الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الكويت ..هل يوقف العنف في العراق ..؟؟

حبيب النايف

2008 / 4 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


عقد في الكويت مؤتمر الدول المجاورة للعراق برعاية الولايات المتحدة الأمريكية حيث سبقت هذا المؤتمر زيارة مكوكية قامت بها للمنطقة رايس لغرض التهيئة والإعداد لهذا المؤتمر إذا لم يكن هناك أعداد مسبق له قبل هذه الزيارة حيت بات من الواضح أن أمريكا اراد ت ان تواصل جهودها من اجل الضغط على دول الجوار العراقي وخاصة دول الخليج لغرض أن تزيد من علاقاتها مع العراق وترفع من حجم تمثيلها الدبلوماسي وشطب الديون الذي أصبحت تثقل كاهله بعد ان قامت كثير من الدول الأوربية بهذا الإجراء في حين ان الدول العربية لم تقدم عليه مما جعل أحساس العراقيين يزداد بان العرب لم يكن لهم دور يذكر في دعم الحكومة المنتخبة وإنما قد ساهموا بشكل أو بأخر بتصعيد الأزمة وذلك من خلال دعم المقاتلين العرب وتمويل عملياتهم وكذلك التعامل مع كثير من العناصر المسلحة وإعطاءها صفة الشرعية مما ساعد ها في التمادي في غيها و العمل جاهدة على زعزعة استقلال البلد لإحداث كل ما من شائنة أن يثير المتاعب للحكومة ليجعلها مقيد ة بعدم اتخاذ أية إجراء ملائم من اجل مواجهة العصابات المسلحة التي أخذت تكثف من هجماتها وتواصل عملياتها الإجرامية ضد الأبرياء وبالتالي فان هذه الأعمال يجب التصدي لها مما يستدعي من الإخوة العرب الذين كثير ما يدعون بأنهم مع العراق في جهاده ونضاله لكن كثير من الحقائق قد أثبتت عكس ذلك .
إن الدعوات الكثيرة التي وجهها العراق لدول الجوار لغرض وفق عمليات التسلل المتواصلة وعدم دعمهم للعمليات الإرهابية والتي راح ضحيتها كثبر من الأبرياء لم تجد أذانا صاغية مما عزز قناعة العراقيين بالدور السلبي لهذه البلدان وان ما تقوم به كان مخطط له ومدروس بعد ان أخذت رياح التغيير تثير لديهم حساسية معينة مما جعلهم يعملون جاهدين لإيقافها وبالتالي التخلص منها من خلال زعزعة الأمن والاستقرار وعدم فسح المجال للعراقيين من ممارسة الحرية التي حصلوا عليها والتي سوف تكون لاحقا وبالا عليهم بعد ان رأوا بريقها الأول قد أخذت تتضح ملامحه في العراق الجديد وقد ولى إلى غير رجعة النظام المقبور الذي ضاق العراقيين به ذرعا مما جعلهم يتمنون الخلاص منه حتى لو كان على يد ألد أعدائهم وهذا ما حدث فعلا عندما رحبوا بما قامت به أمريكا ليس حبا بها لكنه بغضا بصدام .
ان إصرار الولايات المتحدة ودفعها الدول العربية وخاصة التي تسير بفلكها وتقوم بتطبيق سياستها في المنطقة للوقوف مع العراقيين والمساهمة وبإطفاء الديون وإعادة التمثيل الدبلوماسي وإقامة علاقات ودية وطيبة بعد إحساسها بان بعض دول الجوار غير راغبة بدعم الحكومة العراقية وتعمل جاهدة من اجل زعزعة النظام فية وتدفع كثير من أبنائه للاحتراب فيما بينهم بعد أن تقوم بتوفير الوسائل المناسبة لجعل عملية الاحتراب متواصلة من خلال دعمها طرف على حساب الآخر وفق أجندات معينة تنطلق من مصالح خاصة مما شجع هذا الموقف إيران أن تتمدد في العراق وتؤثر على بعض القوى لتجيرها لصالحها وتستغلها في محاربة أمريكا داخل العراق ابتغاء لمصالحها ودفعا لما تنوي أمريكا القيام به ضد إيران مما يجعل الأرض العراقية تصفية للحسابات بعيدا عن بلديهما وهذا ما تفكر به أمريكا حيث إن زيادة النفوذ الإيراني في العراق يؤدي إلى فشل سياستها ومشروعها التي تعول عليه كثيرا وهو إقامة الشرق الأوسط الكبير الذي أرادت أن يكون العراق المنطلق الأول له لكن إيران وسوريا ومن يسير في ركبهما قد راهن على فشل هذا المشروع ومن ثم الاستحواذ على الساحة العراقية التي أصبحت فيما بعد مركزا لتصفية الإرادات بين بعض الدول مما دفع الكل أن يستغل قسم من المجموعات المحسوبة عليه وتسخيرها بالطريقة التي تخدم مصالحة ليجعل الوضع متوترا ومشتبكا وقد اثبت ذلك بعض الوثائق التي ضبطت مع المسلحين عند إلقاء القبض عليهم واعترافهم ببعض المعلومات الخطيرة التي تكشف تورط أطراف عربية معروفة بهذا الصراع مما جعل المسئولين العراقيين يعلنون ذلك بكل صراحة وإعلان بعض الوثائق بالمؤتمر . .
إن ما تقوم به أمريكا من حشد وتحريك للتواجد العربي في العراق هو دعم لمشرعها وإنجاحه بعد أن تعرض لعدة هزات ساهم بها العرب أنفسهم سواء علموا بذلك أم لم يعلموا لذا عملت بكل جهودها للضغط عليهم حتى وان كان بشكل سري للقيام بدور ايجابي في العراق بعد أن أحست أن الوقت قد حان لجني ثمار تدخلها بالعراق وخاصة إن الانتخابات الأمريكية على الأبواب وان الناخب الأمريكي قد أرقته الخسائر التي يتعرض لها الجيش الأمريكي مما دفع بعض المعارضين لسياسة الرئيس الأمريكي بوش من المطالبة بسحب القوات من العراق واستغلال ذلك للأغراض الانتخابية .
إن هذا المؤتمر خطوة جادة لغرض تصحيح بعض المسارات الخاطئة التي اتخذتها بعض دول الجوار العراقي وكذلك نوع من المكاشفة والمصارحة من اجل بناء جسور الثقة على أساس جديد يضمن العلاقة الصادقة بين الطرفيين لكي يتم استعادة الأمن والاستقرار للعراق ليأخذ دوره الأساسي في عملية البناء والتطوير وبالتالي يشعر العراقيين بان العرب جادين بمساعدتهم وتقديم كل ما من شاته استقرار بلدهم وتطوره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمتا بحر إيجه ومسجد «كاريا» تخيمان على محادثات اليونان وترك


.. مصادر: مصر أبلغت بقية وسطاء المفاوضات رفضها القاطع للتصعيد ا




.. ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة يعزز حظوظ ترامب على


.. متطرفون إسرائيليون يضرمون النار في كميات كبيرة من المساعدات




.. حظر تطبيق تيك توك قد يؤثر في حظوظ بايدن لولاية ثانية في الان