الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الضجة الإعلامية المصرية لما حدث مع البابا شنودة؟

أيمن رمزي نخلة

2008 / 4 / 21
الصحافة والاعلام


استوقف صغار المسئولين في مطار هيثرو بلندن قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ومنعوه من دخول البلاد من بوابة كبار الزوار ولكن من خلال البوابات العادية. إلى هنا والخبر يمكن أن يمر مرور الكرام فهو خطاء غير مقصود منه إطلاقاً إهانة رمز الكنيسة القبطية ولا المقصود منه توجيه أي إهانة لأي إنسان مختلف معهم في الجنسية أو العقيدة. أمر داخلي نتيجة احتياطيات أمنية في المطارات البريطانية.
لكن الصحافة والإعلام المصري قام ولم يقعد حتى الآن وصنع من الحبة قبة كما يقول المثل الشعبي. وكأن الحالة أصبحت قاب قوسين أو أدني من الحرب بين مصر وبريطانيا. وكلمات الصحافة والإعلام المسموع والمرئي وجلسات مجلسي الشعب والشورى وصحف المعارضة المُغرضة والمجلات الصفراء والحمراء، الجميع تناول الموضوع دفاعاً عن قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة كأنه دفاعاً عن شرف الأمة المسلوب.
والحقيقة إن الفاحص لهذه الضجة أو زوبعة الفنجان يمكنه أن يعرف الأسباب الخفية وراء هذه الضجة الإعلامية المصرية إزاء ما حدث مع قداسة البابا شنودة في مطار هيثرو بلندن ويمكن تلخيصها في الأتي:
• هذه الضجة فارغة المعنى والهدف كانت صناعة لخبر وأحداث من لا شيء للتغطية على فضائح التمييز الديني المنظم ضد الأقباط المسيحيين وغيرهم التي أثيرت من خلال مؤتمر "مصريين ضد التمييز الديني" والذي لم تتناوله وسائل الإعلام بالحيادية الكافية لما فيه من كم فضائح وحقائق تشوه صورة النظام الذي ينادي دائماً بالوحدة والمساواة قولا ويفعل عكس ذلك.
• كانت الضجة الإعلامية من وسائل الإعلام المصرية لتعمل مزيداً من الإعتام والتضليل لتاريخ التمييز والاضطهاد المنظم من الدولة والجماعات المتطرفة ضد المسيحيين في الثلاثين عاماً الماضية، حين تقول ها نحن نهتم برأس الكنيسة المصرية الأرثوذكسية والواقع العملي يسير في خطى مضادة للأقوال الناعمة الكاذبة.
• قصة حقيقية لها مغزى: تعيش عائلة صديقي ألبير القبطي المصري في نيويورك بالولايات المتحدة ولأن العائلة متدينة وتحب قداسة البابا كيرلس البابا المتنيح السابق للبابا شنودة فقد وضعت العائلة الكريمة صورة البابا كيرلس في مدخل البيت في نيويورك. وبعد أحداث 11 سبتمبر تم اعتقال كل أفراد العائلة ظناً من البوليس الأمريكي أن هذه العائلة العربية تتبع أحد الزعماء الإرهابيين الذين يطيلون ذقونهم. إنه جهل ثقافي من الجنود الأمريكيين لكنهم معذورون لأن ارتباط الإرهاب بفئة من المتطرفين مثل أسامة بن لادن والظواهري وغيرهم يطيلون لحيتهم ويتخذون من إرهاب الآخرين عبادة لهم. وعلى هذا لا نريد أن نلتمس العذر لأمن المطار البريطاني لكننا نلقي باللوم على الإرهابيين الذين شوهوا شكل رجل الدين الذي يطيل لحيته في عبادة خاشعة ومحبة للآخرين.
• قداسة البابا شنودة قادم من دولة عربية وهذه هي الحقيقة التي تلقاها الجنود البريطانيين. ولهم كل العذر في عدم قبول أي عربي بعد أن شوهت الأعمال الإرهابية صورة كل عربي في عقل كل أوروبي ترسخ لديه الارتباط بين العربي ـ أي عربي ـ والإرهاب المسلح ضد الأوربيين وغيرهم.
• الشعب القبطي المسيحي لم ينس أن الرئيس السابق أنور السادات أمر بعزل قداسة البابا شنودة وتحديد إقامته في دير الأنبا بيشوى في وادي النطرون في سبتمبر1981، وبعدها حين تولى الرئيس الحالي الرئيس مبارك شئون البلاد لم يعيد قداسة البابا إلى مكانه ومكانته إلا بعد مجموعة شهور. والتاريخ لا يمكنه أن ينسى كم الأحداث الدامية وعدد القتلى والمصابين والخسائر المادية والتمييز التي واجهها الأقباط المسيحيين في عصر مبارك.

انتهى عصر الإعلام الذي يجذب القارئ ويغيبه بذكر حوادث وصناعة أخبار. الآن في ظل العولمة واحترام حق الإنسان في أن يكون إنسان وفي إطار سيادة وحُكم القوانين والمواثيق الدولية التي تفرض على حكومات الدول احترام إنسانية شعوبها سواء اتفقوا في عقيدتها أو اختلفوا، في ظل المعرفة الدُولية وسيادة قوانين احترام حقوق الإنسان العالمية لا يمكن تغييب الشعوب من خلال أي ضجة إعلامية فارغة يخلقها إعلام موجه فاسد يخدم مصالح وسياسات تميز بين فئات الشعب الواحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟