الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نبكي على جيل نعماتي ولا نبكي توم هورندل ؟

حسين خميس

2004 / 1 / 2
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


جيل نعماتي شاب اسرائيلي  من نشطاء اليسار يقيم  في منطقة النقب ،جيل سافر يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي الى منطقة قلقيلية ليشارك رفاقه في حركة السلام الاسرائيلية  وحركة التضامن الدولية  في عملية احتجاج وتضامن مع الشعب الفلسطيني في قرية مسحة التي يهدد  اراضيها  جدار الفصل العنصري ، خلال قيام بعض المتظاهرين بالتجمع امام بوابة الجدار في قرية مسحة قام بعضهم بمحاولة كسر البوابة فرد عليهم الجنود باطلاق الرصاص الحي عليهم مما ادى الى اصابة جيل نعماتي ومتظاهرة امريكية وعدد من المواطنين الفلسطينيين وكانت حجة الجنود ان حياتهم تعرضت للخطر من قبل المتظاهرين المسالمين .
الى هنا تبدوا حيثيات الواقعة معقولة  وطبيعية ازاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل يومي من عمليات اعدام منظمة من قبل الجيش الاسرائيلي وعمليات اذلال يومية تديرها حكومة اليمين الفاشية في اسرائيل ، الا ان تبعيات القضية انتقلت الى الاعلام اللسرائيلي المتمكن لتلقي بظلالها على القضية برمتها ، جميع من استنكر العملية وهم كثار في الجانب الاسرائيلي برروا استنكارهم بأن الضحية هذه المرة   مواطن يهودي   ، عشرات المقالات التحليلية والاخبارية اضافة الى المقابلات في الاعلام الاسرائيلي تناولت الموضوع من وجهة نظر صهيونية تدل على توجه عنصري وشوفيني لدى القائمين على الاعلام الاسرائيلي ، جيل نعماتي شاب يستحق الاحترام والتضامن معه في نفس الوقت تم اغفال قضية الضحايا الاخرين في هذه الواقعة وغيرها وهنا لا نريد ان نقول الضحايا الفلسطينيين الكثر الذين يسقطون يوميا  بنيران الجيش الاسرائيلي الذي يصفه القائمين عليه بأنه اول جيش اخلاقي في العالم لانه يقتل الاطفال والنساء والشيوخ ويقوم بعمليات اعدام ميدانية في المدن الفلسطينية ، في نفس المظاهرة التي اصيب بها جيل اصيبت مواطنة امريكية من حركة التضامن الدولية ولكن للاسف لم يتطرق لها الاعلام الاسرائيلي كما تطرق لقضية جيل نعماتي وهذه الحادثة تضاف الى عديد الحوادث التي اصيب بها ناشطي سلام عالميين في فلسطين بأيدي الجيش الاسرائيلي دون ان يتذكرهم الاعلام الاسرائيلي ولو لكسر العتب الاخلاقي   للرأي العام العالمي ، جيل نعماتي يبلغ الثانية والعشرين من عمره وهو شاب في عمر الورد وحالته تطمئن لكن ماذا نقول عن حالة توم هورندل الشاب البريطاني الناشط في حركة التضامن الدولية  الذي اطلق عليه الجيش الاسرائيلي النار فأصيب  برأسه وهو يرقد في حالة موت سريري في احد مستشفيات لندن ، توم اصيب في  مخيم رفح في شهر نيسان الماضي حينما كان يحاول ابعاد بعض الاطفال من طريق دبابة اسرائيلية دخلت الى المخيم لتبحث لها عن ضحايا هذا الامر لم يرق لأحد الجنود فحكم بالموت رميا بالرصاص على توم هورندل مما ادى الى اصابته في رأسه ، وبقي الاعلام الاسرائيلي صامتا ازاء هذا الحادث اللهم الا  نشر خبر  صغير مقتبس من الناطق باسم الجيش الاسرائيلي يعلن فيه اصابة مواطن اجنبي بجروح بسيطة اثناء تعريضه حياة الجنود للخطر .
حالة توم هورندل نضيفها الى عديد الحوادث التي طالت الناشطين الدوليين في فلسطين ، منهم من جرح ومنهم من استشهد في سبيل افكاره وعقيدته الداعي الى عالم  خال من الاحتلال والاستعمار والاستغلال ونضيف الى هؤلاء الشاب جيل ورفاقه الذين يتصدون لسياسة شارون الفاشية والعنصرية جنبا الى جنب مع جيرانهم الفلسطينيين ونقول لجميع هؤلاء بانهم اخواني ورفاقي في المعركة ظد الفاشية والعنصرية وليس كما يفعل بعض المتمكنين في الاعلام الاسرائيلي في التفريق بين ضحية واخرى في هذا الصراع الطويل .
حسين خميس .
1/1/04.فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه