الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها الناس ! احترسوا على أموالكم وأنفسكم من الجوال ..!

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2008 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أنه لا يكفي الشعب الفلسطيني مآسيه ومعاناته الكبيرة التي فاقت كل حدود .. إضافة إلى الحصار الظالم والبشع بحق الإنسانية جمعاء يمارسه ضدهم مخلوقات مجرمة لا تمت إلى الإنسانية بأي شكل في العصر الحديث .. ولا يكفي أن أكثر من ثمانين بالمائة من شعبنا فقد دخله وقوته اليومي وبات يتسول ما يسد رمقه ، ويحفظه من الموت جوعا .. وصار ينتظر الخلاص من الحياة ، أو يفكر بالهجرة إلى أي مكان يستطيع العيش فيه بكرامة وحرية يمارس فيه فطرته الإنسانية مثل باقي البشر على هذا الكوكب ، ويشاركهم انجازاتهم الحضارية ..
في ظل هذه الظروف وجدت بعض المؤسسات الاقتصادية التي تزيد من معاناته وصراخه ، وبدلا من الوقوف بجانبه والتخفيف عنه ليزيدوا من صلابته وقوته راحت هذه الشركات والتجار تستغل ظروفه وضعفه لانعدام القانون والتشريع والمراقبة ، أو التواطؤ معهم بحجة أنه لا يمكن الاستغناء عنهم ولا بديل آخر من الإنتاج يغطي احتياجاته الضرورية ... من بين هذه المؤسسات راحت شركة جوال الفلسطينية تشحذ الهمم وتخترع طرقا في السلب والنهب من جيوب الناس مستخدمة التكنولوجيا بحيث لا يشعر المواطن بذلك ، وبدلا من أن تخفض أسعار المكالمات كي تتناسب وظروف الناس أبقت الأسعار كما هي وكأن شعبنا يعيش في بحبوحة من العيش نحسد عليها .. ولو ناقشتهم في ذلك يقولون : أن أسعارهم معقولة مقارنة بدول المنطقة .. ويقارنوها بالأسعار في الكويت أو السعودية أو الأردن ، ولا يقارنوها بإسرائيل المرتبطة بها اقتصاديا وتجاريا ـ إذ من المعروف أن أسعار المكالمات الخلوية والأرضية أرخص بكثير من كل الدول العربية ، لسبب واحد هو أن الفلسفة التي بني عليها قطاع الاتصالات الإسرائيلية هي : أن الاتصالات تعتبر من البنية التحتية لأي بلد يسعى لزيادة نموه وتطوره ومن الضروري أن تقدم هذه الخدمة للناس بأقل تكلفة ممكنة وأعلى جودة موجدة .. جدير بالذكر أن شركة جوال للاتصال الخلوي هي الشركة الوحيدة والمحتكرة للسوق الفلسطينية ، وأن شخصيات إسرائيلية سياسية لها نفوذا قويا في إسرائيل تمتلك أسهما كبيرة في هذه الشركة ، وقد يعزي هذا تأخير أو عدم سماح إسرائيل بإعطاء ترددات جديدة لشركة كويتية حازت مؤخرا على ترخيص جديد من السلطة الفلسطينية بتشغيل خطوط خلوية في فلسطين لتبقى شركة جوال تلتهم أكبر ربحا ممكنا من الناس .. وفي هذا ضغطا سياسيا إضافيا يضاف لسياسة إسرائيل العنصرية ضد شعبنا لتتراكم معاناة إضافية لمجموع المعاناة التي نعاني منها ...
أما سرقة الأموال بدون مقابل فقد اكتشفتها أنا مؤخرا بعدما كانت مجرد شكوكا لدي .. فقبل أيام تلقيت مكالمة من صديق وفي نهاية المكالمة استلمت عبر جهازي رسالة توضيح بقيمة الخصم من رصيدي ثمن المكالمة التي استقبلتها ولم أقم بطلبها وفي الغالب يحدث هذا إذا كانت مفاتيح الجهاز غير مقفلة .. وهذا الشيء تكرر معي أكثر من مرة ، لذلك قررت الذهاب إلى مقر الشركة في مكان إقامتي والاستفسار عما يجري معي .. الموظف المسئول بعد أن شرحت له ما حدث أخذ مني جهازي ليجري تعديلا على أدوات الجهاز وحاول جاهدا أن يقنعني بطلاسم تكنولوجية لم أفهم منها شيء .. وساورني تفكير بأن آلاف وربما ملايين البشر حتى يستخدمون هذا الجهاز يجب عليهم أن يكونوا عباقرة في هندسة وتقنية الأجهزة ..؟؟ بالطبع هذا يتنافى مع معتقدات ومبتكري ومخترعي هذه التكنولوجيا بسبب أنهم يصنعونها لعامة الناس ويجب أن تكون سهلة الاستخدام وفي متناول الجميع ... بالتأكيد كانت إجابة الموظف لتدويخي حتى يصيبني اليأس ، لكني صممت على مغرفة الحقيقة فأبلغني أنه : بإمكاني الاستفسار علي رقم الشركة الرئيسية ( 911 ) ، وبالفعل اتصلت بالرقم وشرحت للموظف مشكلتي ،فرد قائلا : يوجد خدمة لم أحفظ تسميتها نزلت في خطي ولهذا يتم خصم منك ومن المتصل بك وأكد لي الخلل وقيمة المبلغ المفقود من رصيدي جراء هذه الخدمة .. وحيث أنني لم أطلب هذه الخدمة فنصحني بسحب شريحتي من الجهاز مدة 12 ساعة فستزول هذه الخدمة تلقائيا ويتم إرجاع المبلغ المفقود .. ارتحت لتفسير الموظف وشكرته وقمت بتطبيق ما طلب مني إذ سحبت شريحتي من الجاز أكثر من خمسة عشر ساعة ، فحصت رصيدي وإذ به كما تركته قبل توقيفه تلك المدة ولا أعرف إن كانت قد ألغيت الخدمة المشار إليها ، أم أنها طريقة مبتكرة من الشركة لنهب الناس بدون أن يشعرون .. من يا ترى يعيد للناس أموالهم المسروقة وحقوقه المهدورة ؟؟ هل عندنا قضاة عادلين ونيابة أمينة ورقابة نزيهة وحكومة سديدة تستطيع أن تعطي الناس حقوقها ؟ أم أن الأمر سيان ويضاف إلى صعوبة تحقيقه .. كصعوبة التفاهم مع المحتل الغاصب ..؟!
الأمر الأخطر مما ذكر هو استخدام الجيش الإسرائيلي لخطوط وأرقام المقاومين والنشيطين في مقاومة الاحتلال كدليل وإرشاد وتصويب صواريخهم الجبانة في اغتيال أبنائنا الأبطال .. إذ صار واضحا للجميع أن طائرات الاستطلاع تصوب صواريخها نحو الهدف عن طريق أرقام الأجهزة التي يحملونها المستهدفين وشعبنا في غزة يؤكد يوميا مئات القصص التي حدثت في عمليات الاغتيال عن طريق خطوط الجوال ، وأقرب مثال على ذلك : هو كيف يمكن أن يصوب صاروخ من الجو نحو فرد يمشي على الأرض دون أن يخطئ هدفه ويختار الهدف من بين مئات الأفراد الذين يسيرون في الشارع كان آخرهم اغتيال الشهيد القائد إبراهيم أبو علبة وكذلك الشهيد عبد الله الغصين في شوارع مخيم جباليا .. وبالتأكيد وصل مسامع الشركة العظيمة ! هذه القصص ، ولم تقم بتفسير ما يجري ... لكن مهندسيها الأشاوس كانوا بارعين في تفسير مبررات سرقة أموال الناس بطرق متعددة ؟! وللأسف الشديد لم تقم هذه الشركة بالاحتجاج أو رفع دعوة ضد الجيش الإسرائيلي لاستخدامه لخطوط وتكنولوجيا مدنية وجدت لخدمة الناس وليس لاغتيالهم ؟؟
لذلك أيها الناس ! إن لم تستطيعوا محاسبة هذه الشركة ومطالبة الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتكم وحماية أموالكم ، فيكفيكم أن تحترسوا من استخدام ما يضركم ووكلوا أمركم لله فهو ولي المرابطين الصابرين ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب