الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغنية عندما يعود السندباد الى بيته

عبد العظيم فنجان

2008 / 4 / 29
الادب والفن



تعتنني السُكرُ والتشردُ ، فعدتُ ، وها أني أترنحُ بين السُبل .
صرتِ قلما لا يبري إلا نحافته ،
صرتِ خيطا لا يرتق الشقوقَ حتى في ثياب أفكاره .
صرتِ سياجا لا يهدم إلا نفسه ،
وأسلاكا شائكة يخافُ الريشُ أن يغسلها بحفيف سقوطه .

لا أذكر أين كنتُ قبل أن أجدلَ سلتي من خيزران هيامكِ ، قبل أن تبعثيني في الأسفار ، ألهج بمصابيح نورك ِبين أزقة البلدان ، لكنني أذكر أنكِ حررتِ الحرية من اسرها ، يوم كانت لا تمارس الطيران إلا مربوطة بحبل البلاغة . أذكرُ انكِ كثيرا كسرتِ الجفافَ في رؤوس الملوك بجِرار الشطوط ، مع ذلك فإن وحوشك لم تسافر الى الله بمقبرة جماعية ، لأنكِ الخيال الذي يجعل الانسان مركزا للعالم ، وأنتِ شهرزاد : تمدينَ بساطَ الريح لتجرجري المنفيَّ من وحشة العراء الى ملكوت جمالكِ . تتزوقين بالفتنة ، ومرآتكِ في الهائمين تعكسُ هديلَ الحمام في غناء امهاتهم .

لا أذكر من لياليكِ إلا التيجان ،
و لا أحفظ من التيجان الا لمعان سقوطها :
لا أعرف من الحضارات الا كيف تستقبل الشعوبُ قاتليها بالحجارة ،
ولم أنسَ أن الغابات تدخـّر شكلَ أشجارها في ذاكرة الربيع ،
لئلا ينقرض التبرعمُ من جذورها .

آه ،
هناك رخٌ ما قد نقل بيضته من وديان الخرافة الى سِحر نومكِ ، فانسلَّ من جوفها أربعون حراميا ، هاهم يتناسلون طوال الحكاية ، يتكاثرون في طرقاتكِ ، أزقتكِ ، وينتشرون في الشوارع متأبهين لاقتلاعي من جذوري . أنا السندباد وقد عدتُ الى البيت حاملا مصباح علاء الدين : مصيري زورق أحلام في لجة عاصفة ، أمشي مكسورا على جسر خيبتي ، حيث الظلام يطرد أبطالكِ ، مع فوانيسهم ، من الف ليلة وليلة .

لا أعرف كيف عانيتكِ ، ربما لأنكِ الينبوع ، وأنا الماءُ يسيل كي يعرف طول مجراكِ ، لذلك أسكرُ في حانات متوَهمة ٍ، اترنحُ وأغني في جوقة اشباح :
أنتِ مني بمنزلة الحزن من الشِعر ،
بمنزلة الشوارع من شاعر مفلس .
بمنزلة الفيء من النوم تحت الجسور .
بمنزلة فيروز من الصباح .
بمنزلة الحب من المشي تحت المطر .


أشقَّ طريقي وسط دخان متاهاتكِ ، فلا تقدح شرارة " افتح ياسمسم " لأمسكَ الخيط من أوله ، وها أني أسندُ ظهري الى جدران حكايتي في لياليكِ ، فبيتي لم يعـد في مكانه - كانت شياطينُكِ أكثـر بهجة مـن فرق الموت - كما أن أسفاري لم تعد كافية للمضي أبعد من هذه المسافة : انا حنجرة تنحدر من هدير منسي في قلعة الصمت ، روحي أرخبيل من جزر الخوف ، رأسي مثل شجرة وسط موكب من الرياح ، وأنتِ المعجزة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?


.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد




.. إيه الدرس المستفاد من فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو ب