الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما ليس في الحسبان.. هشاسة محاور السياسة في الغراق

عبد العالي الحراك

2008 / 4 / 26
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


الوقت تغير والايام تختلف وحل في العراق ما ليس في الحسبان . فلا سقوط مروع كالذي حصل للنظام السابق كان في الحسبان . ولا احتلال امريكي بهكذا تدمير وقتل و قسوة على الشعب كان في الحسبان. ولا سيطرة احزاب الاسلام السياسي على المشهد السياسي الرسمي والشعبي في البلاد كان في الحسبان . ولا اختفاء للاحزاب الوطنية والقومية واليسارية عن الساحة السياسية الوطنية بهذا الشكل كان في الحسبان . وبهذا الجمع من الحسبان واللاحسبان يعيش العراق مأساته ومعاناته وضمن هذا الوضع المأساوي تتحرك في العراق ثلاثة محاور سياسية رئيسية تسيطر على الحكم والسلطة وتتلاعب بمشاعرالشارع العراقي عاطفيا كما تشاء. وهي المحور السياسي الشيعي والمحور السياسي السني والمحور السياسي القومي الكردي , جميعها محاور سياسية تآلفية , جمعها لذواتها حالة الشعورالذاتي بالضعف والمظلومية , فأتكأت على المذهبية والطائفية والقومية لتحقيق مصالحها الضيقة المحصورة بالطائفة والقومية , ويسعى كل محور سياسي منها الى تحقيق المزيد من المنافع والمكاسب لاحزابها وتابعيها . وكان الكاسب الاول وما يزال يسعى الى المزيد هو المحور الكردي , حيث انعزل في الشمال بشعبه وابناء قومه ورفع عاليا سقف مطالبه وحقق ما حقق اقليميا , وهو يسعى الى ضم كركوك الان . واقتصاديا فحصته المالية من خزينة الدولة قد تفوق نسبته السكانية الحقيقية وقد ثبتت دون احصاء رسمي لسكان العراق ومن ضمنه كردستان العراق وكذلك تصرفه بالنفط والغاز الموجود في المنطقة كما يشاء. وسياسيا فقد ضمن مواقع سياسية حساسة في الدولة والحكومة والبرلمان وفي القضاء . وهو في المرتبة فوق الثانية وتحت الاولى بقليل . اما المحورالسياسي الشيعي فغنيمته السياسية تكمن في الصراع المستمر على منصب رئيس الوزراء , وان حسم لحزب الدعوة الاسلامية , الا انه كلفه انشقاق الحزب الضمني وتمحور قادته وكوادره في محورين على الاقل , وهما محوررئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ومحوررئيس الوزراء الذي سبقه المصدوم ابراهيم الجعفري , وما قد يترتب على ذلك من مؤامرات داخلية في الحزب وتكتلات ثانوية. اما ما دون رئاسة الوزراء فهو مأساة , حيث انتشرت حالات عدم الكفاءة والمحسوبية والمنسوبية والفساد المالي والاداري وانتشار الطائفية بشكل مخيف والصراعات الثانوية بين احزاب الائتلاف ذاتها , التي وصلت الآن الى حد الاقتتال من اجل السيطرة على مجالس المحافظات في الانتخابات القادمة . المحور السياسي السني فقد جمع شتاته , لانه اصطدم بواقع جديد بعد سقوط النظام السابق , اثر على كل حساباته الورقية واحلامه النرجسية في ان الحكم في العراق يجب ان يستمرامتدادا للحكم في البلدان العربية الاخرى الذي هو امتداد عربي عشائري مذهبي لهم وانه الاكفأ والاكثرملائمة لتلك الاحلام والطموح. الى ان حل الفأس بالرأس وتناصروا مجتمعين بعد ان كانوا متفرقين واشتركوا في العملية السياسية , كي لا يخسروا كل الكيكة العراقية ويسن الشيعة والاكراد دستورا لهم ويبقى السنة خارج الميدان. ضمن هذا التفكير المبسط للقوى السياسية العراقية , يعيش الشعب العراقي مأساة كبيرة , وقادته الحاليين ليسوا بمستوى انقاذه من هذه المأساة, لانهم وكأنما اكتفوا بما حصلوا عليه , وكل يتحين الفرصة للحصول على المزيد , ولم يظهر في الافق تحرك وطني شامل يعطي امل في الانتقال الى حالة افضل تضمن الخلاص . لقد غاب من يحب الوطن كل الوطن وتضخم من يحب ذاته وابناء قومه ومذهبه , تقوقعوا في السلطة الزجاجية وتركوا الشعب يعاني من الجوع والخوف والقتل . والوطن مهدد بالتقسيم وسيطرة المحتل الاجنبي والمحتل الجار. يشعر الوطني المخلص بقشعريرة لما يحصل , وبدوار في الرأس مما يحس ويتصرف المسؤؤلون. ما يدورالان من حرب وقتال في البصرة ومدينة الصدر بين ابناء الشيعة انفسهم بعيدا عن تفهم سياسي للازمة العامة والازمة بين الاحزاب الحاكمة قد يؤدي الى مزيد من القتال والتدهور. والخاسر النهائي هو الشعب العراقي والرابح هو المحتل الامريكي والمحتل الايراني . ادعو المخلصين العراقيين في الداخل ان ينتبهوا ويزيدوا انتباههم الى ضرورة توعية الناس وحثهم لدعم المحور السياسي الوطني الديمقراطي الذي ينقذ البلاد من هذه الحروب الجانبية وان يرتقي الجميع الى تحمل المسؤؤلية الوطنية وليس فقط مسؤؤلية العشيرة او المذهب او الطائفة او القومية لان الوطن العراق هو المستهدف وشعب العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني ينتزع فوزًا تاريخيًّا في البرلمان | #مر


.. زعيم حزب العمال البريطاني ينتظر تكليف من الملك لتشكيل الحكوم




.. ما المتوقع بعد فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة


.. ريشي سوناك: حزب العمال فاز في الانتخابات وحزبنا يواجه هزيمة




.. انتصار ساحق لحزب العمال في انتخابات بريطانيا أنهى هيمنة 14 ع