الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الطبقة العاملة العراقية

صبيحة شبر

2008 / 4 / 28
ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة


في الأول من مارس ( أيار) من كل عام يحتفل العمال ، في كل أقطار العالم بعيدهم المجيد ، ويستذكرون نضالا تهم الطويلة من اجل وضع حد لمعاناتهم المستمرة ، والاعتراف بجهودهم في صنع الحياة ، وتوفير المستقبل الأفضل للمجتمع
ومع سقوط النظام الاشتراكي وانتصار قوى الامبريالية العالمية ، وسيطرة الولايات المتحدة على مقاليد الأمور بالعالم ، جعل الطبقة العاملة تتراجع بتحقيق الانتصارات ، هذا في العالم المتمدين ، فكيف هي الأمور مع الطبقة العاملة العراقية ، التي وجدت نفسها تعاني من حروب عبثية جائرة ، أشعلها نظام دكتاتوري ، ليس من اجل الوطن والدفاع عن استقلاله ، وإنما لإشغال الناس ، وزجهم في محارق هائلة لاتبقي لهم وقتا يفكرون فيه في سبل الخلاص ، والنضال لتغيير الأحوال كما هو العهد دائما بطبقتنا العاملة العراقية ، التي كانت تقود كفاحات الشعب المستمرة ونضالا ته المتواصلة ، متحملة الأعباء الكثيرة ، مقدمة التضحيات الجسام ، ولكن الآن في ظل التغييرات الجديدة ، التي طالت مجتمعنا العراقي ، وجاءت بمفاهيم لم يكن له عهد بها ، من تناحر القوى المهيمنة على السلطة ، تراجع في وضع المراة ، وعنف يتعرض له من يحمل رأيا مخالفا ، او عقيدة لاتتفق مع أصحاب الرأي المفروض بالقوة ، وهجرة الكفاءات العراقية المتعددة الى البلاد الأوربية أو بلاد الجوار للحصول على ملاذ اّمن ، يمكن لنا ان نتساءل عن وضع الطبقة العاملة العراقية ، في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر فيها بلادنا الحبيبة ، حيث يتراجع كل شيء ، وتضعف القوى ويتدخل الآخرون في الشؤون الداخلية للبلاد ، وتجد الكثير من القوى العاملة نفسها خارج العمل ، تبحث عما يسد الرمق ويلبي الاحتياجات الكثيرة للنفس ، و أفراد العائلة في وضع تزداد فيه أثمان البضائع الأساسية ارتفاعا ، مما يهدد حيوات الكثير من الأسر
ان ما يعانيه أغلب العراقيون اليوم وخاصة الطبقة العاملة منهم هو نتيجة حتمية للسياسة ، غير المدروسة والكارثية التي قام بها النظام الدكتاتوري السابق ، فتردت أوضاع الجماهير الشعبية واغتنت طبقة صغيرة من أفراد الشعب ، كانت مع النظام ، تمنحه تأييدها في كل الممارسات ، التي يقوم بها والتي تنعكس آثارها سلبا ، على حياة الجماهير المسحوقة ، بدت هذه النتائج واضحة ، على طبقة العمال الكادحة ، وخاصة منها من كان يخدم في المؤسسات الحكومية ، وفي مقدمتها التصنيع العسكري ، فتعطلت قوانين العمل التقدمية ، والتي استطاع العمال استخلاصها بتضحياتهم الطويلة ، وفرض التنظيم الحكومي على العمال بالقوة ، وأصدر قانون جائر ،يعتبر العمال موظفين في مؤسسات الدولة ، ونتيجة الحروب المستمرة ، توقفت آلاف المشاريع الإنتاجية والخدمية ، مما اضطر العمال معه الى البحث عن مصادر بديلة للعمل ، في أنواع من المشاريع الهامشية غير المنتجة ، واتسعت ظاهرة البطالة في صفوف العمال ، وبعد ان أسقط ذلك النظام ،بأيد القوات الأمريكية وتحقيقا لمصالحها ، لم تتغير أوضاع العمال ، نحو الحياة الأفضل ، كما كانت الأحلام تأمل ، ومع وجود الأعداد الكبيرة من الجماهير العمالية ، بعيدة عن فرص العمل ، فان على الحكومة ان تقوم بواجبها ، بتوفير هذه الفرص ، لمعالجة البطالة ، وتطبيق قانون الضمان الاجتماعي ، وإلغاء القوانين الجائرة التي تضر بمصالح العمال ، وتؤدي الى هدر حقوقهم ، وتضييع فرصهم في الحياة ، كما أن الحكومة مطالبة ، بتقديم كافة السبل للدعم ، والمساعدة بأنواع الرعاية للعمال ، وحركتها النقابية ، كما انه علي ذوي الأمور ، ان تكون قرارتهم منسجمة مع مصالح العمال ، وتقوي دورهم في بناء حاضر العراق ومستقبله
ان دراسة أوضاع الطبقة العاملة العراقية ، يتطلب منا ان نقوم بالإجابة عن بعض الاستفسارت ، التي تطرح حين التحدث عن هذه الطبقة العظيمة في بلادنا ،
وهذه الأسئلة هي
- كم عدد الصناعات الخفيفة الموجودة في بلادنا الآن ؟ وما هي الصناعات التي تحظى بالحماية ،في ظل الانفتاح الطاغي واستيراد المواد الضرورية من مختلف الأقطار ، مما يهدد الصناعات العراقية ويقضي عليها ؟
- ما هي الصناعات الثقيلة التي بقيت في بلادنا حين اقتصر النظام السابق على صنع السلاح وعسكرة المجتمع ، والادعاء أننا دولة قوية بإمكانها ان تنتصر على إسرائيل وتبيدها؟ ، وكانت تلك الادعاءات محض دعوة للأساطيل الأمريكية كي تأتي الى المنطقة وتقوم بتغيير النظام خدمة لمصالحها
- - ما هو مصير الصناعات التي كانت موجودة ، مثل صناعة الأدوية ؟ وتلك الصناعات القائمة على الإنتاج الزراعي الذي شهد تراجعا كبيرا ، في ظل سياسة إهمال الريف الذي انتهجه النظام السابق؟.
- كيف يكون وضع العمال مع وجود العصابات المسلحة ، التي تستهدفهم وتقضي على تجمعاتهم رغبة في عرقلة مسيرتنا الى الأمام ، وتعطيل مجتمعنا من التقدم والازدهار .؟
- كيف يمكن للطبقة العاملة ان تزدهر وتتقوى إمكاناتها في ظل انعدام الأمن وعدم توفر النظام بالشكل المأمول؟
- - ألا تحتاج طبقتنا العاملة الى إعادة تنظيمها من جديد والدفاع عن مصالحها؟
فكيف يمكن للطبقة العاملة العراقية ان تحتفل بعيدها ؟
الأجوبة عن هذه الأسئلة تتطلب إعادة النظر ، والاهتمام بهذه الطبقة العظيمة ، التي ساهمت وبشكل مثير للإعجاب في صنع الحضارة العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -وول ستريت جورنال-: حظر تطبيق -تيك توك- يمكن أن يضر بمصلحة ا


.. شركة “أوبن إيه آي” تعلن عن تحديث جديد من“تشات جي بي تي”| #غر




.. حزب الله: نفذنا 7 هجمات ضد أهداف إسرائيلية قبالة الحدود الجن


.. كلية بريطانية تتخذ موقفا من حرب إسرائيل على غزة.. هل تؤتي ال




.. السيناتور فان هولين: فشل الإدارة الأمريكية في اتهام إسرائيل