الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق غيت

جودت هوشيار
كاتب

2008 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


عشرة آلاف وثيقة و رسالة ألكترونية تتحدث عن كيفية استخدام البنتاغون للمحللين العسكريين من أجل الترويج لسياساتها و آرائها عبر و سائل الأعلام الأميركية و العالمية فى قضايا و مسائل فى غاية الخطورة و الحساسية مثل الحرب على العراق و انتهاك حقوق الأنسان فى معتقل غوانتانامو.
و كانت صحيفة New York Times ) ) قد حصلت على تلك الوثائق فى و قت سابق و لم تستطع نشرها الا بعد نزاع قضائى طويل و مرير أنتهى لصالح الصحيفة حيث نشرت عنها تحقيقا صحفيا واسعا فى عددها الصادرفى العشرين من نيسان / ابريل الجارى .

و ليس من المبالغة فى شىء القول أن ( التيويورك تايمس ) قد فجرت قنبلة الموسم الصحفية ، فالمعلومات المنشورة تلقى ظلالا من الشك على مصداقية أقوال المحللين العسكريين الأميركيين الذين ذاعت شهرتهم فى السنوات الأخيرة بفضل ظهورهم المتكرر على شاشات أشهر القنوات الفضائية - Cnn , Nbc , - Cbs , Abs , و كذلك نشر المقالات الكثيرة سواء فى الصحف المحلية أو فى الصحف الكبرى مثل Wall Street Journal و فى New York Times ذاتها .

و يقف تورى كلارك المدير المساعد للأعلام فى البنتاغون ، وراء هذه الحملة التى كان الغرض منها ظهور أصوات ( مستقلة ) فى وسائل الأعلام تؤيد سياسة الحكومة الأميركية فى ضرورة الهجوم على العراق .

و كانت مهمة هؤلاء المحللين تتلخص فى الأستحواذ على " عقول و قلوب " الأميركيين و الأيحاء لهم بأن أدارة الرئيس بوش تتحاشى أخطاء حرب فيتنام .
و قد أقر دونالد رامسفيلد – وزير الدفاع فى ذلك الحين - الخطة الموضوعة و الهادفة الى خلق نوع من ( حصان طروادة ) داخل الفضاء الأعلامى الأميركى
، قادر على الدفاع عن آراء و أفكار الحكومة من دون أن يكونوا ممثلين رسميين لها .

و تم على هذا النحو و ضع ما اطلق عليه ( آلية الأستشارة ضمن حلقة ضيقة ) عندما يلتقى هؤلاء المحللون – و هم جميعا من كبار ضباط الجيش الأميركى المتقاعدين - مع ضباط رفيعى المستوى فى وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون ) . و قد شارك أيضا فى مثل هذه الحلقات كل من رامسفيلد و وزير العدل السابق ( البرتو غونزاليس ) و نائب الرئيس الأميركى ديك تشينى . و كان القصد من هذه اللقاءات ، الأيحاء للمحللين بما ينبغى أن يرددوه عبر وسائل الأعلام من دون الأشارة الى أسماء هؤلاء المسؤولين . و قد سمح لهم أى للمحللين بالأطلاع أحيانا على بعض المعلومات السرية بهدف التأثير فى آرائهم ، كما رتبت لهم ست زيارات الى العراق خلال الأزمات .

وفى صيف عام 2005 ( عندما تسربت معلومات على نطاق واسع بشأن انتهاكات حقوق الأنسان فى معتقل غوانتانامو فى كوبا ) نظمت البنتاغون زيارة لمجموعة من المحللين الى هذا المعتقل، ليقوموا بعد عودتهم برسم صورة ايجابية عن ( السوبر معتقل ) الأميركى المريح .

و كعادتها قامت البنتاغون بتكليف و كالة خاصة للقيام بمراقبة ما يقوله أو يصرح به هؤلاء المحللون فى اللقاءات التلفزيونية و الأذاعية و الصحفية أو ما ينشرونه فى الصحف و المجلات من مقالات . من أجل أختبار أخلاصهم و مصداقيتهم ( من وجهة نظر البنتاغون بطبيعة الحال ) . و كانت التقارير المرفوعة الى البنتاغون عن نشاطات هؤلاء المحللين أيجابية دائما .

و قد تركز اهتمام New York Times على مسألة مهمة و هى أن وراء قيول المحللين للقيام بهذا الدور ، كان ثمة فى معظم الأحيان مصالح خاصة لأن هولاء الجنرالات المتقاعدين كانوا فى كثير من الأحيان بعملون بصفة ( مستشارين ) فى مجال الأمن للشركات الخاصة ، التى كانت تتنافس فيما بينها لأبرام صفقات أسلحة مربحة .

و كانت اللقاءات المتكررة مع قادة البنتاغون يوفر لهم فرصا ذهبية لتسهيل الفوز بعقود وزارة الدفاع .ناهيك عن المردود المالى لأشتراكهم فى اللقاءات التلفزيونية ، حيث كان كل واحد منهم يتقاضى ( 500 – 1000 ) دولار عن لقاء اعلامى قصير قد لا تتجاوز مدته بضع دقائق . و كلما تكرر ظهور هذا المحلل أو ذاك على الشاشة زاد نصيبه من المكافئات .

و يقول برايان و يتمان - وهو احد كبار موظفى البنتاغون – " ليس من المفهوم قط كيف تم نحويل الجنرالات المتقاعدين الى دمى تحركها وزارة الدفاع ؟ .
و هؤلاء معروفون جيدا بدءا من الجنرال المتقاعد دون شيبارد من Cnn الى بوب سكولس من Fox








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران


.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24




.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز


.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م




.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو