الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخرّصات الظواهري

سليم سوزه

2008 / 4 / 23
كتابات ساخرة


آخر خطاب لرجل الكهوف المخبول ايمن الظواهري كان يطلب فيه الدعم لمسلحي شواذ القاعدة في العراق وجمع تبرّعات لهم كي يستمروا في حرب الابادة التي يشنّوها على الجنس البشري وكي تبقى (حضارة) عدد من كهوف تورابورا بموازاة حضارة العالم في الصراع الحضاري والفكري الذي يشهده الكوكب حالياً .. مَن يدري ربما الظواهريون يعوّلون على صلابة جبالهم وقسوة كهوفهم لمواجهة المد الثقافي الغربي وايقاف عجلة العولمة التي يتّجه لها العالم عاجلاً ام آجلاً كتحصيل حاصل للفقر السياسي والاقتصادي الموجود في بلداننا اليوم.
الخطاب القاعدي، الظواهري منه على وجه التحديد، استند على جملة من المتناقضات المضحكة، فمن مدة قريبة دعا الظواهري الى عدم قتل الاطفال اليهود في اسرائيل بدعوى انهم ابرياء لا يحملون ضغينة آبائهم - لا ادري ان كان يريد منا الشكر على ذلك ام لا - ثمّ عاد اليوم ليحضّ العالم على جمع تبرّعات لتنظيم القاعدة في العراق وهو يعرف انهم لم ولن يستهدفوا (المحتل) برصاصاتهم بل استهدفوا ومازالوا على هذا، العراقيين الابرياء سنة ً وشيعة ً، مسلمين ومسيحيين، عرباً وكرداً، وكل بقية الاطياف الاخرى المغلوبة على امرها، ناهيك عن استهداف الاطفال والشيوخ والنساء كذلك. فلِمَ هذا التناقض يا ترى !!!
لقد كانت هناك حمامة يرعاها ابن اخي الصغير وهي من صنف (الزاجل)، وقد كانت صعبة المراس جداً ولا يمكن ان تدخل قفصها بسهولة فضلاً عن تصرّفاتها المزعجة التي اقرب ما تكون للوحشية منها الى تصرّفات الطيور الداجنة .. لا اعرف ما كان السبب وراء مزاجها ذلك بصراحة، لكن ربّما لانها انتقلت من بيئة الى بيئة اخرى لم تتأقلم معها بعد. لا اريد الاطالة لكني لاحظت شيئاً مُغايراً في تصرّفاتها واطباعها بعد اقل من شهر تقريباً، حيث اصبحت طيراً داجناً مطيعاً غير مزعجاً .. وبمجرّد فتح باب القفص تدخل بدون اي مقاومة تذكر - ولا حتى مقاومة سلمية - ممّا تيقنت من انها استطاعت العيش والتكيّف مع الوضع الجديد وتخلّت عن مزاجها النرجسي لتندمج في الامر الواقع بعد ان اكتشفت بان الظروف ضدها وليس هناك من يؤازرها في هذا العصيان .. كان ذلك بمساعدة الزمن الكفيل بترويض الوحوش فما بالك في حمامة صغيرة ومسالمة، بالاضافة الى ان سلاحها الايديولوجي التي عبّرت عنه بعصيانها ومزاجها المُعارض لم يكن بقوة وعنفوان قفص ابن اخي.
القصة لا تحتاج الى تعليق ولا الى ايضاح سوى السؤال التالي، متى ستدخل القاعدة القفص الانساني؟ ومتى سَتُرَوّض لتتخلّى عن قتل الناس؟ وهل ان الزمن قادر على ترويضها كما فعل مع حمامتي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا