الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التاسع من نيسان

حسين علي الحمداني

2008 / 4 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن الاحتلال الأميركي للعراق هو الأول في تاريخ هذا البلد الذي تكالب العديد من القوى في السابق عليه ولا نريد أن نخوض في موضوع تأريخي طويل ربما يبعدنا عن الغاية التي نرجوها من موضوعنا هذا الذي سنحاول فيه قراءة هادئة في الذكرى السنوية الخامسة لسقوط الصنم الذي جثم على مقدرات العراق عقوداً من الزمن تركت آثارها بقوة وقساوة حتى الآن.
ورغم إختلاف التسمية فالبعض يرى انه (احتلال) كما نصت وثائق الأمم المتحدة والبعض الآخر يجد فيه (تحريراً) كما وردت في أدبيات الكثير من الساسة العراقيين والإعلاميين الذين وجدوا ما يشجعهم على إطلاق تسمية (التحرير) التي ربما تعبر بشكل او بآخر عن سعادة هؤلاء بنهاية عهد الدكتاتورية في العراق, وما يؤخذ على هذا المصطلح إنه يفسر على أن الاميركان حرروا العراق ولكن الأقرب إلى الدقة إن العراق تحرر من حكم طاغية .
إذن نتفق جميعاً إن العراق ارضاً وشعباً قد تحرر من حكم تسلطي فردي وانتقل إلى حكم ديمقراطي تعددي يحتكم إلى صناديق الاقتراع التي أفرزت حكومة عراقية منتخبة لاقت من الرفض الإقليمي الكثير لأنها ببساطة تمثل حكومة الشعب وهذا ما يجعلنا نستنتج بعد خمسة أعوام من سقوط الصنم إن العراق الجديد ((غير مرغوب فيه)) إقليميا لأنه قد يكون ((عنصر مشاكسة)) وهذا ما جعل البعض من دول الجوار العراقي تقف بالضد سرا وعلانية ضد أية حكومة عراقية من الحكومات التي توالت على الحكم منذ نيسان 2003 خاصة وان التغيير الذي حصل في العراق لم يكن تغيير وجوه كما اعتادت الأنظمة العربية والإقليمية على ذلك بل هو تغيير جذري تمثل بإتاحة الفرصة للشعب لانتخاب من يريد انتخابه في ظل دستور صوت الشعب عليه, وما كان هذا ليحصل لولا ((أميركا)) التي أسقطت النظام الدكتاتوري.
ورغم إن النظام المقبور كان على خلاف مستديم مع دول الجوار العراقي من دون استثناء إلا إن سقوطه المدوي والسريع جعل هذه الدول تشعر بالخطر القادم نحوها إذا ما استقر العراق والخطر المقصود هنا ليس الخطر الديمقراطي فقط بل الخطر الاقتصادي والدور الذي من الممكن أن يلعبه العراق اقتصاديا في المنطقة , لهذا نجد إن المحيط الإقليمي للعراق دعم وبشكل كبير المنظمات الإرهابية وحاول جهد الإمكان عرقلة المسيرة الديمقراطية في العراق ووضع العصا في العجلة. وتعطيل المسيرة الديمقراطية يعني تعطيل النهضة الاقتصادية والعلمية والثقافية في هذا البلد الذي إن شهد استقراراً كلياً فانه سيكون قوة اقتصادية كبيرة ليس في المنطقة فقط وإنما على مستوى العالم خاصة في ظل تزايد الاحتياطات النفطية والثروات الطبيعية الأخرى والموارد البشرية التي تشكل عصب التقدم في العراق.
التاسع من نيسان يوم غير عادي في تاريخ العراق وان كان هذا اليوم لدى البعض يعني يوم الاحتلال الأميركي لبغداد إلا إن هذا اليوم عند البعض الآخر هو يوم التخلص من الطاغية الذي اختصر العراق في شخصه .
حين سقط الصنم راحت الماكنة الإعلامية القومية تتباكى على سقوط العراق! والصحيح إن الصنم سقط في التاسع من نيسان والعراق ابتدأ في هذا اليوم , ابتدأ مرحلة جديدة واتخذ مسارا جديدا في حياته السياسية والاقتصادية والثقافية وتحرر الفرد العراقي من طاغيته وزبانيته وأصبح بإمكان المواطن اختيار من يمثله في البرلمان والحكومة أليس هذا انتصاراً للمواطن العراقي؟
أليس سقوط نظام فرعوني طاغٍ انتصاراً للطفولة العراقية؟ نعم في التاسع من نيسان لم يسقط نظام الدكتاتورية في العراق فقط بل سقط معه كل الذين كانوا يراهنون على الباطل وكل الذين كانوا يعتاشون من مقدرات شعب مظلوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-