الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات كركوك – دروس وعَبر

حازم الحسوني

2004 / 1 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تواردت الأنباء المُقلقة من مدينة كركوك خلال الأسبوعين المنصرمين , حيث خيمت أعمال العنف والعنف المضاد , والتظاهرات والتظاهرات المضادة على أجواء المدينة المسالمة , والمعروفة بتنوع تركيبها القومي والديني والطائفي المتميز , ولكي لا نَنجرْ وندخل في تفاصيل الأتهام والأتهام المضاد بتحمل المسؤولية عن الأحداث الأخيرة , والتي ذهب ضحيتها العديد من العراقيين بين قتلى وجرحى , نجد أنفسنا مضطرين على تأكيد الثوابت والحقائق التالية :
1- أن المدينة معروفة بتنوع تركيبها , كما أشرنا أعلاه , ولذلك يتحتم على الجميع  أن يدرك ويقر بهذا التنوع , فليس هناك أفضلية لقومية أو دين أو طائفة على أخرى , بل الجميع متساوون في الحقوق والواجبات , ولابد من الحفاظ على الوئام والتسامح الذي سادَ  ويسود المدينة .
2- ضرورة نبذ التعصب القومي والديني والمذهبي , وكشف العناصر التي تروج لهُ ومحاربتها سياسياً , والحذر من الأندفاعات العاطفية .
3- التأني في أطلاق الأحكام والتهم , فليسَ من المعقول , اتهام منظمي المظاهرات بالخيانة والعمالة لصدام , رغم ان الذين دعوا ونظموا المظاهرات يوم الأربعاء , قوى سياسية معروفة بنضالها ضد صدام ونظامهِ , وهنا نجد أنفسنا مضطرين لذكر تصريحات السيد اسماعيل عبد الحسين العبودي ( الأمين العام للتجمع العربي في كركوك) بقولهُ لوكالة فرانس برس يوم 30 12 2003 وهو يتحدث عن استعداداتهم لتنظيم المظاهرة في اليوم التالي , حيث يُشير الى مشاركة قوى عربية وأسلامية في التظاهرة , أضافة الى الجبهة التركمانية (ممكن العودة الى تصريحاتهِ المنشورة في موقع الجيران يوم 30- 12 ) .
4- يجب الأنتباه والحذر من أندساس مرتزقة صدام وأعوانهِ في الفعاليات الجماهيرية هذهِ , وسعيهم لأستغلال الفرص في بث سموم التفرقة القومية والدينية والطائفية بين أبناء الشعب , والحذر من الشعارات المرفوعة , والأبتعاد عن أستفزاز الأخرين ,وهنا تقع مسؤولية مضاعفة على منظمي التظاهرات والفعاليات السياسية في تطويق ومحاصرة هؤلاء المرتزقة .
5-  خيار الفدرالية للشعب الكردي في أطار العراق , يجب أحترامها ( طالما نتحدث عن الديمقراطية واحترام حقوق القوميات المتعايشة , والمُشكلة للنسيج الأجتماعي والقومي العراقي ) الا انهُ ضروري الأنتباه الى الفهم السئ والوحيد الجانب لمعنى الفدرالية ( هناك نسبة غير قليلة تفهم الفدرالية بالأنفصال فقط ) والعمل الحثيث لتوضيح هذا المفهوم , ورفع الوعي السياسي والأجتماعي لهُ , وهنا تقع على الباحثين والسياسين مسؤولية أستثنائية  في ترويج  مفاهيم الفدرالية , والديمقراطية , واحترام حقوق الأنسان وخياراتهِ الفكرية والسياسية والقومية والدينية والمذهبية .
6- أهمية الأبتعاد عن روحية أسغلال الظروف التي يمر بها العراق الآن , في طرح القضايا العُقدية , والأنتظار الى مرحلة أجراء الأنتخابات الحرة (التي نأمل ان تكون نزيهة ) لتحديد شكل الدولة وبناء مؤسساتها الدستورية وهياكلها التشريعية والتنفيذية والقضائية .
7-ضرورة محاربة أفكار( الدوافع الأقتصادية وتوزيع الثروات الطبيعية بين المدن والمناطق ) لغرض السيطرة على هذهِ المدينة أو تلك وتغليفها بالغطاء القومي والديني والطائفي والمذهبي , فثروات العراق هيّ مُلك للعراقيين دون أستثناء وبغض النظر عن مكان أنتشارها , على أن يجري توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل على أبناء العراق ككل وبشكل متساوي .
وأخيراً نود أن نؤكد , أن سر بقاء وحدة العراق أرضاً وشعباً , هو في تنوع فسُيفسائهِ الجميل , رغمَ كل المحاولات الخبيثة التي انتهجتها الأنظمة والحكام على العراق الحديث  منذً ولادتهِ في مطلع القرن الماضي , فعلينا الحفاظ على هذهِ الوحدة ونبذ كل ما يعكرها , ولتكن لنا تظاهرات كركوك وما رافقها من أحداث مؤسفة درساً وعبرة , وان لا نسمح بتكرارها .

السويد 2-1-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوسا وفهد سال.. في تحدي اللهجة السودانية والسعودية.. من سيرب


.. كارثة بيئية في إندونيسيا.. إزالة الغابات للحصول على وقود الد




.. اليونان: تبرئة المصريين التسعة المتهمين في غرق قارب -أدريانا


.. صحف كاليدونيا الجديدة : شتّان بين ماكرون وميتران إزاء الأزمة




.. الجيش الإسرائيلي يكثف عملياته في رفح ومخيم جباليا وبيت حانون