الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية تتابع الاجيال في الحزب

محمد نفاع

2008 / 4 / 25
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


أحصر هذه المساهمة المتواضعة في الموضوع الهام في الحزب الشيوعي، الذي تشمل صفوفه رفيقات ورفاقا من مختلف الاجيال، من حيث العمر، والعمر الحزبي، فيه القدامى جدا، وفيه الجدد. ولهذا الواقع اهمية كبيرة، فيه العراقة وفيه الاستمرارية، فيه التجربة الغنية، وفيه اهمية الافادة منها، وفيه تغيرات الزمن والظروف، وقدرة الحزب تظهر ويجب ان تظهر في اخذ المتغيرات بعين الاعتبار دون المس ابدا بالفكر والتنظيم والجوهر الاممي الطبقي الثوري للحزب الثوري، قد يتأثر التنظيم في بعض نواحيه مثل الخلايا الحزبية، او القوانين ذات الصلة بالاحزاب عامة، او حتى آلية العلاقة بين مختلف الهيئات اعتمادا على تطور وسائل الاتصال وغيرها..
لقد نشط الرفاق القدامى في ظروف اخرى، قد تكون اكثر صعوبة في مختلف المجالات، واكثر وضوحا في الخارطة السياسية المحلية والعالمية، وبانضباط تنظيمي اخلاقي يشار اليه بالبنان، قبل غزو التعددية ومحاولة المس بالتوازن في مبدأ المركزية الدمقراطية والانهراق وراء الدمقرطة المشوهة احيانا، وطرح احترام رأي الاقلية والعديد العديد من هذه المستجدات، اقول ذلك ليس من اجل التسفيه الفظ بشكل عام، ليس من السهل ابدا قبول المستجدات الرفاق القدامى، لذلك نرى هذا الحنين المشروع على الماضي وقيمة واخلاقياته، وليس من السهل قبول الماضي بحذافيره لدى الرفاق الجدد في ظروف مختلفة جدا، ولعل من امتع اللحظات واكثرها حيوية وفائدة، الاصغاء الى مداخلات ونقاش الرفاق من هذه الاجيال والتي تعكس هذا التطور بسلبه وايجابه، فالخارطة السياسية اليوم اكثر تعقيدا فيما يتعلق بالعالم الاشتراكي وحركة التحرر والطبقة العاملة والعولمة والخصخصة وانوجاد تيارات وقوى قومية وقومجية وحركات واحزاب دينية خاصة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية، وواجهت الاحزاب الشيوعية ومنها حزبنا العديد من علامات الاستفهام والصعوبات التي اندلقت فجأة على الفكر والتنظيم والنواحي الاجتماعية والطبقية، وتكوم التساؤلات لدى البعض حول نبذ الكثير من معايير الماضي والأخذ بتلابيب الحداثة، وكذلك حول نبذ الكثير من هذه الحداثة والتمسك بقيم ومعاييرالماضي، وساد الرأي القائل بالتمسك بكل ما هو ايجابي وأصيل من القديم والحديث. ان الحزب الذي كان في المعارضة الواضحة والمبدئية في العديد من المجالات، تعددتمهامه اليوم حيث اصبح في مراكز قيادية في عدد من هذه المجالات، وواجه السؤال المشروع:ليست القضية ان تصل الى الحكم فقط، بل كيف تحكم!! وينطبق هذا بالاساس على المجال البلدي.
واصبح الجانب النظري الفكري اكثر تعقيدا، وهذا يتطلب البحث والدراسة والتثقيف بمنتهى الموضوعية والمسؤولية، والا تصبح الايديولوجيا مظلة مبتذلة يلوّح بها كل من لديه ذاتية زائدة بدل الطموح المشروع، فاظهار الذات والشخصنة من مدلوقات الخصخصة والاعلام والعولمة وكل هذه المشتقات التي تؤدي الى التنافس الشخصي المحموم احيانا في المجتمع والاطار السياسي، ويصطدم النشاط الحزبي باهتمامات الاجيال الشابة التي كانت معدومة بمعظمها في الماضي، ولا يمكن تسفيه هذه الاهتمامات ولا خدش الجيل الشاب ابدا وقدرته واستعداده للعطاء الهائل في النضال البطولي السياسي والثقافي والاجتماعي، لكن الامكانيات والآلية لدينا لا تفي بالحاجة الماسة.
ان هذا المزج بين الاجيال المناضلة من الاهمية بمكان اذا كانت نقطة الانطلاق موضوعية ونزيهة واذا كان الهدف والوصول الى الهدف يعتمد على التمسك بكل الثوابت الاساسية والجوهرية المطلوبة بعمل جماعي مدروس، وعدم غمط حق احد في ابداء الرأي والتصور، وفي جو من الثقة والمسؤولية ورؤية الماضي المشرف المشترك والحاضر والمستقبل المشترك في النضال من اجل قيم السلام العادل والمساواة والدمقراطية، مستقبل الاشتراكية والاممية السامية، فللجميع دور في هذه المسيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza