الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اولمرت للأسد : نظامك باق لو تعريت !!

أديب طالب

2008 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


عندما قلنا أن الصانع الرئيس للسياسة في الشرق الأوسط ، هو المثلث الإسرائيلي الإيراني التركي . قال لي صاحبي ( وهذا استعارة مشكورة من فيصل سلمان ) قال : ظلمت العرب ، عرب الصمود والتصدي . أقول لصاحبي : جملة ٌ قصيرة ٌ نقلت عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للأسد ؛ بأن إسرائيل تعيد الجولان مقابل سلام حقيقي معه .جملة قصيرة ومنقولة وليست تصريحا رسميا علنيا لأردوغان ، جملة ، قيل عن قال ، حركت الجمود واللبس والتخبط حول مسار التفاوض السوري – الإسرائيلي ، وأثارت, احتفالية وأفراح في الإعلام السوري ؛ بدت معها الاحتفالية بدمشق عاصمة للثقافة العربية فضلا عن خزعبلات وأضاليل مؤتمر تجديد الفكر القومي ... بديا هزيلين قميأين ولا لزوم لهما ، وعلى عمال النظافة الإسراع في إلقائهما في معامل القمامة تحت طائلة المسؤولية .
لا ، وكلا ياصاحبي لم اظلم العرب ، عرب الصمود والتصدي وقلبهم الأسدي الممانع النابض بالفرح واقتراب الفرج .
بعد هذا الكلام الواقعي البائس اليائس الحزين ، فلننتقل إلى الحاضر السياسي السوري الإسرائيلي ، وإلى التصريحات الهائجة الواعدة الموعودة للإعلاميين ومسؤولين سوريين يعلنون فرحتهم بأن حلم الأسد بالتفاوض العلني مع إسرائيل أصبح قريب المنال ( بثنية شعبان ، بشار الجعفري ، الشعيبي ، الفضائية السورية ، كافة مواقع المخابرات السورية الإلكترونية )
1- قالت وزيرة المغتربين بثينة شعبان ، قالت وردة الإعلام السوري الاصطناعية للجزيرة في 23-4-2008 :
إن اولمرت مستعد للسلام مع سوريا على أساس الشروط الدولية وإعادة الجولان كاملا. ويحضرني هنا قول الممثل العبقري عبد الفتاح القصري : يتمنعن وهنّ الراغبات .
2- في 20-4-2008 نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن الأسد لدى رئاسته اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث الحاكم : (أن هناك جهودا – لاحظوا الجمع في كلمة جهود – تبذلها أطراف صديقة – تركيا مثلا – لتحقيق الاتصال العلني بين سوريا وإسرائيل ، هذه ليست حديثة ، وأن الجانب الإسرائيلي يعلم كل العلم ما هو مقبول وغير مقبول لدى سوريا ) رائع جدا تفاهم الأحبة وتبادل القبول . وألقى الأسد النكتة الماركسية التالية : (المسؤولية في ارتفاع الأسعار تقع على السياسات اللاعقلانية التي تنتهجها بعض الأطراف الدولية ) . قال : (بعض) ونسي العولمة – تسلم لي شو دبلوماسي - .
3- بشار الجعفري مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة قال: ( نحن منخرطون في عملية السلام بشكل علني ، وليس هناك أي اتصالات سرية ). لاحظوا كلمة منخرطون ، بوركت للجعفري جذالة الفصحى الفظعى العربية . الجعفري ينكر وجود المفاوض السري السوري مع الإسرائيليين إبراهيم سليمان وينكر الاتصالات العشرين . أظن أن سليمان وليئيل أصدق من الجعفري ،وما يؤكد ذلك أن > الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يؤكد أو ينفي زيارة رئيس طاقم مستشاري اولمرت قبل بضعة شهور للأسد
4- قال اولمرت في إحدى رسائله السرية للأسد : ( لا نزال نرفض إسقاط نظامكم ) . مبروكة على النظام وطنيته ومبروك على خصومه التحاقهم با لأمريكان .
5- قال ( الشعيبي ) الإعلامي السوري الديجتال المعدل سلطويا ، قال: (آن أوان انطلاقة المسار السوري – الإسرائيلي . وطالب الشعيبي ب ( عملية سلمية رصينة بين السوريين ، والإسرائيليين ) . لاحظوا الإبداع في لفظة رصينة . ونصح الشعيبي عائلة بوش أن تحمّل أبنها جورج دبل يو بوش مسؤولية انهيار سمعة العائلة – الشعيبي ذو الضمير الوطني الحر حريص على سمعة العائلة البوشية ، ويقدم نصائحه مجانا – وهذا من العجائب والتفاهات ، ومع هذا فا لشعيبي يرى (أن السوريين يشترطون وجود الطرف الأمريكي كشريك نزيه ، والمتغيرات مكثفة وواعدة ) . إن فرويد وتلامذته عاجزون عن تحليل العبقرية الإعلامية للديجيتال الإعلامي السوري العظيم . الشعيبي يغلف رغبة الأسد المحمومة بالتفاوض العلني مع إسرائيل ؛ بورق الشروط الهشة الرديئة ، ويعلبها بجمل مشوشة ومرتبكة وإنشائية فارغة تؤكد تهافت سيد سيد سيد سيد سيده الأسد المهرول نحو إعلان إسرائيل بحماية نظامه من السقوط ، رغم تعهد اولمرت بذلك سرا .
في ضوء هذه الاحتفالية الإعلامية الراقصة ، وعلى وقع الدبكة الديكتاتورية السورية الهائجة المائجة بفرحة الإيجاب والقبول بين اولمرت والأسد ، في ضوء تلك المهزلة ؛ على مؤتمر المحاميين العرب ، والمؤتمر القومي العربي ، ومؤتمر الأحزاب العربية ، وجملة الممانعين الأشاوس أفرادا وجماعات ، شيوعيين سابقين وقوميين لاحقين ، وقوميين سابقين ولاحقين ، على كل تلك الهمروجة أن تبحث عن مكان آخر غير دمشق ؛ تطلق منه صواريخ الممانعة القادرة على هزيمة إسرائيل وإقامة الإمبراطورية العربية العظمى . واقترح أن تكون طهران مكان مؤتمراتهم المقبلة ، فطهران حينها جديرة أن تكون قلب العروبة النابض . وقنبلتها النووية ضمانة العرب والمسلمين لهزيمة المشروع الأمريكي الشرق أوسطي ، وانتصار المهابيل وعّباد أحلام اليقظة المخبولة ، وأجراء العقل الديكتاتوري في أرض العرب المجيدة .لو صحت الجملة المنقولة عن اردوغان ، ومن اولمرت للأسد ، وأظنها صحيحة شكلا وملتبسة مضمونا . ولو تم فرح النظام السوري بالعناق مع الإسرائيلي في عرس كما يشاء ويحب ، ولا أظنه سيتم، ولو دلّعت أمريكا إسرائيل بموافقتها على التفاوض ، ولا أظنها ستفعل الأ في حدود المناورة ، وشرط ان يقعد المفاوض الديكتاتوري السوري عاريا خلف طاولة التنازلات لاالمفاوضات ، عاريا من قفطانه الإيراني وكوفيته الحماسية الزرقاوية وقفازاته المجرمة في لبنان .
ولو ولو ولو .... فأن الحقيقة التي لالبس فيها أن النظام السوري كسب جولة بقائه لزمن أطول ؛ حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، وأظنه المحكمة الدولية . والمحكمة هنا ليست فقط لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ، وإنما هي أيضا محكمة للضمير والعدالة والحضارة الدولية في نهاية الأمر
. وارجوا أن لاتسخروا من هذه الجملة الأخيرة ، فلو مات الضمير الحضاري الدولي ،على الإنسانية السلام وعلينا جميعا لعنة الرجال البدائيين سكان الكهوف الحجرية .
*معارض سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة: كيف عزلت إسرائيل؟ | بتوقيت برلين


.. يامالك الملك و رسمتك يا حبيبي.. أجمل أناشيد دينية وقدود حلبي




.. ماكرون يترأس احتفالات الذكرى الـ 80 لإنزال النورماندي في -أو


.. عشية الانتخابات الأوروبية... غضب المزراعين لا يزال حاضرا بقو




.. ذكرى إنزال النورماندي: ما أبرز ما جاء في كلمتي ماكرون وبايدن