الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنبوذة

رحاب الهندي

2008 / 4 / 28
العلاقات الجنسية والاسرية


هذايان امرأة نصف عاقلة

تتكور حول نفسها في زاوية ما في آخر الشارع، ترفع رأسها وتخفضه وهي تراقب الباب الأسود التي تجلس بعيدة عنه، تزداد توترا حين يفتح الباب ويخرج منه أطفال مستعدون للذهاب للمدرسة، تركض حولهم تضمهم وتجهش ببكاء حاد.. يقف حولها أطفالها الثلاثة لا يريدون تركها ويخرج الأب غاضبا، يصرخ بأبناءه ويجرهم بعيدا ويشتم المرأة بل ويدفعها بعيدا عنهم!!
هي زوجة لأكثر من خمسة عشر عاما، ولديهما سبعة أبناء أصغرهم بالاول الابتدائي.. وأكبرهم في الرابعة عشرة لكن يعتبر نفسه رجلا ويحق له ان يشارك والده في طرد الأم!!
لم تكن حياتها مع زوجها هانئة، كانت حياة تعج بالمشاكل والشكوى، لم تفهم زوجها ولم يحاول ان يفهمها.. لكنهما عاشا فترة تجاوزت العشر سنوات، كثيرا ما لجأت للأهل وللصديقات لكن بلا فائدة، حتى وقعت في مشكلة أكبر حين تعرفت على أحدهم وكانت علاقة توهمت انها حبا وان هذا التعلق بالرجل الذي تعرفت عليه بالسوق قد يخفف من معاناتها ويهدهد الحزن في داخلها، لم تدرك ان الخطأ والخطيئة جريمة ستعاقب عليها عقابا يحرمها من اغلى ما تملك ابناؤها!!
حين اكتشف الزوج الحكاية لم يفكر طويلا طلقها وطردها وحرمها من ابناءها، لم تجد احدا ليسمع منها، وتخلى عنها من توهمته حبيبا فكان أسرع للهرب والاختفاء.
لم تفلح دموعها وندمها وطلبها ان تكون مجرد خادمة لابناءها، اغلقت كل ابواب المجتمع في وجهها لا الزوج ولا الجيران ولا الاهل ولا الصديقات كلهم وبلا استثناء اعتبروها مجرمة لا يمكن بأي حال من الاحوال التكفير عن جريمتها ولا بأي صورة الا الطرد والنبذ.
ولانها لا تملك أي مؤهلات علمية ولا مادية هامت على وجهها بالشوارع، لم يرحمها احد حتى ابنها الكبير الذي تطاول عليها أمام الجميع بالضرب وصرخ بوجهها انها ليست أمه!!
نعم تستحق العقاب الجماعي من الجميع وهذا ما حدث لكنها تجد ان كل هذا الظلم وها العقاب وهذا التخلي عنها وعن كل تضحياتها التي قدمتها في السابق ذهبت ادراج الهواء ولا لشيء إلا انها امرأة، تذكر كثيرا علاقات متعددة لزوجها، وكانت تغفر له، وتعرف قصص الجيران حين كانت تشكو الزوجات من علاقات ازواجهن بالطلاق رغم تكرار الخطيئة، رغم تكرار علاقاته، كان على المرأة ان تخرس كل ألسنة الاحتجاج او الرفض وتضاع بعد فترة زعل بسيطة الى زوجها تقدم له الخدمة والرضا والنفس والجسد!!
هنا لا ننادي بأن من حق المرأة ان تتصرف كما يحلو لها ونؤكد ان ليس من حق الرجل ان يرتكب خطيئة ولا يجد من يحاسبه لمجرد انه رجل "شايل عيبه" فالعيب يشمل الرجل والمرأة معا حين يرتكبا العيب، لكن لم لم يعتبر هذا الزوج ان زوجته مرت بنزوة من الممكن ان يسامحها، كما مر هو بنزوات وهي سامحته!
نعم ما تصرفته المرأة خطأ كبير بحق نفسها اولا وبحق ابناءها وزوجها والمجتمع لكنها بلا شك تتساءل وبمرارة لم عليها ان تعاقب كل هذا العقاب لانها امرأة وتنبذ من مجتمع يمارس التسامح والتجاهل مع الرجل رغم نفس الخطأ والخطيئة بينما يعاقب وبشدة المرأة.. ويتركها منبوذة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا قُتلت لاندي جويبورو التي نافست على لقب ملكة جمال الإكوا


.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن




.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س


.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز




.. الطالبة تيا فلسطين