الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا وسطية بين الديمقراطية والإرهاب

جمال هاشم

2008 / 4 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


أكد ملك المغرب في رسالته السامية الموجهة إلى مختلف القوات الأمنية على دعمه المعنوي ورعايته السامية لها مع التنويه بمجهوداتها ، وقد ركز جلالته على دور أجهزتنا الأمنية في مواجهة الإرهاب وتعاونها مع المواطنين في عملها الإستباقي خاصة بعد نجاحها مؤخرا في تفكيك شبكة بلعيرج الإرهابية وطلب جلالته من الجميع أن يكونوا يقظين وحذرين لأن المغرب أصلح مستهدفا من التنظيمات الإرهابية العالمية ، كما أن تجربته الديمقراطية الحداثية ، ومذهبه السني المعتدل أصبحا يثيران حفيظة الميشددين والحاقدين على حد سواء . لقد كسب المغرب عدة معارك في مواجهته للإرهابيين ، لكن حربه الكبرى على الإرهاب لازالت مستمرة ، وهي حرب عالمية تنخرط فيها جميع الدول إلى غاية القضاء على المخططات الظلامية . لقد أكد جلالة الملك على ضرورة دعم الأجهزة الأمنية وعدم إرباكها وهي تقوم بواجبها الوطني ، كما أكد جلالته على ضرورة الوضوح وعدم التشكيك في عمل الأجهزة ، فليس هنالك موقف وسط بين الديمقراطية والإرهاب ، فإما أننا سندافع عن مؤسساتنا الديمقراطية وعن تجربتنا الفتية ، في هذه الحالة سنكون في مواجهة مباشرة مع الإرهاب ، وإما أننا سنشكك في عمل الأجهزة ونبحث عن مواقف > وفي هذه الحالة نكون قد قدمنا خدمة مجانية للإرهابيين ونضمن لهم تغطية إعلامية وحقوقية ، فنحن إما ضد الإرهاب أو معه ولامجال للمناطق الرمادية التي تريد أن تجد لها مكانا بين الأبيض والأسود . لقد وجه صاحب الجلالة رسالته التنويهية في الوقت المناسب ، خاصة بعد تفكيك خلية بلعيرج الإرهابية ومقتل الشرطي الشاب في طانطان ، كما كانت فقرات الرسالة خير جواب على الأصوات المشككة التي حاولت النيل من معنويات الأجهزة الأمنية بشكل مباشر أوغير مباشر . إم المجخودات الجبارة التي يقوم بها رجال الشرطة تتم في ظروف صعبة وبإمكانيات بسيطة ، لهذا أصبح من اللازم على الحكومة أن تسارع إلى تحسين الأوضاع المادية والإجتماعية لمختلف القوات العمومية ، وأن ترفع من ميزانية التجهيز الضرورية لتوفير كل مستلزمات العمل الأمني . كما أن مختلف الفرق البرلمانية ملزمة بالتصويت بالإجماع على ميزانية وزارة الداخلية على غرار ميزانية الدفاع الوطني . إن المغاربة كلهم ابتهجوا لنجاح أمننا في تفكيك خلية بلعيرج الإرهابية ، وهم مع روح رسالة صاحب الجلالة المنوهة بأجهزة الأمن لأن الحق في الأمن وفي الحياة وفي الطمأنينة من الحقوق المقدسة التي لامجال للتلاعب والإستهانة بها ، مع العلم أن المقاربة الأمنية رغم أهميتها ليست المقاربة الوحيدة لمواجهة هذه الآفة ، فلابد من نهج استراتيجية متعددة الأبعاد لاستئصال الإرهاب من جذوره : فكريا دينيا ، تربويا ، اقتصاديا واجتماعيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز