الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيندي شيهان تفضح الوحشية الأميركية!

ناجي حسين

2008 / 4 / 28
حقوق الانسان


كتاب جديد (عزيزي الرئيس بوش) من إصدار شركة المطبوعات للتوزيع والنشر في بيروت وترجمة ندين خوري, يتحدث عن قصة مقتل ابن سيندي شيهان في العراق.تقول شيهان: (على عكس ابنك..كان ابني إنساناً رائعاً..هكذا توجهت سيندي شيهان إلى والدة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش).
لم يكن خطاباً بل صرخة أم أميركية قُتل ابنها في الحرب على العراق, تكتب متحدية تهديدات الكونغرس..تكتب بحروف مشتعلة عبر حوارات وخطب ومقالات..مستقطبة الشارع الأميركي كله ليقف في وجه بوش وسياسته المخادعة.‏
سؤال:ما القضية النبيلة التي مات ابني كايسي من أجلها: أهي الحرية أم الديمقراطية? هذا هراء..لقد مات ابني في سبيل النفط.. مات ليزيد من ثراء أصدقاء بوش... مات كايسي لينشر الإمبريالية في الشرق الأوسط).‏
سيندي شيهان..كاتبة تفضح الوحشية الأميركية في العراق على لسان أحد الجنود الأميركيين-(لديكم الضوء الأخضر لقصف جميع السيارات..إن العدو يستخدمها لنقل الأسلحة والذخائر..فجأة انفجرت المدينة بمذنبيها وأبريائها نسوة وأطفالاً وشيوخاً.‏
كاتبة متقدة بذكريات ابنها المحارب في الجيش الأمريكي, الذي غزا العراق والذي مات بلا قضية..كاتبة لن تهدأ قبل أن تسمع هدير الأصوات الرافضة للحرب..ولن تستسلم قبل أن تسمع آخر وقع جندي أمريكي يعود إلى الوطن من أرض محتلة.‏
هذا الكتاب صوتها..إنه الشعلة القادرة على إحداث الحرائق..‏
من الكتاب..وفيه يقول مارتن لوثر كينغ الابن (ما زال الخيار أمامنا:فإما أن نختار التعايش السلمي..وإما أن نختار العنف..علينا أن نتغلب على حيرتنا ونبدأ بالعمل..الآن).‏
يُرددُ على مسامعنا مراراً وتكراراً أنه يجب البقاء في العراق بغية إحلال الاستقرار والديمقراطية..أوليس واضحاً أنه بعد سنوات من الحرب والاحتلال..لم نجلب سوى الفوضى والعنف والموت إلى ذلك البلد..مبتعدين بذلك عن أي شكل من أشكال الديمقراطية?وهل تعزز الديمقراطية من خلال تدمير المدن وقصفها وتهجير المواطنين من منازلهم?‏
إن وجودنا العسكري في العراق يعرض أمتنا للخطر..إن لم نقل أكثر,فهو يثير حفيظة شعوب الشرق الأوسط..ويوقد بالتالي فتيل الإرهاب..وحتى لو جرى القتال هناك في أرضهم عوضاً عن هنا في أرضنا على حد تعبير الرئيس بوش, فإن الإرهاب يضاعف من فرص تسلل الناقمين إلى وطننا, وضربنا في عقر دارنا.‏
عزيزي الرئيس بوش..الإدارة الأمريكية أنفقت ولا تزال... بلايين الدولارات لتمويل الحروب..والمنتفعون من الحروب يزدادون ثراء من خلال قتلهم أبناءنا ومص دم شبابنا..أنت رجل مسيحي كما تقول..والمسيحي لا يقتل الناس... منذ سنوات وأنت تخبرنا أن الحرب في العراق تعزز أمن أميركا..لكنك برهنت من خلال مأساة ذلك البلد... بأنك مخطىء..أنت تضعف أمريكا.‏
ما الذي يجب أن نفعله?يجب أن نخرج القوات من الشرق الأوسط,ومن الدول الإسلامية..وأن نجعل سياستنا أكثر عدلاً بحيث لا ننحاز لمصلحة اسرائيل,يجب أن نردع حكومتنا عن قتل الناس..والبدء بحماية أمريكا. كم جيلاً تُرانا آذينا في وطننا بفعل سياساتنا العدائية?‏
إن سياستك المروجة للضربات الوقائية ...وحشية وخاطئة..وهي تضاعف مشكلاتنا ولا تهدف إلا لزيادة الحاشية وزيادة ثرائها.‏
من خطاب مفتوح إلى والدة جورج بوش قالت سيندي:في الرابع من نيسان 2004 قتل ابنك البكر ابني البكر كايسي شيهان..ابني قاتل في العراق, وابنك انسحب من وحدته العسكرية من دون إذن في حرب فيتنام, ولم يستطع حتى أن يكمل خدمته في الحرس القومي الجوي..لقد عاد كايسي إلى الوطن في نعش ملفوف بعلم... بعد أن قتله مقاوم... لكن ابنك بوش... هو الذي ضغط على الزناد.‏
إن سياسات ابنك الجاهلة,والمتغطرسة والطائشة إلى أبعد الحدود, مسؤولة عن الحزن الشديد والعذاب اللذين يعمّان هذا العالم..بحق الله هل يمكنك لجمه?‏
وأخيراً من خطابها إلى بوش:سؤال واحد من فضلك..من أجل أي قضية نبيلة قتلت كايسي والآلاف الآخرون... من أجل كذبة العراق? ألا تعتقد يا جورج أنه من أجلنا ومن أجل الشعب العراقي, حان الوقت لإعادة قواتنا إلى العراق? أنا بالنيابة عنك سأجيب على السؤال:القضية يا جورج..أوقف القتل الهمجي في العراق..من أجل جميع الأمهات.‏
وتختم سيندي كتابها بالقول:(ليس الفخر في محبة الوطن فقط..وإنما هو في محبة العالم بأسره.. فالأرض هي الوطن.. والبشرية هي المواطن.. ثمة إمكانية لقيام عالم جديد..وثمة ضرورة له أيضاً. وسيتحقق ذلك يوم تتخلى أمريكا عن غرورها.. وهمجيتها.. وجبروتها.. وبالتأكيد ستتوقف الحروب عندما نقف جميعاً ونقول.. لن نقدم طفلاً آخر إلى آلة الحرب.‏
و من خلال صرخة سنيدي , بدوري أناشد شعبنا العراقي أن يساند مقاومته الوطنية الشريفة التي تخوض معركتها الأخيرة ضد غزاة المحتلين وأذنابه التي شكلها في حكومة طائفية عرقية دموية بربرية , والتي ليس لها سابقة في صفحات التأريخ للشعوب في الخيانة والغدر لأوطانها وأكثرها جرما بحق الإنسانية منذ ركوبهم على ظهر دبابات الغزاة المحتلين, تاريخ تفوح منه رائحة الدم ودخان الحرائق وركام التدمير والمجازر والأبادة الجماعية, ويتعارض مع كل القيم الإنسانية السماوية والأرضية, تم تدمير كافة البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية للشعب العراقي, ولم يبقى ركن في الدولة العراقية , إلا والإجهاز على ما تبقى منه. وليست تلك الممارسات غريبة أو جديدة عن الاستعمار الجديد, لكن الذي أستجد بغزو العراق ظاهرة غريبة وشاذة هذه المرة وهي ترحيل الشعب العراقي عن وطنه وتوطين أجانب بدلا عنه وهي ظاهرة مدمرة من المؤسف انه لم يلتفت إليها الكثير ويدركوا تداعياتها المستقبلية على العراق.
وأتخذ هذا الأتجاه مسارين أولهما برعاية أمريكية مباشرة عندما تم استصحاب عدد من الأجانب ذوي الأصول غير العراقية وتسليمهم زمام الحكم في العراق وأكثرهم من أصول إيرانية, وتم اعتبارهم كمواطنين عراقيين بحجة أن النظام السابق أبعدهم لتبعيتهم الايرانيه, والمجموعة الثانية كانت حفنة من العراقيين الذين تجنسوا بجنسيات أجنبية وتركوا العراق منذ عقود وتمت أعادة الحقوق إليهم باعتبارهم مواطنين عراقيين من الدرجة الأولى, رغم أن العديد منهم اسقطوا طوعيا جنسياتهم العراقية, وتدربوا في أجهزة أستخبارات (سي أي إيه) ولندن وبودابست وبرلين , ويحتل هؤلاء معظم الوزارات والبرلمان الاحتلالي والسفارات العراقية في الخارج, لذلك كان أول ما طالبوا به تشريع قانون ازدواج الجنسية واعتبار اللغة الفارسية كلغة رسمية في العراق ومحاولة تضمين هذه الفقرة في الدستور السيء الصيت. وهذه حالة فريدة ومبتكرة في التاريخ الاستعماري ليس لها سابقة بمثل هذا الحجم والخطورة.
الموضوع الأخطر تمثل بغض نظر أمريكي مقصود لعملية ترحيل المواطنين العراقيين داخل وخارج العراق وهو أمر يتناغم مع القاعدة الاستعمارية المعروفة فرق تسد, حيث استخدمت وسائل قسرية لإعادة توزيع خارطة السكان وفق القياسات المذهبية والعنصرية, لوضع حجر الأساس لفدرالية الطائفية واستجابة للرؤية الإيرانية والأمريكية والإسرائيلية لمستقبل العراق ومن ثم المنطقة العربية وإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط الجديد. وتشير المفوضية العليا للاجئين بأن عدد المهجرين داخل العراق تجاوز(1,9) مليون عراقي! وبالرغم من وعي الشعب العراقي لخطورة هذا الوضع والذي تجلى بصورة رائعة في عدم استجابة العشائر العراقية في الجنوب لمنطق الفدرالية المزعوم وتمرد العديد من القوى ضد منطق التقسيم وخلق كانتونات هشة لا تخدم سوى أعداء العراق, لكن الوضع ما يزال ينذر بالخطر.
الموضوع الأكثر خطورة هي عملية ترحيل العراقيين من وطنهم وتوطين أجانب بدلا عنهم, حيث تشير المفوضية العليا للاجئين بأن عدد العراقيين المرحلين إلى دول الجوار وبقية دول العالم يزيد عن (5-4) مليون عراقي, أكثر من (1,2) مليون في سوريا وما يقارب(750) ألف في الأردن و(120) ألف في مصر و(100) ألف في إيران و(50) ألف في لبنان وحوالي (300) ألف موزعين على بقية دول العالم.
الشعب العراقي المرحل قسريا يئن في غربته الموحشة والعراق يئن من بعد أبنائه عنه ويئن أكثر من توطين أجانب غرباء بدلا عنهم, فبعد الانتخابات المزيفة السابقة قام الأكراد بجلب ما يقارب(500) ألف كردي من دول الجوار ووزعوهم على المحافظات الشمالية وخصوصا كركوك بهدف تحقيق أغلبية عند الاستفتاء المزعوم والذي ولد ميتا والحمد لله, ومازالت هذه الفئة الهجينة تستوطن شمال العراق وتشكل ضغطا على أرضنا الحبيبة. وبنفس الوقت دفعت إيران ما يزيد عن(750) ألف إيراني إلى جنوب العراق ووسطه بحجة أنهم طردوا من قبل النظام السابق, بالرغم من الجميع يعرف بأن المبعدين من التبعية الإيرانية لم يتجاوزا عشر هذا الرقم, فمازالت الأرقام تتزايد يوم بعد آخر كما كشفت المصادر الحكومية الاحتلالية نفسها عبر تصريحات العميل محافظ كربلاء وبعض ما يسمى بالمسئولين في وزارة الداخلية, وكانت الخطة الإيرانية مستكملة شروط تنفيذها وأعدت بطريقة محبكة من خلال تدمير وحرق وثائق الجنسية و دوائر التجنيد وتمكنت الأحزاب الموالية لها من إصدار هويات وشهادات جنسية جديدة لهؤلاء الوافدين الجدد, وأن عمليات استبدال جوازات السفر وشهادات الجنسية الجديدة ليست سواء فبركة الغرض منها اكتساب هؤلاء الوافدين جنسيات عراقية. إن عملية تصدير واستيراد الشعوب وترحيل الشعب العراقي وتوطين الغرباء بدلا عنه يعتبر ماركة تجارية مميزة تتم بإدارة أمريكية إيرانية مشتركة وتحت رعاية إسرائيلية كفوءة ويمكن مفاتحة الشركة ( شركة استيراد وتصدير الشعوب) عبر وكلائها الموزعين في جنوب ووسط العراق حصرا( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة) ووكلائها في الشمال حصرا ( الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاحزاب الكردية الأخرى) ولمزيد من المعلومات يمكن الاتصال بالموزعين في مجلس النواب الاحتلالي من أتباع الاحزاب المذكورة والتبعية وبقية الاحزاب المشاركة في العملية السياسية الاحتلالية . أن صرخة سيندي أشرف من كل هؤلاء الخونة التي كشفت للعالم قصة وطننا وشعبنا الذي راح ضحية أكاذيب وتلفيقات رخيصة قذرة , هل نجعل من عيد العمال العالمي عيدا لدحر الاحتلال وتسليم جميع العملاء إلى محاكم وطنية عادلة.
بحق إنه كتاب تشهير وتحذير ونداء استغاثة.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية