الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرقة الأمل من أهلنا في غزة ؟!

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2008 / 4 / 27
القضية الفلسطينية


بصيص من الأمل ظل في عيون الغزاويين عندما يرون سيارات الإسعاف والسيارات التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية تسير لخدمة المواطنين ، وعلى الأخص سيارات الإسعاف حالما يجري اعتداء من قبل جيش الاحتلال المجرم؛ لأن في ذلك إنقاذ لحياة مواطن أو مقاتل .!! مع أن حركة السيارات صارت شبه معدومة في شوارع غزة نتيجة فقدان كل المحروقات التي تسير حركة المركبات .. وبهذا توقفت الحياة تماما في كل أنشطتها ، وأصبحت ترى فقط الشطار الذين يستطيعون شراء المحروقات بأسعار خيالية من السوق السوداء الذي يباع فيها لتر البنزين ( بعشرة دولارات ، بينما سعره الرسمي لا يساوي دولارا ونصف الدولار ..) حتى غاز الطبخ منعت إسرائيل توريده كما كان في السابق ، ويبدو أنها عرفت أن الغزاويين قد استبدلوا وقود سياراتهم التي تسير بالبنزين إلى غاز الطبخ .. وكذلك هناك محاولات تمت فيها استبدال السولار بزيت الطعام ... نعم ! الحاجة أم الاختراع .. نعم ! يا غزة .. لولا بعض الأوباش لسجل التاريخ لك صبرا وتحملا لم يسبق له مثيلا في التاريخ ..
قبل أيام ، تلقى سائقو الإسعاف وسيارات الصحة إشارة بالتوجه إلى معبر رفح لاستلام وقودا لسياراتهم كدعم من الإخوة المصريين ، ومساهمة منهم بفك الحصار ، وتنفيذا لمقولة رئيسهم السيد حسني مبارك بأنه : لن يسمح بتجويع غزة ..؟ فتوجه إلى المعبر ما يقارب عشرون سيارة إسعاف من المنطقة الجنوبية تلبية للدعوة ولتعبئة سياراتهم الفارغة من الوقود كي يستمروا في تقديم خدماتهم الإنسانية .. حين وصلت السيارات للمعبر وتوقفت تنتظر الإمداد ، أو تعليمات جديدة .. حضر إليهم ضابطا مصريا ليحصي السيارات وتفحص الطريقة التي تمكنه من تزويدهم بالوقود .. عرف أحد المسلحين المتواجدين في المعبر القصة .. بعدما غاب الضابط المصري ، حضر مسلح ليعلم السائقين بالتوجه إلى الحدود عند شاطئ البحر من الطرف الفلسطيني وهناك سيتم تزويدهم بالوقود .. فما كان من سائقي الإسعاف إلا تنفيذ التعليمات فتوجهوا للمكان الذي أشار له المسلح ، ولحظة وصول الإسعافات للمكان المحدد أكتشف السائقون أن مؤامرة أحيكت ضدهم من قبل المسلحين ، لكن الوقت لم يسعفهم إذ قوبلوا بإطلاق النار عليهم إن هم غادروا المكان الذي هو عبارة عن موقع عسكري مغلق ولا يوجد به ما يشير إلى طريق للاتصال بالجانب المصري ، وبعد وقت استطاعوا الهروب من الموقع عائدين إلى معبر رفح .. وهناك كانت المفاجأة والصدمة الغير متوقعة إذ شاهدوا بأم أعينهم أن كمية الوقود التي وعدوا بها ، وكانت في عبوات مغلقة تحمل في سيارات تابعة للمسلحين ، أو يشرفوا على تحميلها ..! وبالكاد استطاع بعض من سائقي الإسعاف الحصول على كميات قليلة بعد أن تأكد المسلحون بأن إسعافاتهم خالية من الوقود ولا يمكنها مغادرة المكان ...
هذا هو حال غزة .. حال لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا ، حالة لا يمكن أن يصفها إلا من يعيش فيها ، ومن يعيش فيها أصبح لا يعنيه الوصف مهما كان .. بقدر الخلاص الذي ينتظره مهما كان .. وعلى الأغلب بات الجميع ينتظر الخلاص بالموت كي لا يرى المزيد من المعاناة والقسوة .. شعب تحدى كل شيء ورفض العيش إلا بكرامة ، قدم التضحيات الجسام من أجلها ولم يبخل بشيء ، عاش الفقر والجوع والخوف متسلحا بقليل من الأمل وكثير من رباطة الجأش ، تحمل شراسة الإخوة الأعداء ..! لم يقبل باليأس لأنه يريد الحياة ، والإخوان الذين وعدوه بإصلاح الفساد ورحمة العباد باتوا أمراء في عهد القحط .. لا يهمهم من يسير على قدميه ، أو يركب سيارة ، ولا يهمهم من يطبخ طعامه على الغاز ، أو على الحطب .. يا ليت ! حتى الحطب غير متوفر لأن غزة صارت جرداء منذ أمد طويل وحطب البيارات التي جرفها الاحتلال استهلكها الغزاويون فحما لنراجيلهم .. لا أحد يفهم ما يدور ؟ وماذا يسعى الإخوان من وراء هذا الحصار ..؟ ما هي مطالبهم ؟ تهدئة ، أم هدنة ؟! الهدنة تعني : وقف إطلاق النار بين قوتين بينهما حرب سجال فيتفق الطرفان على وقف النار كي يتسنى لجهود الخيرين الوصول إلى حلول يرضاها الطرفان .. وإسرائيل لن تقبل، لأنها القوة الوحيدة ولا تعترف بوجود قوة منافسة لها .. إن أردتم التهدئة فهذا شأنكم .. نفذوها متى شئتم ؟؟ وإسرائيل لن تلتزم بشيء .. حتى معبر رفح التي وعدوا بفتحه كما أشيع مؤخرا لن يحل الأزمة !
الغريب في الأمر أن الأمراء يتلذذون بعذابات الناس كأن الأمر لا يعنيهم ، وأن باقي القوم هم من عالم آخر وليسوا من قومهم ، تراهم وكأنهم في غيهم سائرون .. لا يشعرون إلا بنصرهم الكاذب ويفتخرون. هراء كانت أفعالهم بعد وقت يكتشفون . أيها الأمراء ! تلذذوا بما شئتم ، وبما طاب لكم ، عيشوا أحلامكم وأوهامكم كما تتخيلون . لكن لا تسرقوا منا الأمل الذي تبقى ، ولكم دينكم ولنا دين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط