الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لماذا نقرأ لك ؟
سعدي يوسف
2008 / 4 / 29مواضيع وابحاث سياسية
امرؤٌ ينْظِمُ الكَـلِمَ ، شــاعرٌ اصطلاحاً ، آنَ غيابِ المصطلَح ، أو امرؤٌ يكتب ، آنَ الكتابةُ عائمةٌ غائمةٌ ...
هذا الشخص ، غيرُ الـمُسَـمّى ، والذي سيظل غيرَ مسَمّى بالرغم من كل شــيء ، قال لي في أحد الأيام شاكياً باكياً :
الناس لا يقرأونني . طبعتُ ديواني الأخير ، لكنه مكدّسٌ ، وقد أخبرني الناشــرُ أن الناس في المعارضِ يُعْرِضون عنه فيُضطَرّ ، أي الناشــر ، إلى دفع أجور الشحن ثانيةً ، ليعود بكتابي إلى المستودَعِ . أخيراً قال لي الناشرُ إنه لن يشحن كتابي إلى الـمَعارضِ ...
ماذا أفعلُ ؟
إنها حال الثقافة العربية !
لم تَعُدْ في هذه الأمّة ثقافةٌ .
*
أقول للرجلِ الآنَ ، لا وقتَ الحديث الأوّل :
لِمَ أنتَ مستغرِبٌ ممّا جرى لكتابك ؟
الناسُ على حقٍّ .
ألم تعرفْ ، حتى اليوم ، ما جرى لك أنتَ ؟
*
قبل خمسة عشر عاماً ، حين كان المستعمِرون يحومون حول وطنك ، بُغْيةَ إعادةِ استعماره ، اشتغلتَ معهم في صحافتهم ...
وحين وضعوك على قائمة الرواتب ، شعرتَ بسعادةٍ قُصوى .
وإذ أسّســوا إذاعتَهم ومحطة تلفزتِهم الموجّهتينِ إلى بلادك تمهيداً لاحتلالها ، كنتَ هناك ، تُدَرَّبُ على الخيانة .
مع طائراتِ المحتلّين الأولى دخلتَ .
وبين الأصواتِ القذرةِ الأولى كان صوتك .
وأنت ، حتى اليوم ، بعد الجرائم كلها ، والقتل كله ، لا تزال مع الاحتلال ...
ركلوك من العمل ، إلاّ أنك لا تزال تتبعهم ، كما يتبعُ المضبوعُ الضَّبُعَ :
لا تتركْني يا أبي ...
والضّبُعُ ماضٍ في سبيله ، يتبوّلُ على المضبوع ...
والمضبوعُ يتوسّل :
لاتتركْني يا أبي !
*
أيُّ وحشٍ معكوسٍ أنت ؟
*
ثم تأتيني لتلوم الناسَ .
تلومهم لأنهم رفضوك ، رفضوا أن يقرأوك ...
تقول إن ثقافةَ أُمّةٍ ، أمستْ غلطاً !
يا لَبؤسِكَ !
*
وأقول للقارئ :
لم أفْتَئِتْ على أحدٍ . لم أختلِقْ شخصاً أو شخصيةً . لكنني أحتفظُ بالاسم تَعَفُّـفـاً .
ومن يدري ؟
لعلّكَ ، يا قارئي العزيز ، تُفصِحُ أنت عن اسمٍ أو أســماء !
لندن 27 .04 .2008
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال
.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار
.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن
.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة
.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة