الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقوياء دائما يكذبون

فاطمه قاسم

2008 / 4 / 26
كتابات ساخرة


نفس الكلمات ,وبنفس عدد الحروف تقريبا,تتكرر هذه الأيام على لسان الناطقين باسم الإدارة الأمريكية , ولكن هذه المرة , تأتي الكلمات ليس ضد العراق الذي تم احتلاله منذ خمس سنوات , ولكن ضد سوريا , بادعاء أن الهدف الذي أغارت عليه الطائرات الإسرائيلية قبل شهور , في منطقة دير الزور شمال شرق سوريا , إنما كان لمنشئة نووية , لمفاعل نووي سوري , ساعدت في بنائه كوريا الشمالية , وكان معدا لإنتاج أسلحه نووية !
المشكلة:
أننا نعلن كذب الإدارة الأمريكية , ونستعين على إثبات الكذب بما سبق وان قالته الإدارة الأمريكية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية , ثم عاد الجنرال كولن باول بعد خروجه من وزارة الخارجية الأمريكية للاعتراف بالكذب , وان كذبته التي عرضها بإتقان يحسد عليه خلال اجتماع لمجلس الأمن , كانت وصمة عار في سجله الشخصي ! وبالتالي فان إعلان كذب الإدارة الأمريكية حول ما قالت عنه انه مفاعل نووي سوري , اخذ من جانبنا جميعا صفه الاكتشاف وأكبرنا واكتفينا بفكرة الاعتراف في الكذب , مع أن القاعدة الراسخة التي لا تجد لها بديلا هي أن الأقوياء دائما يكذبون , الجديد في الأمر ؟
موجات المد الاستعماري والتي قامت بها الدول الاستعمارية القوية , حملت عناوين كثيرة كلها كاذبة بدون استثناء , فقد ادعت تلك الدول أنها تريد تعمير تلك البلاد التي اجتاحتها , وإنها تريد نشر الحضارة بين سكانها البرابرة , وأنها تريد أن تحافظ على حرية التجارة وعلى رأسها تجارة الأفيون , أو تامين حرية الملاحة , أو نشر الديمقراطية كما يقال حاليا , أو حرية العبادة , ومواجهه العنف ضد النساء , واقتلاع جذور الإرهاب, وبقية المسلسل الطويل من الأكاذيب التي صدعت رؤوس أجدادنا , وتصدع رؤوسنا على مدار الساعة والدقيقة .

الأقوياء دائما يكذبون :
ربما تكون صفة الكذب هي واحدة من ابرز الصفات الملازمة للدول الكبرى , وعندما يأتي احد هؤلاء الذين يصنعون الأكاذيب ويعترف بها , أو يعتذر عنها , نصدقه نحن الضعفاء على الفور , ونلجأ إليه ونعتبره شاهد ملك , ونستقبله بحفاوة , وستشهد به في مداولاتنا , التي لا يأخذها الأقوياء بعين الاعتبار , أن كولن باول على سبيل المثال , يبدوا كما لو انه رجل طيب , وقد يصبح سفيرا للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة , وعندما يزورنا في المنطقة قد تذبح تحت قدميه الخراف تكريما لاعترافه بالكذبة الكبيرة , وإذا أردتم مثالا على ضعفنا وسوء أحوالنا , فما عليكم سوى متابعة زيارة الرئيس الأسبق كارتر للمنطقة , وذهابه إلى دمشق ولقاء قادة حماس هناك , وتسابق قادة الثورات التي كانت إذا غضبت صنعت توترا وارتباكا في العالم , وتسابق الجميع بأنه لم يتم تجاهله في الدعوة للعشاء المسموم , وما قيل على لسانه نصا وتأويلا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أن هؤلاء المطبلين والمزمرين ,والمرحبين الشاكرين للرجل طيبته الشديدة , وحرصه الكبير , وما قيل عنه انه اختراق للحصار , هؤلاء أنفسهم هم الذين لعنوه بصفته الشيطان الأكبر تحت دعوى انه الذي صنع أو واهم واخطر اتفاق سلام إسرائيلي مع مصر , مشكلا بذلك اختراقا مدويا ما زالت تداعياته تعصف بنا حتى اللحظة الراهنة , وهؤلاء المطبلين والمزمرين بطيبة الرجل , وصدقه , وحرصه على السلام , هم أنفسهم الذين سيروا ضده المظاهرات الصاخبة , واخترعوا في مواجهته مصطلح لغوي كبير وطنان اسمه الصمود والتصدي , بل شكلوا ضد النجاح الذي حققه جبهة الرفض العربية , وها هو اليوم يستقبل بكل الأمل , وينظر إليه بصفته المسيح المخلص .
وهذا نفسه لا جديد فيه , لأنه هكذا دائما كان يتصرف الضعفاء أمام أكاذيب الأقوياء .
الإدارة الأمريكية :
تقول في كذبتها الجديدة التي لا جديد فيها ضمن مبدأ الأقوياء دائما يكذبون , أنها لم تشارك إسرائيل في استهداف ما يسمى بالمفاعل النووي السوري المزعوم ,
شكرا لكم , هذا فضل لن ننساه أبدا !
وهل كانت إسرائيل بحاجة إلى المساعدة ؟
وهل الطائرات التي قطعت المسافة من إسرائيل إلى ابعد نقطة في زاوية الحدود الشمالية الشرقية هي من صنع إسرائيلي ؟ وهل القذائف الذكية التي دمرت الهدف المزعوم هي من صنع إسرائيلي ؟
وهل ضمان التفوق الإسرائيلي في المنطقة هو قرار إسرائيلي أحادي الجانب ؟
الأقوياء دائما يكذبون :
يعترفون , ويعتذرون , ويكذبون ثانية , في متوالية مستمرة لا تنقطع أبدا , وليس كثيرا أن نكتشف بنوع من الدهشة البلهاء أنهم يكذبون , وعلينا أن نعرف أن هناك كذبة أخرى تترتب لمصلحة أخرى , وهكذا دواليك .
الشيء الوحيد المفيد لنا تحت الحصار , أو تحت الضغط , أو تحت أي شكل من الاستعمار , أو الفقر والجوع , أو الخلاف والانقسام , المفيد الوحيد لنا , هو أن نخرج من ضعفنا , وان نصبح أقوياء, ولا باس ا نكذب ونتهم بالكذب , لا باس مطلقا , المهم أن لا نظل هكذا ضحية لأكاذيب الآخرين الأقوياء , وضحية لصدق الأقوياء , وضحية لحزنهم أو فرحهم , غضبهم أو رضاهم , ما رأيكم نحاول أن نكون أقوياء حتى لو ابتلينا بصفة الكذب .
رحم الله جدي فقد كان دائما يعبر عن سخطه لما تؤول إليه الأحوال بمقوله يبدأها ب " لا حول ولا قوة إلا بالله ياعمي القوي ........................" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا