الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروب الدبلوماسية الامريكية

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2008 / 4 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


لا يبدو على الادارة الامريكية انها سوف تتوقف عن امضاء خطتها في استغلال العراق حتى اخر قطرة من النفط وان تَطلَّب ذلك ابقاء العراقيين ينزفون حتى اخر قطرة دم.
والادارة الامريكية لا تريد التراجع بالرغم من سنوات الفشل الخمس التي مضت. وقد راجعت خططها التكتيكية لمرات عديدة فغيرتها لكنها لم تفكر ولا لمرة واحدة ان تغير خطتها الاستراتيجية رغم ان ما يجري في العراق وفي المنطقة لم يكن الا بسبب تلك الاستراتيجية.
ان السعي الى تغيير هوية المنطقة الثقافية كما تسعى الى ذلك الادارة الامريكية وكما تعلن دائما لن يؤدي الا الى المزيد من التصدي لهذا المشروع وبالتالي الى المزيد مما تطلق عليه تلك الادارة (الارهاب) والى المزيد ايضا من تشبث شعوب المنطقة بهويتهم الثقافية، وهذا امر غريزي في مثل هذه الاحوال لا يبدو ان تلك الادارة التي تدير ظهرها للجميع تدركه جيدا.
ان الخطة الامريكية وكما هو معلن تهدف الى تغييرات في البنى الثقافية لشعوب المنطقة من اجل قطع ما تقول عنه انه الشريان الذي يغذي الارهاب فكريا وكذلك ماليا، لكن ما هو مرئي وواضح ان الارهاب يتزايد وتتسع تبعا لذلك دائرة العنف لتشمل مجاميع لم تكن تفكر مجرد تفكير في استخدام اليات الارهاب للوقوف في وجه الاطماع الاقتصادية الامبريالية ووجدت نفسها مضطرة الى ذلك بعد ان لم تُبق امامها تصرفات الادارة الامريكية شديدة القسوة سوى هذا السبيل.
لا شك ان الادارة الامريكية اليوم هي في مأزق خانق تشعر هي قبل غيرها ان الخروج منه صعب للغاية وهي لهذا كثفت في الاونة الاخيرة من دعواتها الى الدول العربية ان تساهم معها في حل الاشكالات التي ترتبت على احتلالها العراق وفي تهدئة الاوضاع فيه، لكنها – الدول العربية – وان كان بعضها قد ساهم مساهمة مباشرة عن طريق مشاركتها الادارة الامريكية في احتلال العراق وبعضها الاخر سكت عن رضى وتشجيع الا ان الجميع اليوم وبعد ما رأى من نتائج كارثية ادى اليها احتلال بلد كالعراق بمثل هذه القدرات البشرية والاقتصادية وحتى الحضارية قد ادركت ان الرهان على الفرس الامريكي قد اصبح رهانا خاسرا فاخذت تتصرف بطريقة لم تعجب الادارة الامريكية لتتدارك وان متأخرة السنة اللهب الاسود التي اخذت تصل اليها بسبب الفوضى التي نجمت عن الاحتلال، وفسرتها انها مساهمة في اذكاء العنف داخل العراق فهي اليوم بسبب ذلك تضغط باتجاه ارغام الدول العربية للمساهمة في انقاذها من مأزِقها الراهن خاصة وقد تأكد لها ان ايران وفي هذه الظروف قد اصبحت اللاعب الاكبر على الخارطة العراقية هذا ان كان ثمة من لاعبين اخرين مؤثرين غيرها اصلا.
فدعوة القادة الامريكيين مدنيين وعسكريين وفي مقدمتهم الرئيس بوش الدول العربية الاسراع الى فتح سفارات لها في العراق يصب في هذا الاتجاه، اتجاه اعادة العراق – حسب الادارة الامريكية - الى محيطه العربي بعد ان ابعدته عنه مواقف تلك الدول بسبب ما جرى فيه من متغيرات سياسية وتبدلات اجتماعية، وبعد ان ابعدته عن ذلك المحيط الجغرافي والسكاني وحتى المذهبي قوى سياسية عراقية عملت اما لصالح ايران او بدفع وتشجيع منها.
ان حضور كوناليزا رايس مؤتمر دول الجوار في الكويت يوم الثلاثاء المقبل يصب في هذا الاتجاه وهو ليس استنتاجا او تكهنا بل هي تصريحات رايس الاخيرة حيث ذكرت انها "ستضغط على جيران العراق العرب بشدة الاسبوع المقبل لعمل المزيد لدعم حكومة بغداد ووقاية العراق من تأثيرات ايران المؤذية."، واضافت "ان رسالتها ستكون ان توفي الدول العربية بتعهداتها بزيادة الروابط الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع حكومة بغداد." كما اوضحت: "اكثر ما يحتاجه العراق الآن وما سأضغط من أجله في الكويت هو دعم اكبر من جيرانه.. يشمل فتح سفارات في بغداد وتبادل السفراء.".
فهل ادركت الادارة الامريكية الان وبعد ما رأت ان ما خططت له يتداعى امامها ان العراق بلد عربي وان هوية شعبه بكافة مكوناته العرقية والدينية والمذهبية هي هوية عربية، ام ان ذلك لا يعدو مجرد اجراء مؤقت تقتضيه خطة ضرب ايران التي يسعى الجمهوريون الى تنفيذها ليبقوا في البيت الابيض بعد ان اوشك الديموقراطيون على كنسهم منه!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات