الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل قطر وقناة الجزيرة

جمال هاشم

2008 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بلع السيد فيصل القاسم لسانه وتوقف جهازه الصوتي عن الصراخ الأسبوع الماضي حين حلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ضيفة على إمارة قطر للمشاركة في أشغال ندوة دولية حول الديموقراطية وأشياء أخرى لا وجود لها في المنطقة...والغريب في الأمر أن السيد فيصل القاسم كان سيقيم الدنيا ولا يقعدها لو حلت هذه الضيفة بأية دولة عربية وكان سيستعمل قاموسه المعهود المبني على الإدانةوالتخوين والعمالة للإمبريالية والصهيونية ، والتطبيع والإنبطاح ... هذا القاموس الذي يستعمله كذلك أعضاء جوقته الذين يشاركونه دوما في عزف سمفونيتهم الحنجورية كعبد الباري عطوان وخالد السفياني وخالد مشعل وكل بقايا القومجيين والإسلامويين المتمكنين من ناصية الخطابة التحميسية ، لكن بخلاف ذلك كان بعض رموز هذه الفئة حاضرين في القاعة الفخمة التي احتضنت الندوة ، إلى جانب السيدة ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية . إن الإشكال لايتعلق بحضور ليفني أو غيرها من القادة الإسرائيليين الذين استقبلتهم قطر وغيرها قبل ذلك ، بل المشكل في المزايدات التي تبني عليها الجزيرة خطابها والتي تشبه سياسة ذلك الجمل الذي يعتز به القطريون والخليجيون بصفة عامة والذي لايرى سنمه وإنما يرى أسنام الجمال الأخرى فقط هذا هو الكيل بمكيالين الذي يحدد طبيعة الخطوط الحمراء المرسومة لقناة الجزيرة لدكتورها القاسم ، فلو كان ديمفراطيا حقا لخصص حلقة من برنامجه الإتجاه المعاكس حول مشروعية عقد مؤتمر دولي حول الديمقراطية من طرف دولة هي أبعد ما تكون نموذجا للديمقراطية ، فما معنى أن تعقد هذه الندوة في بلد لازال لم يعرف معنى حزب سياسي أو نقابة أو جمعية حقوقية ، ولازال لم يدخل التجربة البرلمانية الحقيقية من بابها الواسع ، هذه هي محاور حلقة الإتجاه المعاكس الحقيقية بدل الإنشغال بكل مشاكل الدنيا ماعدا مفارقات التجربة القطرية . ومن محاور هذه الحلقة المتخيلة التساؤل عن طبيعة تواجد أضخم القواعد العسكرية الأمريكية على أرض قطر قاعدتي العيديد والسيليةواللتان لاتبعدان إلا بضعة أمتار عن مقر قناة الجزيرة التي لاترى ولاتسمع ولاتتكلم ، إلا عن قضايا خارج الحدود القطرية ، فالأمريكيون مثلا في العراق أو في السواحل اللبنانية مرفوضون لكن تواجدهم بقطر أمر عادي ... والقناة لاتخجل حين تتحدث عن مشاكل الدول العربية وتصل إلى مستوى تخوينها وتصور البلاد التي تنطلق منها وكأنها قاعدة الثورة القومية البترولية الإسلاموية الجديدة ... إن الذي يريد أن يناقش قضايا الديمقراطية والتنمية عليه أن يعطي النموذج العملي بتطبيقه الفعلي لآليات الدمقرطة الحقيقية والسماح للناس بإنشاء الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات ، ومعاملة المواطنين على قدم المساواة وعدم إقصاء القبائل المعارضة ... كما أنه على قناة الجزيرة التي تحاول أن تعطي دروسا للجميع أن توجه كاميراتها صوب القواعد العسكرية الموجودة بجانبها وصوب العلاقات القطرية الإسرائيلية والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين بدل أن تغمز وتلمز وهي تتحدث عن قادة مصر والسعودية والأردن والمغرب ولبنان ... لأن الجميع في الهم سواء والتفاوض مع العدو ليس جريمة إذا كان الفلسطينيون أنفسهم يتفاوضون مع الإسرائيليين بشكل مباشر أو بطريقة سرية في حالة حماس ، كما أن فتح القناة لرموز التيارات الدينية المتطرفة المعادية لأي نموذج ديمقراطي هو مساهمة في عرقلة اي تطور حقيقي للشأن السياسي والإجتماعي العربي وتشويه لحقيقة الإسلام التي لايمكن أن تعبر عنها لاتسجيلات بن لادن ولا تصريحات الظواهري المليئة بالحقد والكراهية للحضارة الإنسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا