الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية دكتاتور أم بداية دكتاتورية

سلام خماط

2008 / 4 / 18
كتابات ساخرة


يعتقد البعض بانهم يستطيعون ايهام الناس واخفاء الحقائق ولو كان الامر هكذا كما يتصورون لما عرفنا شيء اسمه الحقيقة .
لاكن يتسال البعض الاخر لماذا يخفي هؤلاء الحقيقة !والجواب هو الاستفادة من اخفائها ، وان هذا السلوك قد اصبح سائدا لدا الكثير ممن خرجوا علينا بعد سقوط الدكتاتور كسياسين وكمنظرين لم نعرفهم على الاطلاق او لم نعرف بانهم سياسين على اقل تقدير ، وان مصداقية السياسي لايمكن ان تتاكد الا من خلال مراجعه حقيقية لتاريخيه ومعرفة دقيقه لسيرته الذاتيه ، وسيرته النضالية ان وجدت .
بالرغم من الوضع المتردي الذي يعيشه العراق هذه الايام الا اننا نجد بعض الشخصيات التي تجرى معها لقاءات تلفزيونيه لا تتطرق الى هذا الوضع المتردي حتى تنفي عت تفسها المسؤوليه والتي يمكن ان تلحق الضرر بمصالحها ومراكزها في الدولة العراقية الجديد .
فالكل يتحدث عن سقوط الديكتاتور ويشير الى فترة حكمه البغيض لكن لم نسمع من احد قد تحدثه عن المظاهر الخطرة التي تعرض لها العراق بعد سقوط الصنم ، ومنها ظهور اكثر من دكتاتور يتوزعون مابين دكتاتور طائفة ومنطقة ومحافظة واقليم وحزب هؤلاء تنطبيق عليهم تسميت الديكتاتور بسبب سيطرتهم على الاخرين بقوة السلاح .
ولم نسمع من احد قد تتطرق الى ظاهرة الشهادات المزورة التي اصبحت شائعة هذه الايام ، ومن يطلع على ملفات القضاء يجد العجب العجاب منها الحكم على احد القضاة في جنوب العراق بسبب تزويره لشهادة وتنصيب نفسه قاضيا في احدا المحاكم ، بالاضافة الى اعطاء مهمة بعض المديريات الى احد اعضاء مجلس المحافظة رغم ان غير مؤهل لذلك ولم يتم تعينه في هذه الدائرة وعدم اعتراف الوزارة المعنية بهذه المديرية بوجود هذا الشخص ولم يصرف له راتب الى الان .
ولم يتطرق احد الى كيفية وجود شخص لشغل منصب محافظ رغم انه لم يمتلك المقومات التي تؤهله لشغل مثل هذا المنصب .
وهنالك من يطلق على نفسه صفة مفكر ويبعث برسالة الى احد اصدقائه الذي يعيش في المهجر ليخبره بانه قد تجاوز صفة الكاتب وله الحق ان يشار اليه كمفكر ، ولايدرك هذا الشخص ان ظاهرة المفكر سواء كان سلبيا ام ايجابيا لا تتبلور الابعد ان تكتكل شروط ومقومات ظهوره داخل نسق معين ، واذا كان لايدرك كذالك معنا النسق ودورع الاساسي في انتاج الظواهر فكيف يحق له ان يحمل هذه الصفه .
ان تصريحات بعض هؤلاء يثير السخرية فلطالما شاهدنهم يتحدثون عن التداول السلمي للسلطة او عن قناعة القادة السياسين بهذا التداول وكيف انهم باتو يؤمنون به بعد مؤتمرات المصالحة التي يبدو ان لها اول وليس لها اخر ، لقد ازهقت الاف الارواح من العراقين الابرياء والمسالمين بسبب الميليشيات التي يتزعمها اكثر السياسين المشتركين في العملية السياسية ، وان اغلب الاحزاب المشاركة هي التي تقوم بتصفية كل من يعترض عليها ، وان هذه الاحزاب هي ذاتها التي تدير الشبكات الفساد الاداري والمالي وهي نفسها التي زورت الانتخابات عندما اتاحت الظروف لها ذلك ، وهي التي تتقاتل الان لضمان حصتها في الانتخابات المقبلة ، وهذه الاحزاب هي التي اعطت الفيترجي رتبت عميد في الجيش والشرطة حتى بات يعرف ب( العميد الفيترجي ) وهنا لابد من الاشارة الى ماعرضته الفضائيات بعد سقوط نظام صدام مباشرة وكيف عرت ازلامه وكشفت عن حقيقتهم ومنها حقيقة علي حسن المجيد الذي كان يعمل سائق تكسي وكيف اصبح وزيرا للدفاع في حكومة (القائد الملهم وبطل التحرير القومي ) .
ان كل الذي ذكرناه انما يندرج ضمن العنف السياسي والاقتصادي المخالف للقوانين ، وهذا يدلل على ان هذه الاحزاب لازالت خاضعة لثقافة الديكتاتورية التي تحركها لتسلط على الاخرين ، وقد تناست الكثير من الشخصيات التي تسلط عليها اضواء الاعلام انها لاتملك تاريخا سياسيا ، ولم يكن معروفا عنها اي نشاطات في معارضة الديكتاتورية ، الا ان وجودها اليوم في عالم السياسة قد حدث مصادفة فمنهم من اصبح وزيرا واخر قد اصبح عضوا في مجلس النواب ، لذا فاني اعتقد انه ليس من الصحيح ان تطلق على هؤلاء صفة سياسين .
ماذا يدل اسلوب اقصاء الاخرين والغاء جهودهم وعم الاعتراف بهم غير استمرار الديكتاتورية وترسيخ الثقافة الحزبية .
فالموضوعيه تحتم على الكاتب والباحث ان يكون حياديا ويتخلى عن حزبيته عند ذكر الحقائق ،وحتى يثبت هذا الباحث مصداقيته فان هذا يستوجب مراجعة التجربة الذاتية ونقد الذات والابتعاد عن النزاعات واساليب الاقصاء والتهميش والتي تعتبر من العوامل الرئيسة التي صنعة الديكتاتور .
ان سقوط الصنم سيبقى يوما تاريخيا راسخا في الذاكرة العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر