الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاصفة حب وورود

نبيل قرياقوس

2008 / 4 / 19
الصحافة والاعلام


في حوارممتع مع شخصيات عراقية عرضته قناة ( الحرة) الفضائية نهاية شهر اذار /2008 اشار احد المتحدثين المثقفين ممن يترأسون الان تحرير واحدة من اكثر الصحف العراقية رواجا ، الى عدم قدرته البوح بكل حقائق وتفاصيل الامور على الساحة العراقية معترفا بوجود سقف معين يحدده ، موعزا ذلك ( حسبما فهمت ) الى الظروف الامنية في البلد .
يتفهم العراقيون صحة قول رئيس التحرير هذا، فلازال القلم في العراق مقيدا بسيوف اناس يرتدون البسة مختلفة الاشكال والالوان والاحجام من ( قوط ) و ( دشاديش ) و ( ازياء ) يحاولون التعتيم بها على دستور الحياة القاضي بحرية الكلمة للانسان ، هذه الحرية التي تضمن للجميع حق التعبير عن الرأي مثلما تضمن حق الرد على الرأي الاخر .
مصالح مادية جشعة ، دفينة دنيئة ، سلطوية قذرة ، تقف وراء كل اولئك الذين لا يقبلون بحرية الكلمة ، بينما تجد ان الحجة المعلنة على رؤوسهم هي صحة وافضلية افكارهم وارائهم ( او هكذا هم مقتنعون ) ، وعلى الجميع الرضوخ بالقوة لهم ، وهيهات من يمس مصالحهم !
مئات الالوف من العراقيين ، ان لم يكونوا ملايينا ، اغلبهم زهور وورود ملونة عبيرها حب السلام والعمل والحياة والانسانية والحضارة ، لم يكونوا يطمحون يوما لئن يصبحوا حكاما او مسؤولين او مالكي انابيب نفط او ( حرامية ) ، بل كان املهم الوحيد ان يعيشوا ويعملوا احرارا يستطيعون النطق وقت احساسهم بالغبن ، كلهم هجروا بلدهم ولقمة عيشهم ، ارضهم وذكرياتهم ، احبتهم واقاربهم ، تركوا قبور ابائهم واجدادهم واضحوا عبيدا للغربة الكافرة بسبب جشع وطغيان اولئك الذين لا يؤمنون الا بـ ( قوة ) الحيوان وما يحمله رأسهم من ابواب متحجرة موصدة لا تسمح بطرقة اي ضيف مسالم يظنون انه سيضر بمدخرات كنوزهم ذات السحت الحرام .
كثيرا ما نغبط بعض كتاب الصحف العراقية ، ذوي الاتجاهات الفكرية والثقافية المتنوعة ممن يعتلون منبر الغربة ليكتبوا لنا فيها بصوت واضح غير خافت كلمات قد نلتقي معها او لا نلتقي ، نتعاطف معها او نتصادم ، متمنين لو نمتلك منبرا كمنبرهم يعلو فيه صوتنا شاهدا شاف ويشوف كل حاجة داخل العراق !
اذا كان الفقر في الوطن( غربة )، فاحقر الفقر ما كان في قلم تقيده سلاسل وكلمات يحاصرها خوف ، ترى هل يتسع العمر لبقية زهور وورود العراق لتصل الى بر حرية الكلمة ام عليها ان تستجدي احدا بمذلة ليقطفها من جذورها ويرميها خارج حدود بلدها انقاذا لها من طغيان انذل ، اجبن غربة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى