الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لايتكرر التمويه

عزيز العراقي

2008 / 4 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


القرار الحكومي الاخير الذي اعلنه رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في حرمان الاحزاب والقوى السياسية التي تمتلك مليشيات مسلحة من المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات , المقرر اجراؤها في تشرين اول القادم , يكاد ان يكون اكثر القرارات جذرية في اعادة بناء اجهزة الدولة , واعادة الهيبة للسلطة والحكومة . ان الخطوات الجادة التي سبقته في محاولة القضاء على العصابات التي اتخذت من جيش المهدي ستاراً يحميها من الملاحقة عن الجرائم التي ارتكبتها , توضح جدية التوجه الحكومي الحالي . ولعل الخطوات التي اعقبت هذه التحركات في محاولة استعادة ابنية الدولة من الاحزاب , ورغم بساطة جدواها , الا انها تؤكد برمزية عالية على ذات التوجه الجاد . ومما لاشك فيه ان هذه الخطوات تمحورت حول المواجهة مع التيار الصدري , فان الغرماء في نفس القائمة يغضون الطرف عن الاتهامات التي تخص مليشياتهم , ويحصرونها فقط بالتيار الصدري , الذي يؤكد على حل جيش المهدي ان حلت مليشيات الاحزاب الاخرى , وبالتحديد منظمة بدر .

ان فك الارتباط بين محاربة عصابات الجريمة والمليشيات التي هي خارج سيطرة الحكومة , وبين المشاركة والتفاعل في العملية السياسية , هو مايجب التأكيد عليه مثلما وضحه رئيس الوزراء . الا ان الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف , والمنشورة في " صوت العراق " ليوم 20080418 وهو ممثل السيد السيستاني في كربلاء " يحذر من الآثار السلبية من ابعاد أي مكون عن الانتخابات المقبلة لمجلس المحافظات , معتبراً ان ذلك سيولد آثار سلبية " . وبدل الوقوف مع الشرعية التي يدعو لها رئيس الوزراء , وايدته كل الاطراف السياسية – حقيقة او تقية - , يدعو الشيخ عبد المهدي للتمويه على وضوح القرار القاضي باشراك التيارالصدري , ولكن بدون المليشيات الخارجة عن القانون .

ان العراقيين عامة , والجماهير الشيعية بشكل خاص , تدرك جيداً الرغبة الصادقة للمرجعية الشيعية في النجف الاشرف , والمتمثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني , في لم شمل الطائفة الشيعية عندما رغب في تشكيل قائمة " الائتلاف " , والتي انضوت تحت لوائها كل الاطراف السياسية الشيعية . وقد ظنت المرجعية ان ظلها على اطراف القائمة سيمنع أي تصدع قد يواجهها , وبركات المرجعية ستوحد جهود احزاب القائمة للنهوض بالعراق الآمن المستقر . الا ان الرغبة الشريفة للمرجعية اصطدمت بالرغبات المجنونة للاستحواذ على السلطة والمال والنفوذ بين اطراف القائمة ذاتها . والعراقيون يعرفون ايضاً , ان المرجعية الكريمة بريئة من التستر على القتلة والمجرمين الذين اتخذوا من التيار الصدري ستاراً يختبئون خلفه . ولا يمكن لعالم جليل , وبقامة السيدالسيستاني , ان لايقف مع الحق ومع الطرق التي تؤدي الى هذا الحق .

وفي الوجه الآخر للخطبة , يدعو الشيخ عبد المهدي " الى اجراء الانتخابات بفاعلية ووفق ضوابط يضمن خلالها ان تكون الانتخابات شفافة " , في تناقض مع ما في بداية الخطبة . ياسيدي : كيف تطالب بضوابط للشفافية وفي نفس الوقت تجري تحت سطوة المليشيات ؟! وبالتأكيد لن تجعلها هذه المليشيات حرة ولا شفافة مثلما حدث في الانتخابات الاولى . واذ كانت الرغبة لاتزال قائمة على مغازلة كل الاطراف الشيعية , في محاولة لترميم استمرار الهيمنة عليها , فأن جماهير الشيعة التي دفعت كل هذه الاثمان الدموية , باتت تدرك حقيقة التوجهات المصلحية لهذه الاطراف , ومن الصعوبة ان تتوحد مرة اخرى تحت اية راية من الرايات , ولاشك ان المرجعية بتاريخها العريق في الوقوف الى جانب المسحوقين والمستضعفين تدرك ما آلت اليه حقيقة الاوضاع . ولانعرف هل هو يدعو الى الذي جاء في بداية الخطبة ؟ ام في هذه الفقرة ؟ ام الاثنين معاً ؟! ان وكلاء المرجعية مدعوون اليوم لاحترام وعي الناس الذي لن يقبل بالتمويه مرة اخرى , وعلى توضيح توجهات المرجعية الكريمة بدون لبس وتأويل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟