الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمعة وشمعة وكأس من النبيذ

وعد العسكري

2008 / 4 / 20
الادب والفن


دقت أجراس الساعة القديمة التي سبق وأن علقتها على أحد جدران غرفتي لأتذكر من خلال صوتها أيام طفولتي التي عشتها حينما كنت أطالع كتاب من الكتب الروحانية وأنا في الثالثة عشرة من عمري .. إنها ساعة جدارية كبيرة في الثالثة والثلاثين من عمرها أي تكبرني بسبع سنين !! وكما قلت أنها قديمة ذات صوت جميل أحياناً ومزعج جدا في أحيان كثيرة .. وتطربني بصوتها إذا كنت على مزاج جيد وتزعجني جداً إذا كان مزاجي متعكراً ..
في هذه الأثناء وبعد سماعي لصوتها المزعج أطفأت إنارة غرفتي وتوجهت إلى ثلاجتي الصغيرة لأخرج منها زجاجة النبيذ المعتق ثم حضرت لي كأساً من النبيذ الغير مثلج لعدم توافره في تلك اللحظة .. توجهت إلى غرفتي ورتبت لي طاولة صغيرة ووضعت عليها شمعة بيضاء وعلبة سكائري الفرنسية الصنع وكأس النبيذ الذي لا أشربه إلا وأنا في قمة الحزن وفي قعر الظلام النفسي الذي أجنيه دائماً من تصرفاتي التي غالباً ما أراها صحيحة !! ودائماً أقول بين نفسي أنا لا أخطأ بحق أحد وأنا صح وأفعالي أكثر صحة !
أنرت الشمعة التي رفضت أن أشعلها لأنها حزنت على حالي لأنها تعلم أني غالباً ما أقسي عليها من خلال بكائي أمامها بصمت وغالبا ما تكون دموعي أكثر من دموع الشمعة .. بدأت أنظر إلى شعلة الشمعة كيف تحترق وبدأت أستخدم هذا الجو الغريب (ضرب من ضروب الفلسفة الروحية) ليكون نافذة أو باب إلى عالمي الروحي !!
دخلت من خلال الباب التي صنعتها لي واخترقت كل الحجب وإذا بنفسي أجد نفسي بغابة كثيفة تعج بالأشجار المعمرة والأدغال وكأنني أبحث عن شيء أفتش عن شيء ضاع مني أفتش عن مئزري وعن وسادتي في غابة كثيفة وعشوائية وغير نمطية وكأنها خلقت عبثاً وكل ما فيها هراء ..
ارتشفت كأس آخر علي أجد ما أبحث عنه ارتشفت المزيد من الخمر الذي لو تذوقه مدمن للعنني على قساوتي على نفسي من شدة تركيز الخمر التي ارتشفت منها زجاجة كاملة خلال نصف ساعة من الوقت وهو وقت دخولي وخروجي من الغابة التي لم أجد فيها ضالتي .
أردت من وسادتي أن تخبرني عن سبب خيانتها لي ولماذا كانت كل هذه المدة معي أجمل وسادة وتعلق قلبي بها حتى أنني فكرت أن أغير ثيابي وألبس ثياباً كثيابها الفطروية التي ولدت ورأت نفسها على هكذا ملبس !! لماذا أيتها الوسادة الجميلة تركتني خائنة تركتني وأنت خائنة هل أردتي أن تريني حقيقتك التي لا أحب أن أراها أو أفكر فيها ولو للحظة من الزمن ؟!! وأنت يا مئزري لماذا أنت هكذا ؟! لماذا تخليت عني وأنا أفتخر بك مئزراً وأخاً لماذا تخليتم عني وأنا في هذا الحال ؟! ألستم من جعلتموني طائر الظلام كما قلت يا مئزري ألست من سمحت لنفسك أن تنافس أخاك على وسادة أحبها كل الحب ؟! وكنت ولأكثر من مرة تقول مقولتك الشهيرة على الوسادة (أنها فرصة لا تعوض) كيف تضع حدودا لعلاقتنا على ضوء ما أنت ترى ؟! ألست أنت من جعلني أضيع وسادتي من جراء تصرفاتك معها التي كانت دائما تتذمر من مشاكستك لها !! من أصدق منكم وماذا ستكون النتيجة ؟! هل أصدقها كلاما قالته عنك الذي بسببه كتب ما كتبت بحقك أم أصدقك أنت ! الذي نافستني منافسة غير عادلة ؟!
أما أنت يا مئزري اتهمتني بخيانة الأمانة .. أي أمانة خنت وكنت أنت من في نيته الخيانة لأمانة ائتمنوك عليها كما تدعي !!!!! حتى أن الوسادة الجميلة التي عبدتها قد تذمرت وشكت منك عشرات المرات .. حتى أنها طلبت مني السماح أن تترك عملها ورفضت أنا بسبب حفاظكم عليها على حد علمي حينها !
لا والذي خلق محمدا وجعله حبيبا له ونبياَ لم أفكر في يوم أن أخونك ولم أسمح لنفسي أن أفعلها بل جل ما حدث أننا كنا متفقين على الزواج لا أكثر يا صديقي .. أنت من وضعت نفسك بيننا وحاولت أن تفرض نفسك عليها كما هي قالت لي .. كان الأجدر بك يامئزري أن تسحب نفسك من أول يوم شعرت به أن ثمة علاقة بيني وبين الوسادة الجميلة !! أنت من رسمت هذه النهاية بريشة عبثية الألوان على جدران غير سوية وجعلت من العمل خلفية لتلك اللوحة التي سيء رسمها بأناملك البريئة !!
أما أنا فكنت دوما على حالي بعيد عنك بعيد عن عالمك وأنت شعرت بذلك مرات تلو المرات لكنك تناسيت وجودي واعتبرت أن الكفة لصالحك وتناسيت أيضاً أنني صديقك يا مئزري !! .
وختاما أعاهدك اليوم سأحتسي كأساً من النبيذ لأرسم لوحة شعرية أصف فيها مجريات ما دار بيننا ومن الذي أساء للآخر دون قصد أو نية مسبقة هل هو أنا أم أنت يا مئزري أم الوسادة !!
أريدك أن تصدقني القول والمشاعر أنا حينما دخلت إلى عملك اليوم لم أكن أعلم أنك قد أرسلت لي شيئاً على بريدي الإلكتروني .. كما أريدك أن ثق بكلامي هذا لو كنت خائناً كما تقول لما أبقيتك صديقي ! دعك من الهواجس والأوهام التي خلقتها في أول مرة سمعت بها أنني أريد تلك الوسادة !! دعك من تلك الأوهام يا صديقي ... صدقني لا أريد منك شيئا سوى أن تتذكر كل كلمة قلتها لك وبعيدا عن العاطفة !! لا أريدك صديقاً إذا لم تكن أنت من ترغب في صداقتي !! ولست بخائناً رغم تأثمي .. لو كنت خائنا ما أبقيت لك شيئا يا صديقي ! أما أنا فليس في قلبي تجاهك سوى المحبة والخير والاحترام .. رغم الذي جرى يا صديقي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل