الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة دمشق ..تخاذل عربي ولعب على المكشوف

علي جاسم

2008 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


دق الحكام العرب المسمار الاخير في نعش علاقتهم مع العراق ،وكشفوا عن وجوههم التي افزعته عجلة الديمقراطية العراقية التي تجري بشكل سريع ، فالقمة العربية التي عقدت مؤخراً في دمشق كانت نهاية المسرحية التي حرصت الدول العربية على توزيع ادوارها بشكل متساوي كي يضيع دمنا بين القبائل ، فالموقف السلبي للقادة العرب اتجاه العراق ليس جديداً انما ابتدأ مع سقوط النظام الصدامي ودخول العراق مرحلة جديدة تستفز الحكام العراب وهي مرحلة الديمقراطية التي تتقاطع بشكل تام مع سياستهم التسلطية ،وقبل الحديث عن فضيحة القمة العربية وتحيزها الواضح ضد العراق نتطرق لبعض مواقفهم المخجلة في المحافل الدولية السابقة.
لقد حرصت الدولة العربية على محاربة التجربة العراقية الجديدة وعملت بشكل دؤب على افشالها منذ تشكيل او حكومة عراقية فلم تبادر اية دولة عربية مع وجود بعض الاستثناءات لارسال سفراء ودوبلماسيين الى العراق متحججين بالوضع الامني ، ولم يكتفي العرب بذلك بل انهم قاطعوا وبشكل مباشر وغير مباشر الحكومات العراقية المتعاقبة وحاولوا اتهام الحكومة العراقية بانها حكومة احتلال وهم يدركون جيداً بان العراق الدولة العربية الوحيدة بعد لبنان يعتمد صناديق الانتخاب كبوصلة تؤشر ملامح حكومته وليس انتخابات صورية معروفة نتائجها مسبقاً كما يحدث في دول المنطقة ،اضافة الى عدم اقدام اي رئيس او مسؤول عربي لزيارة العراق وعندما زارنا الرئيس الايراني اقاموا الدنيا ولم يقعدوها وسخروا كل وسائلهم الاعلامية للنيل من تلك الزيارة والتقليل من اهميتها الاستراتيجة .
اما على المستوى الامني فان الحديث طويل فاغلب مصادر الارهاب وتمويله من دول الجوار التي تحولت اراضيها الى معسكرات لتفريخ الارهاب وتدريبه اما حدودهم فاصبحت مكشوفة امام المتسللين بل انهم ساعدوا الارهابيين وبشكل مباشر في دخولهم الى العراق ، وحرصت الاجهزة الاستخباراتية العربية على توفير المناخ الملائم للارهاب للعمل في العراق بحرية وقتل علمائه ورموزه العلمية والادبية وقتل الاطباء والمثقفيين .
ان "لاخوتنا" العرب دور مخزي في محاربة العراق وبمختلف المحاور والاتجاهات ، يدعون زيفاً بان العراق يقبع تحت سلطة الاحتلال في حين لاتخلوا دولة عربية من وجود قوات امريكي على اراضيها والتي لايوجد لديها قواعد عسكرية امريكية فانها تطيع بشكل تام الاوامر الامريكية وتنفذها على الفور ومحاملته الوفود العربية المشاركة بقمة دمشق من املائات امريكية دليل على ذلك.
اما على المستوى الاقتصادي فلعب العرب في اوراق كثيرة لضرب الاقتصاد العراقي ومنعه من الازدهار والتقدم فشجعوا الارهاب على ضرب منشأتنا النفطية والانابيب الناقلة للنفط وحثوهم على حرق المركبات والشاحنات المحملة بالمواد الغذائية وهناك ادلة كثيرة على ذلك اما دورهم الاكثر خطور والذي يعكس احقادهم الدفينة على الديمقراطية كان واضحاً عندما طالب العراق باطفاء ديونه غير الشرعية لهم، ففي الوقت الذي اسقطت به الدول الغربية جميع ديونها على العراق عبر نادي بارس وصندوق النقد الدولي فان الحكومات العربية ظلت مكتوفت الايدي ازاء ذلك ولم تحرك ساكناً بل ان بعظهم استخدم تلك الديون وسيلة ظغط على الحكومة العراقية لتحقيق مصالحها واجنداتها الخاصة .
الى جانب ذلك فان للعرب مواقف مخزية كثيرة سجلها العراقيون وحفظوها عن ظهر قلب لان الايام كفيلة باعادة العراق الى ممارسته دوره الحضاري والسياسي على الصعيد الدولي وحينها سنتعامل مع الجميع على اساس مواقفهم وتصرفاتهم ازاءنا ومنها الهجمة الاعلامية الشرسة التي شنتها وسائل الاعلام التباعة للانظمة العربية ومحاولتها المتكررة في خلط الاوراق وتكريس الفتنة الطائفية بين العراقيين واصدار فتوى الجهاد العلنية ضد ابناء العراق وفبركة القصص والمسلسلات الوهمية اضافة الى احتضان عدد كبير من مسؤولي النظام السابق والارهابيين في حين كانوا الى حد قريب يغقلون ابوابهم بوجه المعارضة العراقية ومنعها من ممارسة نشاطها ، فضلاً عن اقامتها لمجالس العزاء للطاغية صدام متجاهلين الدماء التي اراقها هذا الطاغوت من اجساد ابناء شعبنا العراقي، وغيرها من المواقف السلبية التي سجلت على الانظمة العربية.
وفي قمة دمشق انكشفت الصورة امام الشعب العراقي والشعب العربي الذي وضع القطن على اذانه منذ سنوات طويلة واصبح اللعب على المكشوف عندما اذيع البيان الختامي للقمة والذي تجاهل مايحدث في العراق من اعمال بربرية تستهدف شعبه ومؤسساته الخدمية والصناعية ولم تدن الارهاب الاعمى التي ساهمت بشكل مباشر في ايجاده وكذلك افتقر بيانها الختامي على اي دعم للحكومة العراقية المنتخبة او الاشادة بدورها في محاربة الارهاب الدولي وقطع جذوره من العراق .
لقد تعودنا في ايام الدراسلة الاعدادية كلما عقدت قمة عربية على ترديد عبارة "اتفق العرب على ان لايتفقوا" لكننا اليوم نقف امام منعطف خطير للانطباعات الجديدة التي سوف تحملها هذه العبارة لانها تحولت بعد قمة دمشق الى"اتفق العرب على محاربة حكومة وشعب العراق وضربها بكل قوة من اجل اجهاض التجربة الديمقراطية" لـذا ينبغي ان لانتأمل خير من الحكام العرب لانهم مثلما باعوا فلسطين في المزادات الدولية اليوم يسعون الى بيع العراق ولكن هذه المرة في اسواق الخردة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا