الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة تصفية الارقام المناوئة

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 4 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أشرت حالة الرد الامريكي السريع على احداث مدينتي البصرة والثورة ( الصدر) ، على قرار امريكي بتصفية معارضي نهج و شكل النظام الذي اختارته للعراق المحتل او من يخنلف مع طبقته . وتمثل ميليشيا جيش المهدي اقوى الفصائل المسلحة التي تختلف مع طبقة ومتنفذي الحكومة العراقية – وليس مع قوات الاحتلال كما يروج قادة هذه الميليشيا – على نظام توزيع حصص المناصب والوظائف وعائدات النفط المصدر والمهرب على حد سواء . بداهة ، من يناهض وجود المحتل في بلاده لايشترك في الادارة السياسية التي ينصبها .. وقيادة ميليشيا جيش المهدي السياسية التي نازعت – وماتزال – حوزة النجف على مناصبها الدينية وعائداتها المالية ، منذ الايام الاولى للاحتلال ، خلافها مع الفئات والعناصر التي مكنتها ادارة الاحتلال من مقاليد الامور في العراق وليس مع ادارة الاحتلال ، التي تشترك ، وماتزال ، في عمليته السياسية .
الرد الامريكي السريع على تمرد جيش المهدي ، التي تتوفر على تعداد ضخم من العاطلين والمتبطلين ، جاء جاء لمنع ارباك توازن معادلة ( العناصر والفئات الشيعية المؤتلفة كجبهة في الائتلاف الموحد ) التي اختارتها ادارة الاحتلال لقيادة العراق خلال هذه الفترة على الاقل . .
كما انها اختارت ان يكون هذا الرد بأسم الحكومة العراقية ( حكومة الوحدة الوطنية ) ، بقصد اقناع ( اقناع العناصر والفئات السنية المشتركة
معها ) بحياد حكومة المالكي وعدم طائفيتها ووقوفها على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب العراقي ومن يشتركون معها في ادارة العملية السياسية من عناصرهم واحزابهم . وبالفعل ، سرعان ما انطلقت جبهة التوافق ( التي تنصب نفسها كممثل للسنة ) ، في الثناء على تصرف المالكي والشهادة له بحيادية حكومته ، وايضا بدئها بالتبشير بعودتها القريبة الى الحكومة ، التي كانت قد انسحبت منها بسبب سلوكها الطائفي وانحيازها ضد المكون الذي تمثله ، بحسب توصيفها ! الامر المهم الذي يكشف عنه الرد الامريكي على جيش المهدي وقيادته الدينية ( مقتدى الصدر ) ، هو تمسك الادارة الامريكية بالشكل والوضع السياسي والامني الحاليين في العراق اولا ، وعدم تفكيرها باي انسحاب من العراق ، في المدى المنظور ، ثانيا ؛ لان حالة التأرجح او الوضع الامني والسياسي المظطربين ، يضمنان لها البقاء والاستمرار على تنفيذ اجندتها في العراق والمنطقة ككل ، دون مشاكل او اعترضات داخل الولايات المتحدة وهيئآتها الدستورية ، او مع الرأي العام العالمي وهيئاته الرسمية المتمثلة بالمنظمة الدولية ومجلس الامن . كما ان هذه المواجهة حققت هدفين مهمين لادارة الاحتلال ، اولهما : تقليم اظافر مقتدى الصدر – كقائد ديني – تمهيدا لعزله عن الساحة واجباره على مغادرة العراق ، وثانيهما اخراج جبهة التوافق ( السنية ) من حالة التي تعيشها واعادتها الى صلب العملية الحكومية ، لعدم قبولها في الشارع ( السني ) ، بسبب سكوتها على السلوك الطائفي السافر الذي انتهجته الادارة الحكومية ضد ابنائه خلال اعوام الاحتلال الخمس الماضية . وليس هذا وحسب ، لان ذلك الرد نجح ايضا مهد لاعادة رسم تشكيلة الائتلاف الثلاثي الذي تتشكل منه جبهة التوافق ، تمهيدا لعزل الفصيل المتشدد فيها والذي يقوده القائد العسكري السابق ، خلف العليان ، الذي طالما اعترض على مهاودة قيادة الحزب الاسلامي للسلوك الحكومي والامريكي تجاه سنة العراق . ويبدو ان قرار تصفية ميليشيا جيش المهدي ورمزها الديني قد بدأ بتحقيق النتائج المتوخاة منه ، وقد كانت اول ثماره لجوء مقتدى الصدر الى ايران ، وتراجع عملها العسكري امام ضربات الجيش الامريكي وقصف طائراته لمعاقله في مدينة الصدر .. واعتقد ان استمرار معالجة القوات الامريكية وما يرافقها من اجراءات تكتيكية داخل هذه المدينة الضخمة ، لن تتوقف قبل وضع حد لحجم هذا الرقم في معادلة الائتلاف الشيعي او ادارة البيت الشيعي ، بحسب توصيف احمد الجلبي وتصفية قيادته السياسية ايضا ،
وهو مطلب حكومي شيعي ، قبل ان يكون مطلبا امريكيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى