الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...

يونس العموري

2008 / 4 / 20
القضية الفلسطينية


وكأن التاريخ يُعيد نفسه من جديد... حيث ان اللقاء الذي تم عقده ما بين الرئيس الامريكي السابق كارتر والسيد خالد مشعل وقادة حركة حماس، يشكل اجتراء او بالأحرى اعادة لتجربة منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى وجه التحديد حركة فتح حينما بدأت بمحاولة الاتصال مع الإدارة الإمريكية وحشد الاعترافات الدولية بها، وقيل في حينها ان الدبلوماسية الثورية الفلسطينية قد حققت نجاحات واستطاعت ان تخرق جدار العزلة والحصار على منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده .. واليوم يعيد الخطاب نفسه على لسان قادة حماس معتبرين ان لقاء كارتر بمشعل بمثابة انتصار لدبلوماسية حماس ولفن ادارتها للعبة السياسية على المستوى المحلي وكجزء من تواصل اللعبة بقوانينها على المستوى الإقليمي ... وفي هذا السياق فلابد من تسجيل العديد من الملاحظات اولا على مثل هذا اللقاءات ... واولى هذه الملاحظات بإعتقادي تكمن بأن السيد كارتر قد وجه ومن خلال تصريحاته قبيل توجهه الى دمشق ما يمكننا ان نسميه انتقادا حادا لفعل المقاومة بصرف النظر عن اسالبيها معتبر ان اطلاق الصواريخ من غزة جريمة كبرى ومؤكدا على ان هذه الصواريخ (انقلاب على الأخلاق الإنسانية)... الأمر الذي يعني ان السيد كارتر يعتبر مطلقي هذه الصواريخ مجردين من الاخلاق بل ومجرمين وبالتالي يضعهم في خانة الإرهابين ... وهو ذات الموقف التي لطالما عبرت عنه الإدارة الأمريكية اتجاه المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها حتى الأن ... وهنا يبرز السؤال الأهم لماذا التهليل والتكبير للقاء مشعل كارتر في ظل هكذا تصريحات واين هو هذا الانجاز للفعل الدبلوماسي الحمساوي هنا اذا ما جاز التعبير....؟؟
حيث إن ما قاله كارتر هو بحد ذاته انقلاب على الأخلاق الإنسانية، فأية أخلاق تحكم من يغمض عينيه عن مأساة شعب بأكمله يتعرض لمحرقة حقيقية وهو الأمر الذي نشهد فصوله يوميا ...؟؟ واذا كانت حركة حماس تريد السير بدهاليز الفعل الدبلوماسي والعبور الى نادي التعاطي الدولي من خلال فتح قنوات العمل السياسي الأممي وهو حقها فعليها ان تعي ان ثمة استحقاقات لهكذا عبور وان كان من خلال بوابة كارتر الذي لا يتمتع بالظرف الراهن بأي تأثير على مستوى التعاطي السياسي الدولي الا انه وبذات الوقت لا شك ان اللقاء مع كارتر له الكثير من الدلالات والمعاني التي اعتقد انها تخص حركة حماس بالأساس والذي لربما يشكل انعطافا بمسيرتها كنوع من تواصل التغير الإستراتيجي بسياسات الحركة او على الأقل تواصل فعل تطويع هذه الحركة ومحاولة جرها الى ما يسمى التهجين والتدجين لتصبح متوافقة واطروحة القبول الدولي لها .. وهو ايضا ما بدأنا نلمسه بأدبيات حماس الجديدة فمن قبولها بإطروحة الدولة بالضفة وغزة وصولا الى تعاطيها وفكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة وحتى موافقتها وسعيها لإنجاز التهدئة طويلة الأمد ... وكانت سابقا ان وافقت على التعاطي والسياسات الإسرائيلية فيما يخص التواصل مع مسؤولي الدولة العبرية ابان تواجدها بسدة الحكم السلطوي وذلك بهدف تنسيق مسألة القضايا الإقتصادية والإجتماعية الخاصة بالشعب الفلسطيني حيث انها متشابكة والاحتلال، وهو ما تم اعتبره سابقا انعطافة هامة بنهج حماس ... كل هذه التطورات انما تأتي بإتجاه مؤشر واحد فقط وهو استعدادية حماس ان تعيد ذات التاريخ التي سارت عليه منظمة التحرير الفلسطينية بل انها على استعداد ان تتسواق والأطروحة السياسية الدولية وبالتالي لا اعتقد ان ثمة اعتراض جوهري من قبل حماس على المسار السياسي بل انها تحاول بالظرف الراهن ان تضمن لنفسها موقعا بالمقعد الدبلوماسي الفلسطيني على ان يكون هذا المقعد بارزا وواضحا ... وهنا نتساءل من جديد هل سـتاتي حماس بما أتت به دبلوماسية منظمة التحرير ..؟ ام ان المسألة مرهونة بأوامر سادة المحور الإقليمي التي تدور في فلكه حماس بشكل او بأخر ..؟؟ واذا كانت حماس مبدئيا لا مانع لديها من ان تتعاطى والشأن السياسي الدبلوماسي فلماذا كل هذا الصخب التي تثيره وتحاول ان تتمظهر بالممانعة والأطروحة السياسية السلامية اذا ما جاز التعبير... ؟؟؟
من الواضح ان السيد كارتر يلعب دور الوسيط او ساعي البريد ما بين حماس واسرائيل بل وايضا ما بين حماس والإدارة الأمريكية وان ظهرت الأمور على عكس ذلك وهو على الأقل ما تؤكد تصريحاته حيث طالب قادة حماس بدمشق بمواقف تسمى بوادر حسن النويا من قبل حماس اتجاه اسرائيل حتى تستوي امور الحركة على مستوى الحلبة الدولية ... الأمر الذي أكدته ايضا تصريحات قادة حماس والتي ابدت استعدادايتها للتعاطي وهذا الشأن، وهو مؤشر اخر على الإتجاه السائد الأن بالحركة والذي يضبط حركة ايقاعها السياسي ... كما ان رغبة نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بلقاء قادة حماس وهي الرسالة الأبرز التي حملها كارتر الى مشعل تشكل عنوانا اخر على حقيقة ما يجري بدهاليز الفعل الحمساوي السياسي الراهن ....
ان ارادت حماس ان تكون احد العناوين في التعاطي الدولي فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي فهذا الطبيعي لكن ان تكون نتيجة التعاطي هذا هي محاولة جر الحركة الى الرصيف السياسي الأمريكي فهذا شأن اخر ... الا اذا ما اعتبرنا ان هذا اللقاء يصب اساسا من وجهة نظر حماس بهدف شرعنة الحركة ... عبر القبول الأمريكي لها كجزء من فعل تقبلها اسرائيليا والقبول بمبدأ الحوار معها والإعتراف فيها وبالتالي إحلالها مكان منظمة التحرير الفلسطينية ... وهو الهدف التي راهنت عليه اسرائيل منذ بدايات انظلاق حماس ابان الإنتفاضة الأولى ..
اعتقد اننا امام خارظة طريق لحركة حماس عبرتها سابقا منظمة التحرير بشكل عام وحركة فتح بشكل خاص .. وما علينا الا ان ننتظر حقيقة مواقف حركة حماس الجديدة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو