الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالة إلى مقتدى الصدر
طارق حربي
2008 / 4 / 22اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كلمات
-188-
في رسالتك المفتوحة إلى الحكومة العراقية المؤرخة بـ 19.4.2008 هددت بحرب مفتوحة من قبل جيشك (جيش المهدي) ، من بين ماجاء فيها :( إن لم ترعـِو ولم تكبح جماحها وجماح الميليشيات المندسة فيها فسنعلنها حربا مفتوحة حتى التحرير..)، ودعني أتوقف معك في هذه الفقرة بالذات : وكأن جيشك (الذي أسسته في سنة 2003 وكانت مهمته (المعلنة على الناس) حماية المراقد المقدسة وأصبح مصدر تهديد للسلم الأهلي) لم يشن حروبا بعد ضد الشعب العراقي والحكومة منذ سقوط صدام ونظامه حتى اليوم، حتى أصبحت أنت وجيشك لمن يروم التوثيق التأريخي، الوريث الشرعي لكل مشاريع القتل الذريع بالعراقيين، زائدا قوات الاحتلال والقاعدة، ورحت تتخبط لانك جاهل وموتور ولم يكن لك تحصيل علمي وجل مستشاريك من الجهلة والمصلحيين ومن الحرس الثوري الايراني!
تبث الفتن وتشعل الحرائق وتشغل العراقيين باسم الطائفة والدين والدفاع عن بيضة الاسلام ولو صح التعبير حبيبي!، حتى أصبحت أضحوكة وأدرجك العراقيون في نكاتهم ومسامراتهم كلما ضاقت بهم الأرض بما رحبت، ونعتوك بشتى الأوصاف المقذعة، بما لايليق بعائلتك وأصلك، وقرأنا في الأخبار بأن آل الصدر يخططون لمعاقبتك عائليا على أفعالك الاجرامية ضد شعبنا وأمننا ومستقبلنا!
وهكذا شكلت ميليشيا ضالة قلت عنها بأنها جيش عقائدي!
العراقيون يامقتدى ملّوا من الجيوش العقائدية وتحرير القدس والثورجية والقومية وكل أرث الدولة الفاشية، ضممت إلى الجيش أرباب السوابق والحواسم وفدائيي صدام والرعاع والمكبسلجية حتى سمي جيش المهدي بـ (جيش الوردي!)، نسبة إلى لون الحبوب المخدرة التي يتناولها جيشك المسطول ممن أخذت تهدد بهم العهد الجديد!
وفي سياق حربك ضد الشعب العراقي وزعزعة الاستقرار، كانت هنالك معارك في سنة 2004 بعد إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة واعتقال أحد مساعديك، وفي شهر آب/أغسطس من نفس السنة تجددت الاشتباكات وسقط ضحايا من العراقيين، جولة أخرى من الاشتباكات مع الجيش الأمريكي في كربلاء والنجف حلت من قبل السيد السيستاني الذي أمر بخروج المتقاتلين من المدينتين المقدستين، ومثلها في سنة 2006 ضد القوات البريطانية في العمارة، حتى جاءت أحداث كربلاء في شهر آب/أغسطس سنة 2007 بين جيش المهدي وحراس الحضرتين وكانوا من بدر، لتضع النقاط على الحروف من أن جيشك ضالع في إبادة الشعب العراقي وزعزعة الاستقرار، يقاتل من أجل تقاسم غنائم الحضرتين مع ميليشيا بدر، وسقط نحو 52 شهيدا و300 جريحا من الزوار الأبرياء، ليعقبها مقتل 6 مواطنين بعد اقتحام حواسم المهدي، مقرات حواسم المجلس الأعلى في مدن بابل و الكوفة و الكاظمية في بغداد و منطقة الإسكندرية جنوب بغداد، وعلى إثر ذلك وبتأريخ 26 من الشهر المذكور جاء أمرك بتجميد جيش المهدي لستة اشهر !
أنواع من الانتهاكات لحقوق الانسان : الإعتداء بالضرب والتعدي على الحريات الشخصية، القتل والإغتيال خطف وقتل جماعي والمحاكم الشرعية وتشكيل فرق الموت لمعارضي التيار الصدري، أو لمن يعارضك الرأي في الوسط والجنوب، تهجير العوائل السنية المتعايشة والمتصاهرة مع العوائل الشيعية منذ مئات السنين وكلهم مواطنون عراقيون، وهكذا توافقت خططك الابادية - وبهدي من مافيا تهريب النفط المنظمة في البصرة - مع أجندات إقليمية لطالما فتكت بالعراقيين الأبرياء، حتى أصبح التيار الصدري والمجلس الأعلى هما الحصانين، الذين يجران عربة الشر ونشر الخراب الايراني في العراق الجديد، وراح هذا النظام المجرم يلعب بكما بمايفيد مصالحه ويخدم طاولة مفاوضاته مع الولايات المتحدة، لجهة تمرير مشروع مفاعله النووي المثير للجدل، وتقسيم النفوذ والمصالح الاقتصادية بين الدولتين العدوتين في الظاهر، دون العراق المثقل بإرث الحروب والارهاب والديون والفساد المالي والإداري !
فالحصان الأول (حصان طروادة) ممثل في الحكومة تمثيلا لاخلاص منه إلا بوعي الشعب العراقي ونهضته، ويمكن ملاحظة بوادر تبلور الوعي والنهضة لدى عموم الشعب بعدما مر بفترة الدولة الدينية وفهم الدرس وكفر به، وأراهن على انتخابات مجالس المحافظات في الشهر العاشر من هذه السنة كما ينص الدستور، فيتخلص العراقيون من هذا الحصان ومن ميليشيا بدر وكل أنواع النهب والسلب والقتل!
الثاني تيار واسع من المحرومين والجياع في العهدين، وانضم إليهم في هذه المعمعة القتلة والرعاع وفدائيو صدام والحواسم ومغسولو الدماغ، وقوة شارع عاطفية اتكأت أنت على أرث أبيك الراحل فيها عندما استطاع تفريغ شحنتها في التسعينات من القرن الماضي، خيوط هذه القوة ليست كلها بين يديك لكن بيد الطرف الإيراني اللاعب القوي في المعادلة العرااقية الجديدة، ومخططيه الشريرين حتى يزعزعوا الأمن في العراق، للحيلولة دون توسيع فرص السلام والاستقرار بعد نجاحات خطة فرض القانون، وبالتالي الإجهاز على التجربة الجديدة في العراق بعد التغيير !
وبدا أن الحصان الأول أتقن فن المشي الإيراني في مضمار العهد الجديد ونجح، ولبس لبوس الحكومة وتداخل مع مؤسساتها وسرق من ثرواتها وشبع،لأنه تشكيل ليس وطنيا مغلبا مصلحة إيران على مصلحة شعبه ووطنه، ومدرب على تعاليم ولاية الفقيه ويأتمر بأمرها منذ ثمانيات القرن الماضي، فيما بقيت أنت في المعارضة لتمثيل دور الضحية، والمظلومية الشيعية التي تتمظهر في الملائيات أكثر من العمل السياسي والبرلماني والمؤسساتي المنظم، وتصور للناس وكأنك حامي الحمى ونصير المظلومين، والنتيجة انك أصبحت آلة أرادت أن تمعن إيران بالضحك عليك فنصحتك بالمجيء إلى قم لغرض الدراسة، لتلبسك فيما بعد طربوش آية الله، فتزيد علينا إيران آية الله جديدة سرعان مايجد له في مرجعية النجف مريدين، لتعلنها من هناك ياأيها الجاهل حربا مقدسة ضد الولايات المتحدة على غرار تاجر الأشلاء اللبناني حسن نصر الله، وتلك ورقة مستقبلية - لو تقرأ الخارطة السياسية قراءة صحيحة - لصالح توسيع بؤر التوتر واستمرار إشعال النيران وخلط الأوراق في بلادنا وإلى يوم غير معلوم !
وها أنت تهدد بجيشك الشعب العراقي الذي ملَّ الحروب وكفر بالمؤامرات الخارجية، وقرر نزع كل أسلحة صدام وجنح للسلم مع نفسه والجيران في عهد جديد ودستور وشرع ببناء عراقيّ سلميّ، فماذا تطلب أنت ورعاعك من هذا الشعب !؟
وهل كنت تتحدى رجل أمن أو شرطيا في عهد صدام وتفتح فمك وتنطق بكلمة سوء ضد الحكومة آنذاك!؟
او تدعو للعصيان المدني قربة إلى الله وانتظارا لظهور المهدي!؟
هل كنت قادرا على تهجير مواطن عراقي واحد وليس عائلة أو مجموعة عوائل سنية بريئة !؟
ولا يغرنك تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول أن التيار الصدري تيار وطني وأنت زعيم شيعي شاب فهذا النفخ الاعلامي مر به من قبل صدام والبقية أنت تعرفها، ولاتستفتي المراجع بحل جيش المهدي – ذكرت قبل نحو سنتين أن المراجع هم من بارك تأسيس ذلك الجيش المجرم - فالحل بيدك لسوء الحظ، وأنت الوحيد القادر على حقن الدماء العراقية البريئة وإخراج الضالين من حلقة النار الأمريكية والقاعدية،وخلص لحيتك من من نار الاعلام التي تجللك بعار جيشك المرتهن لأجندات عربية وإيرانية وبقايا البعث !
لاحل ولارجاء للتيار الصدري - باعتباره أحد المكونات السياسية – إلا بأن يكون منظمة سياسية تدعو إلى العمل السلمي والمنظم سواء داخل البرلمان أو خارجه، والاعتراف بشرعية الحكومة ومؤسساتها القائمة، وضع حكم إخراج المحتل من بلادنا ليس بيد الطوائف وآيات الله للمتاجرة بها لكن بيد البرلمان المنتخب من قبل الشعب، والدخول في الانتخابات القادمة ليرى هذا الشعب الذي تشن الحرب ضده منذ سنوات، كيف يمكن أن تقدم له الخدمات البلدية والانسانية والاعمار، بعد سنوات النهب المتواصل لثرواته، إن كنت (وطنيا!) كما تدعي وحريصا على شعب العراق، ولاأظن أن الأيدي التي امتدت لتحوسم ممتلكات الدولة والمواطنين، ستكون أنظف من أيدي الفساد الاداري والمالي الحالية!
لاحل ولا رجاء لجيش المهدي مالم تسلم أسلحته ليد الحكومة، فلا ينهض عراقنا تحت حراب الميليشيات، ولاتتوحد قواه الفاعلة والحية مالم يكن هنالك فضاء واسع من الحرية والسلام والانفتاح، ودع عنك اوهام ولاية الفقيه بتحرير فلسطين والكفاح ضد الولايات المتحدة، وكفى بالعراقيين وقودا للحروب والمغامرات، فمقابل كل جندي أمريكي يقتل يباد معه العشرات والمئات والعوائل من الشعب البرىء ومن التيار الصدري نفسه، فلماذا لاتوفر هذه الأرواح والثروات والسنوات تمضي ومايزال العراق بين بارود المحتل ودخان المؤامرات !
والسلام على من أحب الشعب والوطن والمستقبل وسلم أسلحته إلى الحكومة وانتظم في العمل السياسي والسلمي الحضاري!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز