الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في الديمقراطية

مهدي سعد

2008 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الديمقراطية من أكثر المصطلحات إثارة للجدل وقد كثرت التعريفات والرؤى المتعلقة بها بتعدد النظريات السياسية والثقافية التي دارت حولها. إلا أن الهدف من هذا المقال ليس إيضاح مفهوم الديمقراطية بقدر ما هو محاولة لفهم مدى ملاءمة عقلية مجتمعنا للتصور الديمقراطي الحقيقي.
أريد الإنطلاق من نظرة ترى بأن الديمقراطية في حقيقتها "ثقافة" قبل أن تكون "نظام سياسي" أو "طريقة حكم". الثقافة الديمقراطية تتجسد باحترام التعددية وقبول الآخر والتسامح والعيش المشترك. أضف إلى ذلك أن هذه الثقافة تتمثل بوجود مجموعات من الناس تنتظم على أسس فكرية وعقائدية، ومجموعات ضغط تنتقد سياسات السلطة الحاكمة.
وللصحافة كذلك دور محوري في المجتمعات الديمقراطية والتي تُطرح من خلالها القضايا والمشاكل التي تمس المواطنين وتشغل بالهم. كما أنه من الضروري وجود حوار عقلاني جدي بين جهات مختلفة الرأي لكي تكون ديمقراطية حقيقية.
ومن المهم الإشارة إلى أن "الديمقراطية" يجب أن تكون مقرونة بـ "العلمانية" التي تعني فيما تعني التعامل مع الفرد على اعتبار أنه مواطن وإنسان وليس مجرد رقم في هذه الطائفة أو تلك العائلة، بالإضافة إلى فصل الدين عن الحيز الزمني بمعنى "ما لله لله، وما لقيصر لقيصر".
هناك من يعتقد بأن الديمقراطية تقتصر على وضع بطاقة في صندوق إقتراع، ومن هذا المنطلق يصفون المعارك الإنتخابية التي تجري في مدننا وقرانا بأنها "لعبة ديمقراطية". هذه نظرة ساذجة للأمور لأن الإقتراع لا يتعدى كونه إجراءً شكليًا لا يعبر عن جوهر الديمقراطية.
من السذاجة بمكان اختزال الديمقراطية بمجرد إجراء إنتخابات ووجود صندوق اقتراع ندلي بصوتنا فيه.. الديمقراطية أكثر من ذلك بكثير. في كل الدول العربية تقريبًا تجرى إنتخابات، لكن هذه الإنتخابات لا قيمة لها لأنها لا تقدم ولا تؤخر في الحياة السياسية في هذه الدول.
الديمقراطية يجب أن تؤسس بادئ ذي بدء على "ثقافة الديمقراطية" و "قبول الآخر" و "لغة الحوار" و إنتاج "نخبة" تقود المجتمع على أساس فكر سياسي حقيقي ومشروع نهضوي شامل.. وإلا عبثًا نتحدث عن الديمقراطية.
وبمقارنة هذا التصور للديمقراطية مع الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا نلاحظ مدى البون الشاسع بين الديمقراطية بمفهومها الأصيل والممارسة "السياسية" في مدننا وقرانا. ما يوجد في مجتمعنا هو زعامات طائفية وعائلية تسعى للوصول إلى السلطة، لا أكثر ولا أقل.
إننا نفتقد لأبسط قواعد اللعبة الديمقراطية، وللثقافة الديمقراطية ذاتها التي فقط عبر تعزيزها في مجتمعنا من الممكن القفز إلى الفضاء الديمقراطي المنشود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا