الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إِرثٌ لي .....

شذى توما مرقوس

2008 / 4 / 26
الادب والفن



2008

حفرت الذكرياتُ أعماقي
وأستحضرت كُل الأعِزاءِ من أمواتي
أَحْياءً اليّ عادوا ......
ومرّوا بلحظاتي وأوقاتي
فنادتني أُمي بعُمقِ الحنانِ
وأبي للعشاءِ دعاني
حيثُ كُنتُ ........
تركتُ مقلوباً كتابي
وعلى السُلمِ تقافزتُ الى الأحضانِ
كطفلة لا تستكينُ..... تمايلتُ
ضحِكت أُمي .......
وحَذَّرَني أبي : بُنيتي أنتبهي !
ألذَّ ما طبخت أُمي ......
مع المحبةِ في صحني أتاني ....
قدمّهُ لي أبي :
" كُلْي صغيرتي هذا لذيذُ الطعامِ "
فأنقضى المساءُ
بحُبِّ والديّ تنّعُماً
لكنّ .......
منجل الليلِ دُجىً......
من قعرِ الذكرى أجتثني
للواقعِ ردّني .......
إِليهِ رماني
فزِعتُ ..... صرختُ :
" أمي ، أبي .....
أين فانوسنا؟ .... أين الشموع ؟ "
صدى السؤال مُرّ الحقيقةِ قالها
في القلبِ كواني ......
نسيّ أبي قُبعتهُ عندي
وتلاشى طيف أُمي
وحدي أنا
ياوحشة ليلي
يا غُربتي عن مكاني .......
ويا قسوة ماضٍ
فرَّ هارباً ببقايا أحلامي .......
بآماني واطمئناني

في أنكساري
في رجائي
في زفيرِ ليلٍ
وشهيقِ صُبحٍ
" حنونّة أُمي " فوق كفيّ تدورت
همست اليّ أَمْلاً .......
وخبرتني :
" صباحُكِ ضوءٌ بُنيتي ......
رِثْي عنّا قافلة الأماني "

2008

مُلاحظة : ( الحنونة ) هي خُبزٍ تخبزهُ الأم على شكل قُرصٍ دائري صغير لأدخال السعادة على قلوب أطفالِها وهم يقفون أو يلعبون الى جانبها وهي تخبُزُ الخُبز في التنور الفَخَّاري المصنوع من الطين ( معروف في الذاكرة الشعبية العراقية القديمة ) فتعطيهِ لهم ليستمتعوا بلذة أكلهِ ويفرحوا ويُطلق على هذا القرص الدائري الصغير من الخبز " الحنونة " في الدارجة الشعبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً