الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزامير محمد الحافظ أهات على شفاه الوطن.....!!

جواد كاظم اسماعيل

2008 / 4 / 22
الادب والفن


الأفتراضات التي تجعل الشعر أو الشاعر مقتربا من فضاءات البوح هي التجربة المكتنزة من الخبرات وكذلك الوعي، لكن أحيانا يكون الوعي غائبا

حينما تتوهج الصورة في التشكيل البنائي للنص لتعطي المعنى البلاغي المتناهي في التوليد الحركي للمشهد العام ..وبما أن الشعر يمثل وجوده الصورة والصوت فأن التدارك في حضور الوعي لأكمال المشهد يلزم الشاعر تفاعل متواصل حتى يخلق حالة من الأنبهار والتوق لدى المتلقي وهذا مافعله الشاعر المبدع (محمد الحافظ)


في (مزاميره بوح للوطن) فنجد ذلك في مزموره الأول:( صباحات حمراء)





صباحاتك حمراء ما زالت


وما زال الليل كفنك القاني


ومازلت تتوسد عناءات الثكلى


تنفض رماد حلم أثقل كاهلك


وأنت تحصي ......،


كم......؟


لماذا......؟


كيف .......؟


أسفا ً.......... !!


آهات تقطعك أشلاءا


تقتلك دمعة .....،


تسقط كارثة ......


تنساب على خدّي طفلة


تبحث بين ركام أللعنة عن عروستها


يذبحك احتراق وريقات السوسن ً


تلك التي عشقتها ......


أبناءك ...،


ورودك الغانية اللعوب


يندلق أريجها قطرات زيت ٍ


تضوع منه رائحة موت ٍ


وآثار رصاصة غدر


أعدّ ت لاغتيال صوتك


يالها من تداعيات خرقاء


تلك التي خلقت من الأصابع الناعمة


أنيابا ً .....،


تقتلع ضفائر دجلة َ


وتحاصر أفراح الفرات





كل هذا البوح يندلق دفعة واحدة على شفاه الوطن يتجسد فيه مشهد متكامل يحتوي على جملة من الصور تغلفها علامات أستفهام كثيرة مثل: (كم، لماذا، كيف) لكن بالنهاية يحسم أالموقف بأيجاد الجواب المختصر برصاصة وأنياب تنغرز بخاصرة الفرات وأخرى تعبث بضفائر دجلة......!!!








في المزمور الثاني....


(مسخ)


لاينفك من التسائل والأستفهام عن الذي جرى ويجري لوطنه العراق فيقف محاورا أياه عن كل هذه الجراحات التي غارت بعمق روح الشاعر لكنه لاينسى عشتاروت التي تشوهت تجاعيدها المخملية التي كانت تمنح الشاعر كل حالات الأنشداد والأندكاك بجذور الزمن البعيد وفي النتيجة يصنع صورة للتحدي ويستمر متدفقا بالقول:


مَن لا يتهجى أبجديات الماء


على خارطة عشقك ....!!


ما عاد ليزهر أنجيلا ً


أو يرتل في الغبش قرآنا


ألا فليرتد ممسوخا ً





............ ........ يا وطني





على هذه الوتيرة من الأنفعال والتوتر والأنشداد يتصاعد البوح الصارخ لدى الحافظ وهو يقف في محراب الوطن.... في مزاميره الست والذي أرتأيت أن أقتصر على نقل أنثيالات هذه الروح المغتربة والمهاجرة من بنيويتها الجنوبية على الخامس والسادس منها ... فالشاعر محمد الحافظ بصر النور في جنوب الوجع والحرمان في عقد الخمسينيات من القرن الماضي وتحديدا في مدينة الشعر والشعراء _الناصرية_ ليستقر مؤخرا في زاوية من زوايا الأرض القصية عله لايدرك عمق الجرح الراعف لكنه لم ينفك عن ملاحقة الوجع أياه بل تزاوج معه جرح الوطن وجرح الأغتراب فما كان منه الأ أن يمسك مزاميره الست ليفيض بهذا السيل من الحنين تارة ومن الأنكسار تارة ثانية وأمنيات خائفة موشحة بالدم تارة ثالثة... وهذا ما نلمسه جليا في مزموره الخامس قبل الأخير حيث يقول فيه :


بخوف دائم


تكحل عين الفجر


بكسل مفرط


توميء لأمنيات ٍ


علقت إلى حين


تغازلها برائحة الندم


أحداقها مرا فيء


لقلق ٍ يسترقه الضجر


أيتها الناعسة ....،


عودي لأحلامك


يومك هذا المرتجف


خلف النافذة


يؤنبه


موعد


يرتديه بياضك


********






أما في المزمور السادس فيصور السوق بكل مشاهده ولايستغرب لكل مايراه لأنه يعتبره عادة لازمت سوق المدينة المكتظة بالموتى والضحايا ووو وهذا يتصور جليا في هذه السطور المنقعة بالدم القاني والأنين الممتد على عمق الوطن الذي أسمه العراق :





كالعادة .....


أستيقظ من نومي


لأراني


مجبولا ً


برائحة الدم


...........





كالعادة .


تطالعني أنباء الساعة


عن مفخخة


في سوق ٍ مزدحم


انتحاري


بحزام ٍ ناسف ٍ


أو عبوة نصبت


بشارع عام


الموتى ...،


لا حصر سوى


رقم أعلن اعتباطا ً


..........

كالعادة .....

أنظرهم

أجداث موتى

فأراني استثنائيا ً

في حقل الألغام هذا

.........
وبالنتيجة يجد الحافظ ذاته أستثنائيا في حقل الألغام وهو يجسد مشهد الأجداث في مزامير ست تبث أهاتها على شفاه الوطن...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم