الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنقذوا مطبوعات وزارة الثقافة السورية من جيش المنتفعين

خلف علي الخلف

2008 / 4 / 28
الصحافة والاعلام


... بالطبع لا يمكن أن تظل وزارة الثقافة بمنأى عم يجري في سوريا عموماً من السياسة إلى الاقتصاد إلى العيش، ‏وحال سوريا اليوم يسير من سيء إلى أسوء. ونريد هنا أن نتطرق فقط لحال الثقافة والكتاب في سوريا، ولكي تعرفوا ‏إلى أين وصل الأمر فهناك الآن من يترحم على "علي عقلة عرسان" الزعيم الأسبق لاتحاد الكتاب العرب بعد أن ‏خلفه حسين جمعة وهناك من يترحم على صابر فلحوط زعيم الصحفيين السابق ولا ادري من الذي خلفه... وإذا ‏وصلنا إلى وزارة الثقافة فالوضع اشد مرارة وقسوة.. لقد كانت وزارة الثقافة السورية من أهم دور النشر العربية ‏ولازال الكُتاب العرب الذين نلتقيهم يشيدون بإصدارات الوزارة ويسألون عنها. ‏
وباختصار شديد لمن لا يعرف وضع الوزارة من الأصدقاء العرب نقول له لقد ظلت وزارة الثقافة أشبه بجزيرة ‏مستقلة عن محيطها في ظل الوزيرة نجاح العطار وظل مثقف كبير في مديرية الترجمة والتأليف هو المرحوم ‏انطون مقدسي. كانت تضم في كوادرها شيوعيين في ظل الحملة الأمنية على اليسار! ومستقلين في ظل حملة ‏التبعيث الشديدة والتي لم ينجو منها مفصلا من مفاصل المؤسسات السورية.. وظلت وزارة الثقافة مخلصة ‏‏"بالعموم" لمفهوم الثقافة العلماني بالضرورة، فلم نسمع سابقاً انه تم منع رواية لاحتوائها على مفردات جنسية ‏تخدش الحياء العام أو كتاب يشتبك مع الدين.. كان هناك محظورين رقابيين المساس بالنظام وإثارة النعرات ‏الطائفية. وإذا كان المحظور الثاني يلاقي إجماعاً من المثقفين بمختلف انتماءاتهم فان الأول كان قليل الكلفة في ‏ظل الاشتغال الفكري والأدبي لمطبوعات الوزارة.. وقد أصدرت الوزارة آلاف الكتب في كافة صنوف المعرفة ‏من الفلسفة إلى الفكر إلى الأدب إلى التراث... وترجمت من عيون الأدب العالمي بل انها أصدرت "مكتبة" ‏اقتصادية عالمية قل نظيرها لدى أي دار نشر عربية.. وكان الكُتاب والقراء يجمعون إصدارات الوزارة الجديدة ‏دون النظر إلى العنوان ولا حتى المؤلف في كثير من الأحيان ليس فقط بسبب أسعارها المدعومة بل وأيضا ‏بسبب الثقة التي نسجتها مع القارئ بأنها لا تقدم له إلا ما يستحق القراءة بالعموم... وكي لا نتهم بالتمجيد نقول ‏بالطبع كان يتم الوصول إلى جزيرة وزارة الثقافة بالمراكب لتخريبها لكن الوصول بالمراكب ليس كالوصول ‏سيراً على الأقدام، ومع ذلك كانت الوزارة في ذلك الوقت تتعرض لانتقادات واحتجاجات من مثقفين كثر وذلك ‏حقهم.. إلا انه ومنذ فترة ليست قصيرة تم تعبيد طريق عريض ومسفلت بين "سوريا اليوم" وجزيرة الوزارة، ‏تعهدته ونفذته قوى التخريب، وعلى إثرها تدفق جيش المنتفعين واحتل "جزيرة الوزارة" من الوزير إلى الغفير.. ‏وبهذا ننعي لكم أيها المثقفون العرب والسوريون إصدارات وزارة الثقافة والتي كانت تشكل رأس مالها الأساسي ‏والاحتياطي؛ رغم تأسيس مجلس أعلى للثقافة وهيئة كتاب تحولت لها مهمة إصدار الكتب وتم تعيين "دكتور" ‏أصولي على رأسها كان اسمه حتى فترة قريبة في المطبوعات السعودية "عبد رب النبي صطيف" فمن الطبيعي ‏أن يمنع رواية لاحتوائها على مفردات تخدش حياءه الستيني أو السبعيني لا أدري، وان يعزل كادر الوزارة القديم ‏المتنور الذي لا يسعنا كقراء إلا نشكر من بقي منهم على قيد الحياة ونترحم على من فارقها، ويقرر سلسلة للنشر ‏بعنوان "اعرف جسدك" وربما لاحقاً سلسلة "كيف توفق بين اسمك والرقابة الدينية" ويرفع سيف اكسفورد التي ‏درس فيها بوجه من يحتج على أصوليته! ويستلف من مخزون الرطانة البعثية ليرد على من يحتج على رداءة ‏خطته للنشر وإدارته! وكأن اكسفورد دمغة إلهية تحمي الدارس فيها من الأصولية! أو رداءة التفكير والإدارة؛ ‏وكأن المخزون البعثي في "اعرف وطنك العربي" هو كتاب منزل كافي وشافي لإخراس المثقفين المحتجين على ‏التدهور المريع الذي آلت إليه جهة نشر تحظى باحترام وتقدير واسع لدى القراء والكتاب بالعربية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان: بدعم غربي من خلف الستار.. إسرائيل يبدو أنها وجهت أن


.. قضايا مصيرية تهيمن على الانتخابات الرئاسية الموريتانية




.. مساران لتفادي انهيار السلطة الفلسطينية ماليا.. واحد اوروبي و


.. شاهد| آثار سقوط صاروخ مضاد للدروع أطلق من لبنان على مستوطنة




.. أردوغان يتهم الغرب بدعم خطط نتنياهو لتوسيع الحرب في المنطقة