الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بديل عن لغة الحوار

عبد الرزاق السويراوي

2008 / 4 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


خطة فرض القانون أنهتْ سنتها الأولى على بدء تنفيذها .ولا يمكن لمنصف أنْ ينكر ما حقّقته هذه الخطة من بسط نسبي للأمن , خاصة في العاصمة بغداد , مقارنة بالأوضاع الأمنية السابقة على تنفيذ الخطة .وفي وقت كانت كل التوقعات متوجهة نحو قيام الحكومة بشن حملة عسكرية واسعة النطاق على المجاميع المسلحة في محافظة الموصل , فأن بوصلة العنف إستدارت هذه المرة نحو الجنوب , حيث مدينة البصرة وبعض المدن الأخرى بما في ذلك بغداد نفسها . ولا أريد الوقوف هنا على العوامل التي تقف وراء تفجير هذه الأوضاع وفي أكثر من مكان , فهي كثيرة وتتعدى في حجمها الشأن الداخلي لتشمل أجندة خارجية معروفة .ولكني أودّ الإشارة الى جانب مهم جدا , هو حالة التقلّبات الحادة التي يتصف بها مسار الأحداث على الساحة العراقية . فاللافت في هذا الإتجاه , وهذا ما يرصده المراقبون لتطور الأوضاع العراقية فضلا عن بعض صنّاع القرارأيضا في العراق , أنّ العامل السياسي , هو الأبرز دائما , منْ بين جميع العوامل الأخرى , الذي يؤثر في سير الأوضاع , بالرغم منْ أنّ بعض هذه الأوضاع , يتلبّس بتمظهرات تبدو في أطارها العام بأنّها لا تمت الى المناخات السياسية السائدة بصلة , بينما هي في الواقع تنطلق من دوافع سياسية بحتة , من هنا فأنّ التحليلات التي تقوم بردّ الكثير من التوترات أو الأزمات التي تظهر بين الحين والآخر , الى العامل السياسي دون غيره حتى وإنْ أتخذت لها مظهرا بعيدا بعض الشيء عن فضاءات السياسة ودهاليزها . وفي حال صحّ مثل هذا الإستنتاج , فأنّ التوجه نحو إحتواء ومعالجة الكثير من الإشكاليات والتعقيدات التي تبدو وكأنّها مستعصية , يرجّح الحلول والخيارات السياسية على أيّة خيارات أخرى , ولكن من الضروري الإشارة هنا , الى أنّ اللجوء الى الخيارات السياسية في المعالجة , رغم أهميته , لا يعني خلوّه من الصعوبات والعقبات التي ستواجهه عند الشروع بالتنفيذ , ولكن الذي يساعد في تذليل هذه العقبات المتوقعة , هو اللجوء الى القواسم المشتركة التي تتخلل بنية معظم الإشكاليات أو لنقل الأزمات , فتمدّها بطاقةٍ من المرونة التي تساعد في تجاوز ما يتراكم من العقبات الثانوية . وثمة حقيقة أخرى أفرزتها التجربة منذ 2003 ولحد الآن وهي أقرب الى المفارقة المؤلمة , هي أنّ اللجوء الى غير الحلول السياسية , وبما يؤدي أحيانا الىّ المواجهة الفعلية بالسلاح , مآله أوّلاً وأخيراً , العودة الى لغة الحوار السياسي , فلٍِمَ لا نتجنّب إبتداء وعورة وخطورة مثل هذه الخيارات ما دمنا كما قلت نعود مضطرين الى الحلول السياسية كخيارات أفضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يهاجم مجددا مدعي عام نيويورك ويصعد لهجته ضد بايدن | #أ


.. استطلاع يكشف عدم اكتراث ذوي الأصول الإفريقية بانتخابات الرئا




.. بمشاركة 33 دولة.. انطلاق تدريبات -الأسد المتأهب- في الأردن |


.. الوجهة مجهولة.. نزوح كثيف من جباليا بسبب توغل الاحتلال




.. شهداء وجرحى بقصف الاحتلال على تل الزعتر في غزة