما تريدون وانتم تضعون اسم المسؤول وصورته وعلى مسؤوليتي انها فوضى وعدم احترام من قبل من يدعي انه إعلامي فلا اعتقد انه يعرف معنى المهنية الصحفية .
لا تقتصر هذه المشكلة على هذا الزميل الصحفي بل هي مشكلة جميع الصحفيين مع مكاتب الأعلام الموجودة في الوزارات ، أن ما شاهدناه هو مثال لأزمة مستعصية يعانيها الصحفيون في الصحف والإذاعة والتلفزيون مع زملائهم العاملين في هذه المكاتب.
لا يسمح للمديرين بالإدلاء بأي تصريح واحتكرت المكاتب الإعلامية الرسمية جميع الأخبار والتقارير هذا ما أشار إليه الإعلامي احمد البدري ويضيف ان اغلب الأخبار التي نحصل عليها تتم عن طريق العلاقات التي تربطنا ببعض المكاتب الإعلامية فيتم الاتصال اما عن طريق الايميل او الهاتف لتزويدنا بالمعلومة وهذا يقتصر على مكتب دون الآخر فبعض المكاتب تحتكر الأخبار وتعطيها لبعض الصحف والإذاعات الخاصة وتزودنا بالخبر بعد انتشاره وهذا بعيد عن المهنية .ناهيك عن انها تقتصر على الأخبار الايجابية فقط، أما الأخبار السلبية فلابد للصحفي من التحري عنها بطريقته الخاصة.
يقر الصحفيون بحق المكاتب الصحفية في تبني رأي الوزارة ووجهة نظرها حول مختلف البرامج والقضايا العامة، وكذلك الانبراء الى شرحها والدفاع عنها في وسائل الاعلام المختلفة.. لكن الغريب هو العمل على تقديم كل ذلك كحقائق مطلقة وغير قابلة للنقاش والاستقصاء والبحث من قبل الصحفيين، فهذا يشكل علامة استفهام كبيرة تطال جميع المحاولات الحثيثة لإغلاق الباب على بنك المعلومات الخاص بالوزارات والمؤسسات، وكذلك لجوء المكاتب بالتنسيق مع إداراتها العليا إلى إبقاء المسؤولين في حالة اجتماع دائمة، كحجة لعدم مقابلة الصحفي المراجع في أي موضوع يخص هذه الوزارة أو تلك! يعتقد الصحفيون أنه لولا وجود الكثير من المثالب والعيوب التي لا يريدون لأحد الاطلاع عليها، لما لجأت تلك الإدارات والمكاتب إلى هذا الأسلوب في التعامل مع الإعلام!..
سرمد عبد الجبار قال: المسؤول دائماً يعطي المعلومة ناقصة ليرحلها الى مسؤول آخر او الى الوزارة.. فمثلاً أنني الآن بصدد إعداد تحقيق عن أحدى الجامعات.. فبعد طول انتظار ومعاناة قابلت رئيس الجامعة.. لكنه تعلل ان الموضوع من اختصاص الوزارة.. وعند مراجعة الوزارة قالت ان ذلك من اختصاصه.. وبقيت في حيرة.. الكل ينفي مسؤوليته... والمشكلة تكمن في معاناة الطلبة.. ولكن من المسؤول عن أعطاء الجواب الصحيح..؟!
في مداخلة لأحد الصحفيين يؤكد أن الصحفي الغربي يحصل على المعلومة أسهل من الصحفي العراقي لذلك تجد الصحف الأجنبية أكثر توكيدا وأكثر توسعاً في الأخبار والتقارير من الصحف العراقية لا اعرف لماذا هل المسؤولون والمكاتب الإعلامية تكن الاحترام للصحفي الأجنبي على حساب الصحفي المحلي ؟ اني أستطيع ان أؤكد لك أن الأداء المهني في أغلب المكاتب الصحفية الحكومية هو أداء ضعيف يكتفي في معظم الحالات بتحرير ركيك لأخبار هزيلة، ويجري بثها وتسويقها اعتماداً على حاجة الصحف لإملاء الفراغات. كما عمدت مكاتب عديدة على حجز المعلومات والأخبار الجيدة للصحف الحزبية التابعة للمسؤول.
المواعيد الملغاة والمفاجآت غير السارة
الصحفي عباس شاهين يتحدث عن معاناته مع المسؤولين والمكاتب الإعلامية بالقول مهما تحدثنا عن هذا الموضوع فلا اعتقد انه سيكفي ذلك ان المشاكل التي نعانيها مع المسؤولين لا تعد ولا تحصى فعندما تريد عقد لقاء مع احد المسؤولين فينبغي ان تحصل على كتاب رسمي وعند الحصول على الكتاب بعد مرور أسبوع او أكثر وأنت في المكان والزمان المحدد تحدث المفاجأة غير السارة حيث يخاف المسؤول من التصريح او قد يخبرك ان الموعد ألغي او تأجل والحجة دائماً بانه تم استدعاؤه من جهة عليا وكله كذب في كذب ويعطيك موعداً اخر وقد يحالفك الحظ برؤيته او لا يحالفك . فمهنتنا نسميها مهنة المتاعب، وهي ليست متاعب الطريق الى التحقيق فقط، وانما هي متاعب المكاتب الإعلامية لمؤسسات الدولة.
ماذا تقول المكاتب الإعلامية ؟
بعض الوزارات تنظر إلى المكاتب الإعلامية كديكور في الوزارة من دون أي فعالية لدرجة أن بعض المكاتب الصحفية تقرأ عن وزاراتها في المنابر الإعلامية أكثر مما يردها من مديريات وأقسام الوزارة، أي أن المكتب الصحفي (كالزوج آخر من يعلم ).. والبعض الآخر ينظرون إلى المكتب الاعلامي باعتباره صوتاً مضموناً وبالتالي لا حاجة له ولا لآرائه، مثلا وزارة الخارجية تعرف أخبارها من خلال الجرائد الصادرة في لندن !.. و هناك نوع من المكاتب الاعلامية يعوق وصول أي معلومة الى الأعلام وهذا النوع هو المفضل لدى الوزراء والمديرين.. ويوجد نوع أخر من المكاتب يسهل عمل الصحفيين ويقدم لهم المعلومات ويسوق لسياسة مؤسسته بشكل مهني وهو نوع غير مستحب لا بل يمكن أن يتعرض المسؤول فيه الى العقوبة..!
هناك العديد من المؤسسات الرسمية لا تعترف بالصحافة الخاصة ويقتصر عملها على متابعة الصحف الرسمية فقط ، علما أن الصحف الخاصة تطرح الكثير من المواضيع الجريئة.. أما بالنسبة للأنظمة الإجرائية التي تفرضها الوزارات والمكاتب الإعلامية على الإعلاميين فأقل ما يمكن أن يقال عنها إنها مزعجة ومعقدة جدا
ان هذه المشكلة اذا أردنا علاجها ينبغي توفر صحفيين مهنيين يديرون المكاتب الإعلامية ولكن هؤلاء ان وجدوا لا يمكن لهم العمل مع مسؤولين لا يتفهمون الطبيعة الشفافة لعمل المسؤول الحكومي في نظام ديمقراطي، ولا يحترمون حق الإعلام في الحصول على معلومات , كذلك يجب ان تعامل الأخبار الصادرة من الوزارة بطريقة متساوية ولا يحس الصحفي ان هناك مساومة على الخبر من قبل المكاتب الإعلامية والخطوة الاهم التي يجب على المسؤولين القيام بها هي احترام الصحافة واعطاء مواعيد يمكنهم الالتزام بها اذ ان عدم الالتزام بالمواعيد المحددة مسبقاً مع الصحفيين يفقد المكتب الكثير من مصداقيته وهو ما ينعكس سلباً على تعامله مع الصحفيين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إيران تعلن انفتاحها على الحوار مع قيادة سوريا الجديدة
.. ترحيب دولي بسقوط نظام الأسد و-قلق وغموض- بشأن مستقبل سوريا ا
.. رئيس مجلس الشعب السوري لسكاي نيوز عربية: مستعدون لتقديم أي م
.. شبكات | هل تُرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب؟
.. شبكات | سراديب وأنفاق وأسطول سيارات فارهة في قصور الأسد