الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة التوافق ولعبة المكاسب

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 4 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من اجل تحقيق المزيد من مكاسب المناصب والسلطات ، درجت جبهة التوافق التي يقودها الحزب الاسلامي العراقي ، على لعبة تهديدات وانسحابات تساومية مع نوري المالكي ، طمعا في المزيد والمزيد من المناصب اولا ، ولغرض الظهور امام سنة العراق ، التي تدعي تمثيلهم ،
بمظهر الرافض لما يجري على الساحة العراقية من قتل وتجويع وتهجير
وسرقات وفساد اداري ومالي ثانيا . ومنذ ايام بدأ اركان هذه الجبهة حملة دعائية تروج لعودتهم الى وزارة المالكي : ( بعد ان وافق المالكي على شروطهم ) ، بحسب تصريحاتهم . فماذا سيقدم اركان هذه الجبهة بعد عودتهم ، غير المحمودة ، الى حكومة المالكي للمواطن العراقي ، او على الاقل لناخبيهم من السنة ؟ هل سيعيدون الامن والامان الى الشارع العراقي ، وهو اهم مطلب للمواطن العراقي ؟ ام سيعيدون التيار الكهربائي الى منزله ؟ ام سيعيدون الماء الصافي الى انابيب نقلها التي يأكلها صدا الجفاف منذ خمسة اعوام ؟ ام سيعدون الحياة الى مفردات البطاقة التموينية ، ام سيجدون حلا لمشكلة البطالة التي تعطل نصف ثروتنا البشرية ... ام ... ام ...
واذا ادعت هذه الجبهة الان عزمها على تحقيق كل هذا ، فما الذي منعها من تحقيقه عندما كان وزرائها في مناصبهم ونوابها يأكلون سندويشات
الهمبركر الامريكي في كافتريا البرلمان ؟ ما الذي استجد في خطط واجندة المالكي لينازل امام من خذلوه وتخلوا عنه ، بانسحابهم من حكومته ، على امل اسقاطها ؟ اعرف ان السياسة هي فن الخداع واستخدام الاخرين ، ولكن المقابل – الفريق الذي تدعي جبهة التوافق ملاعبته – هو الاخر يعرف ويجيد فن هذه اللعبة ؛ فلماذا ستنتصر هي عليه وفي هذه المرحلة بالذات ؟ الحقيقة ان حكومة المالكي والتكتل الذي تمثله لم ولن تتنازل عن
شيء لجبهة التوافق عن ثوابت اجندتها ، لانها ببساطة شديدة مقررة عليها ، مثلما هناك ما هو مقرر على جبهة التوافق مقابل دعمها المادي
وايصال رموزها الى مقاعد البرلمان والوزارة ومجلس الرئآسة ، كممثل اوحد لسنة العراق ، وتغييب ما عداها من القوى ( السنية ) غير الطائفية
عن الساحة العراقية ، بل وابعادها عن العراق من الاساس .. والا ماذا فعلت الشخصيات العراقية المعتدلة وغير الطائفية - السنية بحسب النهج الطائفي الذي اعتمدته قوات الاحتلال – لتطارد وتجبر على مغادرة العراق
، بل ولتمنع من دخول العراق ثانية ،من قبل قوات الاحتلال والادارة الحكومية ، كما حدث مع الدكتور احمد الكبيسي ، على سبيل المثال ، بسبب اصراره على رفض النهج الطائفي وتمسكه بالخيار الوطني الذي يصون وحدة العراق وشعبه ؟ قرار ترك حكومة المالكي لم يكن قرارا
او خيارا ( توافقيا ) بل مساومة مالكية - امريكية بقصد اجبار الجبهة على المزيد من النهج الطائفي والتفريقي .. وهذا ما اثبته ويثبته سلوك اقطاب هذه الجبهة في توزيع حصتها من الامتيازات والمكاسب الوظيفية والادارية ، بحصرها بمنتسبيها ومن يختارون الانتساب اليها مقابل منصب اداري او بعثة دراسية او وظيفة دبلوماسية في احدى سفارات العراق في الدول الاوربية . وانصع دليل على ما اقول تصريح
احد اقطاب هذه الجبهة – عن الحزب الاسلامي – الذي يتهم فيه خلف العليان – اضعف فرقاء هذه الجبهة – بانه يقود حملة ابتزاز ضد الجبهة للفوز بالمزيد من المناصب والمكاسب ! فالى متى ستستمر هذه اللعبة ،
التي لا احد يدفع ثمنها غير المواطن البسيط ، من دمه وامنه ومستقبله في بلد تتسرب وحدته الوطنية من بين اصابعه ؟ وكيف للمواطن ان يثق بجبهة يختلف اشخاصها على توزيع حصص المكاسب والمناصب ، فيما بينهم ، وكأنها مغانم شخصية ، وليست تكليفا لاداء واجب وطني ؟ واذا كان هذا هو حال القوى التي تدعي الوطنية وخدمة المواطن ، فلم نلوم المحتل على افعاله ، وهو الذي لم يأتي الا من اجل تحقيقها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى