الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم
كريم عبد
2004 / 1 / 4الادب والفن
ثلاثُ مراثٍ لرياض إبراهيم 1 – ملامة كيف صرعك الموت !!! هل تتذكر ******** مازلتُ أسمع صوتك عبر الهاتف لقد أسقطتني في هاوية 2 – رأيتك تصرخ في حلم طويل رأيتك تصرخ في حلم طويل 22 -4- 99 3 - أغماضة الثلج الأخيرة 15-8-97
كيف ؟!
......................
......................
كيف ضربك الموت ولم تضربه ؟!
كيف تركته يفعل فعلته الشنيعة تلك
ولم تُخرسه بضربة من حذائك
وتجعله ينكفئ إلى الأبد
توقعتُ أنك ستشد عينيه بخرقةٍ بالية
وتجعله يدور وحيداً لتضحك عليه
.......................
.......................
كيف ضربك الموت وأين ؟!
في شمال العراق ؟!
على قلبك ؟!
وهل كانت السماء تمطر ؟
هل قالت الأشجار شيئاً ؟
لماذا لم تسحق على رأسه وأنت في بغداد ؟!
كيف تركته يتبعك حتى ( زاخو ) ؟!
ليخطفك بهذه السهولة !!
كيف تركته يفعل ذلك
وأنا لم أرك منذ عشرين سنة !!
فكيف سأصعد إلى السماء السابعة
كي أراك ثانيةً يا رياض !!
*********
عندما كنا هناك في ( أبو غريب )
في مشروع السكك الحديدية
بين العمال والخرسان والمهندسين
نقهقهُ ..
نلوّح للطيور
بمناديل الحظ السيئ
والمحبة الغامرة !!
عبر الهاتف قبل أسبوع فقط
قلت لي : مشتاق جداً
قلت لك : وأنا أكثر وأكثر
تحادثنا وتشاتمنا وضحكنا كثيراً ..
فكيف تفعل ذلك ؟!
كيف تغدر بي ؟!
كيف تدعه يعضك ذلك الكلب المجنون ؟!
*******
فأدفع إليَّ بحبل النجاة
أدفع إليَّ بشيءٍ
بكلمات قليلة
كي أسمع صوتك
كي أراك
كي أغريك بالعودة معي إلى بغداد
أو تغريني بالذهاب معك إلى الجنة
إلى الجنة أو بغداد
لا بد أن نعود معاً يا رياض ..
5- 5 -97
وهم يجرجرونك كي تبقى وحيداً في تلك المقبرة العاتية
تصرخ مبحوح الصوت
على أولادك الذين ذهبوا مع اللاجئين إلى أميركا
لكن ما الفائدة يا رياض،
فقد منعوا عليك التحرك من المقبرة إلى الأبد
ربما طأطأوا رؤوسهم حين رأوك تتعب من الصراخ
تجرجر خطواتك الواهنة المفزوعة من الموت
ليس بوسعي أن أفعل شيئاً مع الأسف
لا الكلام ينفع ولا سواه
إنما
أردتُ أن أعرف جنود الليل الذين قتلوك على الحدود
يقولون إن قلبك قد أوجعك في الرابعة صباحاً
فخرجتَ دون أن توقظَ أحداً
لقد أردتَ أن ترى الطبيب
ولم تجد أحداً في المستشفى
فسقطتَ وحيداً على رصيف في ( زاخو )
لكنني مازلتُ أودُّ أن أعرف كُنهَ ليلٍ يقتل إنساناً مثلك
ليس هذا الليل الذي نراه بعد غياب الشمس
حيث نستلقي على ظهورنا
نعدُّ أسماء الأنبياء والنجوم وخيانات الزمان
لكنه الليل الذي قتلك وأعرف أنه سيقتلني قريباً يا رياض
يا له من ليل ملطخ بالعتمة
يا لجدرانه الملطخة بصور الجلادين وصراخهم !!
المدينة قطعة ثلجٍ في الصيف
قطعة ثلج في كأس ماء
قطعة ثلج تحتك بأختها
******
لو افترضنا أن رجلاً مقتولاً
نسيَ أيام الحرب وعاد إلى البيت
من ترى يسمع خبط يديه على الباب ؟!
*********
المدينة في الصيف
في أغماضة الثلج الأخيرة
حيث يبتهج الماء من شدة البرد والضحك
وينفض الجنود ذكرياتهم للعطاشى
فقد استراحوا الآن تماماً
استراحوا من الحرب وانتظار الإجازات
من المدينة ومفاجآت الزمان
استراحوا الآن تماماً في قبورهم المنسية
*********
كانت حديقة البيت هادئةً
العشب هادئ والطيور تقرأ القرآن على السياج
الهواء يبرد في الليل
رجل وحيد هادئ على كرسيه البعيد
خرزات مسبحة تطقطق بهدوء
تتوقف فجأة لتفكر برياض إبراهيم
وكيف كان يملأ السلال بالعصافير والتفاح
.......................
.......................
خرزات تطقطق ..
تتوقف فجأة في خيطها البارد
لتفكر قليلاً برياض إبراهيم
هل مات حقاً على الحدود ؟!
وهل غصَّ حقاً بأغماضة الثلج الأخيرة
في كأس العراق المر!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو
.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ
.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟
.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا
.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل