الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب المغربي بين المطرقة والسندان (1)

إسماعيل الحمراوي

2008 / 4 / 25
حقوق الاطفال والشبيبة


لاشك أن الواقع المغربي يفرض نفسه ويرمي بأزماته على شباب اليوم، فكثيرا ما نسمع بشعارات ترفع:
الشباب رافعة أساسية للتنمية
الشباب رجال المستقبل
الشباب عماد المجتمع
لا تنمية بدون مشاركة الشباب...
وغيرها من الشعارات التي اغلبها في العمق خطابات ترقيعية لا تعبر عن الواقع ولا تعبر عن نية مستعمليها. فإلى متى سيبقى الشباب المغربي أسير الكلام الفارغ وإلى متى سيتحرر من سياسة " الترقيعولوجي" التي تنهجها المؤسسات المغربية ليرتقي إلى واضع السياسة الوطنية ومساهما فيها. أولا تقولون أن الشباب هو أساس التنمية؟ أولا تصرحون أن الشباب عماد المستقبل ؟وأين خطاباتكم المناسباتية التي تضع قضية الشباب من أوائل القضايا الوطنية؟؟؟..، كلها تبقى حبرا على الأوراق الانتخابية ترمى في الشوارع والأزقة وتدوس عليها الأقدام وتنسى عند تحقيق الغايات مصداقا لقول الرفيق ميكيافلي "الغاية تُبرر الوسيلة" فغاياتهم بررت وسائلهم حسب فهمهم، وتجاهلوا عند وصولهم غاياتنا وبذلك أصبحت وسائلهم باطلة بعدم تحقق شروطها الموضوعية وراهنت على جوانب ذاتية لا علاقتها بمسألة خدمة الصالح العام.
فأين الوعود التي قدمتم لشبابنا؟ وأين العهد الذي قطعتم على عاتقكم بتحقيقه لهم؟، أين دفاعكم ونضالكم ومواقفكم؟؟؟..أين وأين...وأين..
فهذا ليس خطابا للرأفة أو الاستعطاف وليس كلاما من أجل الكلام بل هذه حكاية من حكايات الواقع الذي فرض نفسه وجعل شبابنا يتكلم جميع اللغات ويعبر عن الأزمة بطريقته ويذكركم أو بالأحرى ينبهكم بالرجوع الى الصواب.
فالشباب لا ينتظر من الآخر لقمة عيش ولا ينتظر مساعدات بل يطالب بفتح المجال أمامه وإعطائه المشعل وسترون آنذاك ماذا يمكنه أن يفعل...
ترون الشباب يبرز بشكل قوي في الرياضات...ترون الشباب يستعملون في الحروب وفي ساحات القتال...ترون الشباب في المظاهرات والاحتجاجات...ترون الشباب كخزان انتخابي... لكن لماذا لا تتركوه يبدع في مجال السياسة والتنمية ولماذا لا تتيحون الفرصة له ليحقق مطامحه و قناعاته ويكون مشاركا ومسؤولا عن مشاركته في المجتمع...
ان قاعدة الهرم السكاني بالمغرب قاعدة شابة تقدر ب 38 °/. لكنها تبقى مهمشة ومنسية... فلماذا كل هذا؟
تلك أسئلة تطرح نفسها؛ تطرح على الأب كما تطرح على المعلم وتطرح على الأحزاب كما تطرح على الدولة بجميع مكوناتها. إن الشباب المغربي اليوم بين المطرقة والسندان يعيش عيشة العصفور السجين الذي يغرد وراء القضبان يعتقدون انه يتبجح بصوته الرنان لكنه يبكي شوقا للحرية والسلام، فالشباب يحتاج للحرية في التعبير من اجل المشاركة غير المقيدة وغير المكبلة برقابة "الكوطا" التي حصحصة المشاركة الشبابية وتركتها فضفاضة التعامل في نسبة محتشمة لا ترتقي إلى تطلعات الشباب.. فتجد المؤسسات تتلاعب في ترتيب بيوتها بين "كوطة" النساء و"كوطة" الشباب لا من اجل ضمان حقوق التمثيلية بل غاية في تزيين وتجميل المقاعد قط وحتى وإن سلمنا أن التمثيلية قائمة فإنها تبقى خاضعة لمقياسهم وميزانهم الخاص...
فإلى متى ستبقى مؤسساتنا بهذه العقلية...فالزعيم في الثقافة المغربية زعيم مدى الحياة لايمكن لأي ديمقراطيات العالم إزالته إلا ديمقراطية الموت..فزعمائنا يعتقدون أنهم جهابذة المعرفة ويمارسون سياسة التهميش العلني ويعتقدون أنهم البحار والشباب هم الوديان فلكم منا رسالة الزمان " يوجد في النهر مالا يوجد في البحر . مدوا أيديكم ولا تكونوا مع "النعميين" لصراع الأجيال...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لميس:رغم اختلافنا مع بعض مضمون قرار الجنائية الدولية لكنه و


.. اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل اعتقال المهاجرين وتركهم وسط




.. مدعي الجنائية الدولية يتعرض لتهديدات بعد مذكرة الاعتقال بحق


.. مأساة نازح فقد فكه في الحرب.. ولاجئون يبرعون في الكوميديا بأ




.. صلاحيات ودور المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم ا